توقيت القاهرة المحلي 00:11:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أول ثورة دفاع عن هوية وطن

  مصر اليوم -

أول ثورة دفاع عن هوية وطن

بقلم : خالد منتصر

عبقرية ثورة ٣٠ يونيو هى فى الهدف الذى خرجت من أجله، خروج الشعب المصرى لم يكن لمجرد إسقاط حاكم خائن جاسوس جعل أسرار الدولة العليا على مائدة حاكم قطر، وكان مجرد دمية فى يد «بديع وخيرت»، ولم يكن لنقص بنزين أو انقطاع كهرباء كما كان يروج وقتها من الإخوان الذين قالوا إن الدولة العميقة افتعلت مشاكل البنزين والكهرباء لإسقاط الإخوان عمداً، ولم يكن الخروج أيضاً ضد تزوير انتخابات أو احتجاجاً على فساد إدارات..إلخ، إنها ثورة قامت من أجل الحفاظ على هوية وطن أدرك الشعب بحسه الفطرى البسيط أنها تختطف وتسرق وتزيف وتطمس، «يسقط يسقط حكم المرشد» لم يكن هتافاً موجهاً ضد محمد بديع شخصياً ولكنه ضد التنظيم كفكرة والعصابة كقرصنة والإخوان كقتلة وجدان وعقل ولصوص هوية وخونة وطن، الفلاح الغلبان والعامل البسيط والمرأة نصف المتعلمة، حتى هؤلاء بالفطرة المصرية التى ما زالت تنبض رغم طبقات التصحر البدوى التى حاولت أن تغطى عليها، حتى هؤلاء نزلوا إلى الشارع دفاعاً عن الهوية، تحمل الشعب المصرى الكثير من الظلم ومظاهر الفساد وضروب الخلل، وكان يقول إن كل تلك المظالم تؤثر على غشاء خلية الوطن من الخارج فقط ومن الممكن مرورها وإصلاحها، لكنه انتفض بقوة حين أحس أن الخطر قد طال وامتد إلى الـ«دى إن إيه»، المادة الوراثية لهوية الوطن، إلى الجينات، إلى الخيوط الوراثية المتشابكة داخل نواة المحروسة، هنا خرجت الجماهير، ثار الناس، غضب أولاد وبنات البلد، إنها هويتنا، جوهرنا، إنسانيتنا، لا تمس، نحن الحياة وهم الموت، نحن باختلافاتنا ومشاجراتنا مع بعضنا البعض، نجد أنفسنا فى النهاية مهما اختلفنا واقفين على أرضية مشتركة اسمها الوطن، أما هؤلاء الفاشيون عصابة الإخوان من سماسرة الدين أصحاب بوتيكات التغييب وبازارات الدروشة، هؤلاء يقفون على أرضية الخلافة الإسلامية المزعومة وشعاراتها «طظ فى مصر»، و«ما الوطن إلا حفنة من تراب عفن»، و«يحكمنى أفغانى أو حمساوى ولا يحكمنى مصرى»، خرج الجميع لأنهم أحسوا بأن هؤلاء المتجهمين الحمقى يسرقون البهجة من شعب يحب الحياة ويعشقها بل ويتحايل بكل سبل التحايل الفهلوية والسرية والعلنية أن يحيا حتى فى أصعب الظروف، لذلك احتفالنا بثورة ٣٠ يونيو يكون باستكمالها، يكون باستمرارية الحفاظ على الهوية، لا يكون أبداً بالخلاص من الإخوان للارتماء فى حضن السلفيين، سنقول لبعضنا ألف مبروك بالفعل حين نرى هزيمة التأسلم السياسى كفكرة لا كتنظيم فقط، حين يمنحنى الدين سرير الطمأنينة لا مقعد البرلمان، حين يكون النور فكراً وعقلاً وليس حزباً ولحية.

نقلًا عن الوطن القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول ثورة دفاع عن هوية وطن أول ثورة دفاع عن هوية وطن



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon