توقيت القاهرة المحلي 11:50:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النسيان !

  مصر اليوم -

النسيان

بقلم - عايدة رزق

 نتكلم كثيراً عن النسيان خلال فترتين فى حياتنا.. فترة الامتحانات.. وفترة الشيخوخة.. فعندما نتقدم فى العمر ننسى أشياء كثيرة.. ننسى أين وضعنا سلسلة المفاتيح.. ونبحث معظم الوقت عن النظارة.. نتذكر بصعوبة الأسماء.. وتختفى من أذهاننا أغلب الأرقام والتواريخ.. ويخبرنا الأطباء بأن النسيان إذا جاء مع الشيخوخة فليس هناك ما يزعج.. ففى أواخر أيام الشاعر الاسكتلندى «والترسكوت».. لم ينزعج أصدقاؤه حين أنشدوا له إحدى قصائده فأعجبته وسأل عن ناظمها.. أعتبروا الأمر طبيعيا.. فالرجل يعيش مرحلة الشيخوخة حيث الذاكرة تخون ولا تسعف.. ويروى عن العالم السويدى «لينيه» أنه قبل وفاته كان يقرأ بجوار النافذة إحدى مؤلفاته ثم صاح : «ما أبدع هذا ليتنى كنت الكاتب».. إذن النسيان فى فترة الشيخوخة لا يعد مشكلة..

ولكنه يصبح مشكلة إذا جاء قبل الأوان.. وهنا اختلف الأطباء فى أسبابه.. فذهب البعض إلى أن ازدحام الذهن بعدة أمور فى آن واحد يسبب النسيان.. فإذا لم تطرد الذكريات مثيلتها فهى على الأقل تعوقها عن الظهور.. كذلك التشبع يسبب النسيان.. فحين يمتلأ الذهن بكلمات وأقوال وأسماء وتواريخ وأحداث تافهة وجسيمة وتفاصيل صغيرة وكبيرة ووجوه وأشكال يصبح كالمخزن الذى امتلأ بأشياء فاقت حجمه فتراكمت فوق بعضها البعض.. فكيف بعد كل ذلك نستطيع أن نستعيد شيئا منه ؟.. أيضا قد يحدث النسيان بسبب التعب والارهاق.. وهذا ما أدركه «أبو تمام» الذى كان عليما بأسباب النسيان حين نصح صديقه قائلا : «لكى تحفظ المعلومات ولا تنساها.. تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صفو من الغيوم».. أيضا يصبح النسيان مشكلة إذا كنت طالبا وتجلس أمام ورقة الأسئلة فى لجنة امتحان.. ولا تلوم سوى نفسك.. فقد سهرت طوال الليل تذاكر فى اللحظات الأخيرة.. وجئت فى الصباح مجهداً متعباً متجاهلاً كل القوانين الخاصة بالذاكرة والتى قد يفيدك قراءتها فى كتاب النسيان للدكتور «أحمد فؤاد الأهواني».

ويبقى القول أن النسيان إذا حدث للإنسان فقد يرحمه من تذكر الأحداث المؤلمة والهزائم التى لحقت به فى حياته.. ولكنه حين يحدث للشعوب فتلك هى الكارثة !


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النسيان النسيان



GMT 02:01 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

سنة ثالثة شعر

GMT 01:57 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللاجئون في مصر... تراث تاريخي وتذمر شعبي

GMT 01:54 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أزرار التحكم... والسيطرة!

GMT 01:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

أميركا النازعين وأميركا النازحين

GMT 01:48 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

عن سجننا بين إدوارد سعيد ونتنياهو

GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته

GMT 20:14 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 4 وإصابة 6 في انقلاب سيارة واشتعالها على طريق السويس

GMT 01:10 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أوروبا

GMT 20:17 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 لاعبين في "أشرس صراع" على الكرة الذهبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon