توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عصبية تحت القبة!

  مصر اليوم -

عصبية تحت القبة

بقلم : خالد سيد أحمد

ربما يكون مفيدا للجميع، اقتراب دور الانعقاد الثالث لمجلس النواب من الانتهاء هذا الأسبوع، ليخرج المجلس فى اجازة تمتد ثلاثة أشهر، يستطيع خلالها استعادة هدوئه المفقود، بعدما سيطر التوتر والقلق والعصبية الزائدة عن الحد على قياداته، إلى الدرجة التى جعلتهم يضيقون ذرعا بالرأى المخالف الذى يتبناه قلة من الأعضاء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

التوتر كان واضحا جدا، خلال الجلسة التى عقدها البرلمان الأسبوع الماضى، للتصويت النهائى على تعديل بعض أحكام القانون رقم 28 لسنة 2018 بتعديل أحكام القانون رقم 100 لسنة 1987 بتحديد المعاملة المالية لرئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة والمحافظين ونوابهم، لحساب قواعد معاشاتهم.

ففى هذه الجلسة، وبمجرد ان قال النائب ضياء الدين داود، عضو تكتل (25ــ 30): «كما رفضنا المشروع من قبل نرفض تعديلاته»، حتى قاطعه رئيس مجلس النواب الدكتور على عبدالعال، بغضب ودعا منادى الجلسة إلى النداء على الاسم التالى مباشرة، وشدد على ضرورة اكتفاء النواب فى بيان مواقفهم بإعلان الموافقة أو الرفض.

المتحدث باسم المجلس النائب صلاح حسب الله، قال ايضا فى كلمته التى منحها اياه رئيس البرلمان: «أطالب بإعمال اللائحة ضد كل من يعطل عمل البرلمان.. نشعر أننا فى برلمان الطلائع.. مش كل واحد يقعد فى البرلمان على مزاجه.. تطبيق اللائحة على أى حد يعطل عمل المجلس، مش هينفع الكلام ده».

وعلق رئيس المجلس على كلام حسب الله قائلا: «هطبق اللائحة ومن الأسبوع المقبل ستجد تصويتا على إسقاط العضوية لبعض السادة النواب.. يوم الثلاثاء المقبل سيكون تصويت على إسقاط العضوية طبقا لما انتهت إليه لجنة القيم». ونظر عبدالعال نحو موقع جلوس نواب تكتل (25ــ 30)، قائلا: «لن تكونوا أعضاء فى هذا المجلس ابتداء من الأسبوع المقبل».

ملاحظات كثيرة على ما جرى، اهمها انه يحق للبرلمان اسقاط عضوية أى نائب يخالف القواعد أو القانون ويتم ادانته فى لجنة القيم، لكنه من غير المفهوم أو المقبول أن يتم استدعاء هذا الحق من الأدراج وقت الحاجة اليه فقط، وهو ما يعنى بشكل أوضح، انه لو لم يتحدث هذا النائب ويرفض تعديلات قانون معاشات الوزراء والمحافظين، ويبدى رأيا مغايرا لرأى الأغلبية المريحة فى البرلمان، لما تم تهديده بتطبيق اللائحة عليه! 

الملاحظة الثانية أن قيادات مجلس النواب تشعر دائما بوجود مؤامرة على البرلمان، وأن هناك محاولات مستمرة لاختطافه، وهو تصور يصعب بالتأكيد فهمه أو استيعابه، لاسيما أن هذا المجلس لا يعكس تنوعا فى الآراء، أو توجد به معارضة حقيقية وقوية تستطيع مثلا سحب الثقة من وزير، لكنه برلمان ذى لون واحد وصوت واحد، وإذا وجدت به أصوات مختلفة أو مخالفة، فهى قليلة للغاية وغير مؤثرة ولا تستطيع عرقلة أى قانون تريد الحكومة تمريره!

الملاحظة الثالثة تتمثل فى ان الضيق والضجر من الرأى المخالف، انتقل من الدائرة الأكبر، ونعنى بها المجال العام، وتسلل رويدا رويدا إلى ساحة البرلمان، الذى يفترض به ان يكون منصة ثرية فى تنوع وتعدد واختلاف الآراء، وان اعضاءه لديهم الحق الأصيل والحصانة الكاملة، ليقولوا ما يشاءون تحت القبة، وهى حالة وان بدت مريحة للأجهزة التنفيذية، الا انها غير مفيدة على الاطلاق للصورة العامة التى يتم تصديرها للبلاد فى الخارج.

التنوع فى الآراء والخلاف حول القضايا والقرارات لن يساهم فى اسقاط البرلمان، بل الضجر والتشكيك فى رأى المخالفين، واتهامهم بالعمل وفقا لأجندات خارجية تستهدف الإضرار بالوطن ومؤسساته، يفقد مجلس النواب القدرة على ان يكون معبرا عن الشعب بكل فئاته، ويبعده كثيرا عن دوره الحقيقى فى ان يكون رقيبا على اداء السلطة التنفيذية.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصبية تحت القبة عصبية تحت القبة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt