توقيت القاهرة المحلي 16:47:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

المفردات «الملتبسة» في السودان

  مصر اليوم -

المفردات «الملتبسة» في السودان

بقلم: عثمان ميرغني

ليس هناك من عاقل في السودان لا يريد رؤية نهاية للحرب التي أحدثت دماراً غير مسبوق طال كل شيء ومسّ كل مواطن. لكن الحديث عن «نهاية» الحرب كثيراً ما تتخلله لغة مبهمة، بينما تبقى المفردات الأساسية المطلوبة لتحديد الطريق للخروج من الأزمة غائبة أو متنازعاً عليها. يكثر الحديث عن «استعادة المسار المدني» و«الانتقال»، ويتكرر شعار «لا للحرب»، لكن من دون وجود حد أدنى من التوافق حول كيف يمكن أن تنتهي الحرب، وكيف سيتحقق الانتقال واستعادة المسار نحو الحكم المدني الديمقراطي. والسؤال الأخطر: هل نعني ببساطة إعادة عقارب الساعة إلى ما قبل الحرب، وكأن شيئاً لم يتغير في المشهد السوداني؟

ليست هناك جهة تملك شرعية تلقائية للحكم. الذين يريدون العودة إلى السلطة فقط من خلال إعادة دورة الزمن إلى ما قبل الحرب، يحاولون القفز على كل الحقائق والمتغيرات التي طرأت على المشهد. سودان ما بعد الحرب، لن يكون كما قبلها.

«ثورة ديسمبر»/كانون الأول أعطت شرعية للقوى المدنية، لكنها بددتها بالمماحكات والصراعات والمناورات، التي قادت في نهاية المطاف إلى هذه الحرب. لا يمكن لأي طرف أن يتبرأ من مسؤولية ما جرى وانتهى بنا إلى هذه المأساة. كثير من السودانيين لم يعودوا ينظرون إلى هذه القوى مثلما كانوا ينظرون إليها مباشرة بعد الثورة، وبات مؤكداً أنها فقدت تأييد كثيرين، حتى داخل صفوف شباب الثورة أنفسهم، بسبب التباين في المواقف من الحرب والاستقطاب الحاد الذي أفرزته في الساحة.

«قوى الحرية والتغيير» ذاتها، بمختلف مسمياتها وتحوراتها من «قحت» إلى «صمود» تشرذمت ويقف قسم منها اليوم في صف «قوات الدعم السريع» ويشارك في حكومتها الموازية المتوهمة.

الموقف الضبابي من «قوات الدعم السريع» ليس في صالح القوى التي تتبناه، وليس في مصلحة البلد بالتأكيد. فمستقبل هذه القوات ليس قضية يمكن تجاوزها بالكلام المبهم. نسبة معتبرة من السودانيين باتت ترفض أي وجود لهذه القوات وقادتها في المشهد المستقبلي. أي صيغة اتفاق تعيد «الدعم السريع» إلى المشهد بصيغة أو لافتة جديدة، لن تكون سوى هدنة هشة مؤقتة، وأخطر من ذلك ستكون بمثابة رسالة سيئة: مفادها أن العنف هو طريق مقبول للحصول على مكاسب سياسية أو اقتصادية، وأن من يسلح نفسه ويقتل المواطنين الأبرياء وينهب ممتلكاتهم ويدمر البلد، ويمارس الإبادة، يمكن أن يُكافأ بحصة في السلطة لاحقاً.

في ظل الصورة المشوشة الراهنة هناك من يعمل جاهداً لترويج خطاب يعمد للمساواة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» بهدف تسجيل مكاسب سياسية، أو ظناً منه أن إضعاف الجيش هو الطريق الوحيد لإبعاده عن المشهد السياسي. وفي هذا الإطار جرى ترويج خطاب «جيش الكيزان» وشعارات «ما عندنا جيش».

الجيش السوداني، رغم أي ملاحظات وانتقادات، يبقى مؤسسة وطنية قائمة منذ ما قبل الاستقلال، وهو الوعاء الجامع الذي يرمز إلى سيادة الدولة ووحدتها. لا يجوز أخلاقياً أو وطنياً وضع الجيش على قدم المساواة مع «قوات الدعم السريع» بكل سجل ممارساتها ودورها في الحرب الراهنة. المطلوب هو إصلاح الجيش وتطوير عقيدته العسكرية ليكون جيشاً قوميّاً مهنيّاً بعيداً عن الاستغلال السياسي، لا تجريمه أو تقويض مكانته.

السؤال المركزي إذن: كيف نؤمّن الانتقال إلى حكم مدني من دون أن نفتح الباب لتكرار التجارب الفاشلة السابقة، وبما يضمن الاستقرار للسودان؟ أولاً، الشرعية لا تُمنح تلقائياً لأي فصيل، الشرعية الوحيدة المقبولة هي شرعية صناديق الاقتراع. لهذا السبب من الضروري أن تكون أي فترات انتقالية يجري الحديث عنها أو التخطيط لها، قصيرة وواضحة الأهداف، وتقود إلى انتخابات في أقرب الآجال.

لتحقيق هذا الأمر لا بد من حوار سوداني - سوداني شامل لا يقصي أحداً يبحث قضايا الحكم والانتقال بما يهيئ لإعادة البلاد إلى سكة الحكم المدني عبر صناديق الاقتراع.

في المشهد الراهن الإقصائيون موجودون في الجانبين، فهناك إسلاميون يريدون إقصاء مجموعة «صمود» بكل مسمياتها وتحوراتها، وهناك في جانب «صمود» من يدعون لإقصاء الإسلاميين من الساحة، وتصنيفهم جماعةً إرهابية لتحقيق هذا الهدف. هذا الطريق لن ينهي الصراعات، ولن يقود إلى حل لأزمة السودان، بل سيزيدها تعقيداً، ويطيل أمدها، ويقلص فرص الاستقرار أمام أي سلطة قادمة.

قناعتي أن الإقصاء السياسي ينبغي أن يكون من حصيلة صناديق الاقتراع أو من خلال محاكمات عادلة، لا عبر التحريض والتأجيج، أو قرارات استثنائية تكرّس ثقافة الثأر. الوصول إلى ذلك يتطلب آليةً شاملة متفقاً عليها للمساءلة والعزل السياسي القانوني لكل من يثبت ارتكابه جرائم أو فساداً. بدلاً من لغة الإقصاء، فلتكن المفردات هي: مساءلة لا إفلات، ديمقراطية لا إقصاء، انتقال قصير يفضي إلى انتخابات، وأولوية لحماية المدنيين وتنظيف الساحة من منطق القوة الغاشمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المفردات «الملتبسة» في السودان المفردات «الملتبسة» في السودان



GMT 14:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 12:11 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 11:57 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 10:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أخلاقيات ومبادئ أم قُصر ديل؟

GMT 10:00 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 09:39 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

GMT 08:47 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

عن التفكير

GMT 08:44 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صحفى كان بائعًا للصحف

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt