توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفراح مصرية

  مصر اليوم -

أفراح مصرية

بقلم : محمد صلاح

لم يُخلف المصريون عاداتهم، واستغلوا مناسبة رياضية ليحتفلوا ويبتهجوا ويفرحوا ويثبتوا للعالم أنهم شعب راغب في السعادة، على رغم كل الضغوط والصعوبات والتحديات التي واجهتهم ولا تزال. لذلك، كانت غريبة ردود فعل "الإخوان" والقوى الداعمة لهم والجهات المتحالفة مع ذلك "التنظيم" تجاه مظاهر الاحتفالات الصاخبة للمصريين التي رافقت افتتاح بطولة الأمم الإفريقية لكرة القدم، خصوصاً أن هؤلاء المصريين أنفسهم تجاهلوا قبلها بيومين فقط دعوات "الإخوان" ومنصاتهم الإعلامية للتظاهر والاعتصام والاحتشاد احتجاجاً على وفاة محمد مرسي! وخرجوا بعدها من منازلهم إلى الاستاد الرياضي والمقاهي والساحات والشوارع والميادين، حاملين العلم المصري ليحتفوا بضيوف بلدهم، ويقدموا إلى العالم صورة حقيقية لمجتمعهم غير تلك التي يسعى "الإخوان" وحلفاؤهم من الإرهابيين والدول الداعمة للإرهاب كقطر وتركيا إلى ترسيخها في عقول الناس، وسعت منظمات حقوقية مخترقة "إخوانياً" ووسائل إعلام ومراكز بحثية غربية ممولة قطرياً إلى تسويقها، فلا يصدقها إلا "الإخوان".

الفشل "الإخواني" الذي تجلى أثناء حكمهم لمصر لمدة سنة كاملة، يبدو أنه صار طابعاً لتنظيم لم يفهم بعد طباع الشعب المصري أو توجهاته أو رغباته أو سلوكه، إذ يبدو أن جماعة "الإخوان" لم تدرك بعد حجم الهوة بينها وبين المصريين، وما زالت تصدق أن في إمكانها تحريكهم. واللافت أن كل دعوات "الإخوان" إلى المصريين للثورة والفوضى والتظاهر فشلت. ومع ذلك، ومنذ ثورة الشعب المصري ضد حكم "الجماعة" وإزاحة محمد مرسي من المقعد الرئاسي، لم يدرك مخططو الحملات "الإخوانية" أو ممولو ذلك النشاط التخريبي، أن تكرار الفشل يعني أنهم يوجهون الرسالة الخطأ، وأن الأموال القطرية والدعم التركي والمساندة من جهات غربية مخترقة "إخوانياً"، كلها تذهب أدراج الرياح، بل إن المصريين حرصوا كل مرة على تحويل تحريض "الإخوان" إلى مناسبة للتنكيل بالجماعة والسخرية من أفعالها وفضح داعميها.

لم يتوقف الأمر عند حد محاولة إفشال المناسبة الرياضية من جانب "الإخوان" والمنصات الاعلامية القطرية، أو الذباب الإلكتروني الجالس خلف أجهزة الكمبيوتر في المدن التركية، إنما تحول إلى هجوم على فئات الشعب المصري كونها رفضت الاستجابة للتحريض ولم تنصع للأوامر، بل كشفت دائماً الفبركات والتزييف ومحاولات الصيد في المياه العكرة أو تصيد أي خطأ أو اختزال كل حدث كبير في واقعة تافهة. وبدا وكأن المصريين قبلوا، بعدما نجحوا في خفض وتيرة العمليات الإرهابية وصمدوا في مواجهة المؤامرات "الإخوانية" المتتالية، أن يخوضوا المنافسة ويمارسوا اللعبة ويبادلوا "الإخوان" وداعميهم السجال بمضادات ثقيلة، وجعلوا كل قذيفة سياسية وإعلامية "إخوانية" تنفجر لتصيب "الإخوان" أنفسهم وتغضب المتحالفين معهم وتوجع مموليهم! عموماً، ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، فمحاولات "الإخوان" إفساد سعادة المصريين صارت سلوكاً اعتيادياً مع كل مشروع كبير يتم إنجازه، وكل مناسبة مبهجة يأتي أوانها، وتعامل منصات التنظيم مع الحدث الرياضي لم يختلف كثيراً عن تعاملها مع افتتاح "جسر روض الفرج"، وقبله مشاريع العاصمة الإدارية، أو قناة السويس الجديدة، أو آلاف الكيلومترات من الطرق الجديدة، حتى بات المصريون على قناعة ثابتة بأن كل ما يسعدهم يحزن "الإخوان" وكل ما يبهجهم يفرض الكآبة على الجماعة، فصاروا يبالغون في مظاهر الفرح والبهجة والسعادة لتزداد آلام "الإخوان" وأحزانهم وأوجاع داعميهم في قطر وتركيا.

المصدر :

الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفراح مصرية أفراح مصرية



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt