توقيت القاهرة المحلي 08:30:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المريوطية»

  مصر اليوم -

«المريوطية»

بقلم ـ محمد صلاح

لا يستطيع أي مسؤول في مصر، أو أي بلد في العالم، أن يتعهد أمام شعبه بقدرته على وقف تام لعمليات الإرهاب، فالإرهاب صار يحدث في أي مكان بعدما تحول إلى ظاهرة عالمية بفعل عوامل كثيرة، على رأسها استخدامه بواسطة دول وأجهزة استخبارات لتحقيق أهداف سياسية والطرمخة عليه للضغط على دول وحكومات وشعوب، ربما للفوز لمصالح ومكاسب اقتصادية، وتبريره وابتكار ذرائع له بواسطة منظمات حقوقية ومراكز بحثية جرى سرطنتها، إما بأشخاص «يقبضون» أو يحملون في عقولهم أفكار الإرهابيين ومبادئهم، وطالما بقيت وسائل إعلام تحرض الإرهابيين وتبيّض وجوههم وتخلق لهم أسباباً للنمو والانتشار.

لكن الناس رصدوا في الأشهر الماضية انخفاضاً ملحوظاً في وتيرة العمليات الإرهابية في مصر بعد نجاح الحملة التي شنها الجيش على معاقل الإرهابيين ومخابئهم وأوكارهم في سيناء، والإجراءات التي اتخذتها السلطات هناك للقضاء على أنفاق كان الإرهابيون يستخَدمونها للتدفق الى شبه الجزيرة المصرية، وكذلك التعاون بين أهالي سيناء والجيش والشرطة في مطاردتها فلول الفارين من الإرهابيين والإبلاغ عن الوجوه التي تأتي إلى هناك من المحافظات الأخرى للالتحاق بالجماعات والتنظيمات الإرهابية، إضافة بالطبع إلى انشغال المجتمع في مصر في حركة بناء غير مسبوقة في غالبية المحافظات والمدن وتعامل المصريين مع ظاهرة الإرهاب باعتبارها مجرد منغص للحياة وليس أبداً سببباً لتوقفها.

تنهض مصر من عثرتها وتدفع ثمن بقائها موحدة ونجاتها من كارثة الربيع العربي وموقفها الصارم ضد جماعة «الإخوان» وتصديها لأطماع تركيا الإقليمية ومؤامرات قطر على الأمة العربية، وتحديها لجهات غربية سعت إلى تنصيب «الإخوان» على مقاعد الحكم في دول عربية.

ويبدو فهم المصريين لظاهرة الإرهاب واضحاً في رفضهم كل دعوة خرجت من جماعة «الإخوان» للتظاهر أو الاعتصام أو تحطيم مؤسسات الدولة فهم أدركوا أن لا فرق بين «الإخوان» وأي تنظيم إرهابي آخر.

لاحظ هنا الفارق بين ردود فعل المصريين تجاه العملية الإرهابية التي استهدفت السياح الفيتناميين في منطقة المريوطية مساء الجمعة الماضي وبين حفلات الشماتة التي نصبها «الإخوان» وقنواتهم التلفزيونية التي تبث من الدوحة واسطنبول ولندن ومواقعهم الإلكترونية التي يحركها لجان لم تتوقف يوماً، منذ إطاحة حكم الجماعة، عن السعى إلى هدم الدولة المصرية على من فيها.

فالمصريون جيّشوا أنفسهم للدفاع عن وطنهم والتعاطي مع الحادثة باعتبارها واحدة من سلسلة عمليات إرهابية تضرب العالم وابتكروا وسائل لطمأنة السياح وعرض صورة مصر الحقيقية عليهم، بينما كانت الآلة الإعلامية القطرية والمواقع «الإخوانية» والقنوات التركية تصور للعالم أن ما جرى هو نتيجة لحكم السيسي لمصر!! وإبعاد «الإخوان» عن الحكم!!.

عموماً فإن المصريين لم يعد ينطلي عليهم مؤامرات تلك الجماعة التي صارت مرادفاً للإرهاب وكلما مارس «الإخوان» وحلفاؤهم من الجماعات الإرهابية الأخرى جرائم، كلما أدرك المصريون أنهم ساروا في المسار الصحيح حين أطاحوا بالجماعة وأبعدوها عن المسرح السياسي الذي لم يكن بالنسبة لها إلا وسيلة لخداع الناس وترتيب الأوراق والتنسيق مع الحلفاء.

لا يصدق «الإخوان» ومعهم باقي الجماعات والتنظيمات الإرهابية الأخرى أن مصر تخطت مرحلة أن يهز الحكم فيها عملية إرهابية يحدث مثلها في دول أوروبية لم يزرها الربيع العربي ولم يحمكها «الإخوان» ويخلعوا من مقاعد السلطة فيها، وغالبية المصريين توقعوا بعد انحسار ظاهرة الإرهاب في سيناء أن ينفذ الإرهابيون جرائم وسط المناطق السكانية ضد دور العبادة أو باستهداف السياح والمناطق السياحية، حيث الأهداف السهلة والحلقات الأضعف والازدحام الذي يمكن الجناة من الفرار أو الاختباء.

تملك مصر خبرة طويلة في التعاطي مع هكذا جرائم ونفس الدولة طويل وإرادة الشعب المصري من حديد ومن قلب المعاناة تخرج مصر من كبوتها بعدما طوت صفحة «الإخوان» في السياسة وتتماسك وهي تواجههم. وحلفائهم في ساحة الإرهاب لتكتب فيها نهايتهم.

نقلا عن الحياة 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المريوطية» «المريوطية»



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 13:35 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء
  مصر اليوم - استمرار استبعاد صلاح من التشكيل يفتح باب الرحيل في الشتاء

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt