توقيت القاهرة المحلي 01:24:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن وقعة الشاطر

  مصر اليوم -

عن وقعة الشاطر

بقلم - عمر طاهر

تبدو الجملة كأنها جمل طبطبة وجبر خواطر، (مايقعش إلا الشاطر)، قم ولا يهمك أنت لست مغفلا فالمغفلون لا يقعون.

لكنها أكبر من مجرد طبطبة.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى الجغرافيا.

فشرط الوقوع أن تكون فى الأساس فى موقع مرتفع، وهذا يليق بالشاطر فعلا، النقطة التى تقف عندها كلما كانت عالية كلما كانت الحركة غير الموفقة (وقوعا)، بعكس البليد الذى يلتصق وجهه بالأرض، هو (واقع خلقة)، معجزته ألا تدهس وجهه الأقدام.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى علم الاجتماع.

فالشاطر هو شخص مرصود من المجتمع، بما أنه ارتفع عن الأرض فهو يشغل حيزا لا بأس به من مدى الإبصار، يراقبه الناس بمشاعر مختلفة، البعض معجب بهذا التحليق، والبعض الآخر يود أن يقع الشاطر فتنكسر رقبته، غالبا من يتمنى ذلك هو الشخص الذى تكلمنا عنه فى الفقرة السابقة، تلك المراقبة لا تخلو من تحفز حقيقى، بعض هذا التحفز غيرة يود صاحبها أن يحلق عاليا مثل الشاطر، والبعض الآخر غيرة لا يود صاحبها أن يحلق من الأساس ويتمنى الأسهل وهو أن يقع الشاطر.

هذا التحفز يجعل كل ذلة أو خطأ أو سوء تقدير للشاطر مضروبة فى مائة بفعل الغيرة السوداء، يتناسب حجم الوقوع طرديا مع النقطة التى وصل إليها الشاطر، المجتمع الذى صفق للشاطر وهو يصعد يتلكك له ويتعامل مع خطأ صغير بدراما صارخة، فتلك الوقعة التى قد تبدو صغيرة يمكن لتضخيمها أن يساهم فى أن ينام البليد قرير العين ليلا.

هذه الجملة تصلح لأن تكون درسا فى علم الفيزياء.

لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الاتجاه، وقوع الشاطر أكبر دليل على أنه يتحرك إلى أعلى، وقوعه يعنى أنه لم يركن للحركة الآمنة التى تجعله يستمر فى تحليق متوسط القوة، لكنه قرر أن يغامر وأن يتحرك بقوة أكبر وأن يكسر الثوابت وأن يزيح خوفه بعيدا آملا فى أن يفاجئ نفسه، يستطيع الشاطر أن يكتفى بما حققه وأن تكون حركته من أجل الحفاظ عليه فقط، وهذا أمر غاية فى الأمان ويقى الواحد من خطر الوقوع، لكن الشاطر مغامر وطماع وبالبلدى (طفس) يحلم باكتشاف آخر الماكينة الموجودة داخل روحه، وهذا ما يجعله معرضا للوقوع، وربما يتكرر وقوعه كثيرا، لكنه فى نهاية الأمر سيحول هذا الوقوع المتكرر إلى لقطة للتاريخ والذكرى الخالدة، وسيثبت ببراعة أن الهجوم الرائع يبدأ بخطوة إلى الخلف، إنها سياسة الانتصار.

يقع الشاطر لأنه لا يخاف من الوقوع، يقع ليرى فيما كان الخطأ.

الجميع يخشون الوقوع، إلا الشاطر فلا أحد يقع غيره.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن وقعة الشاطر عن وقعة الشاطر



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:07 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
  مصر اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:53 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 02:48 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

النجمة حنان مطاوع تشارك في " نصيبي وقسمتك" الجزء الثاني

GMT 21:48 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

تعرف على أكثر 8 أماكن اتساخا في المنزل

GMT 06:33 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

الإعلامي محمد الباز يرد على أكاذيب دعاء خليفة

GMT 11:32 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

شاكيرا تلغي حفلتها في فرنسا بسبب أزمة صحية

GMT 18:47 2025 الثلاثاء ,20 أيار / مايو

نيمار يخطط للعودة إلى برشلونة

GMT 12:55 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

أسعار اللحوم في مصر اليوم الخميس 6 أغسطس

GMT 21:03 2020 الأحد ,26 تموز / يوليو

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 26 يوليو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt