توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناء في بؤرة الضوء!

  مصر اليوم -

سيناء في بؤرة الضوء

بقلم : محمد صلاح

ستظل سيناء في بؤرة الضوء، فشبه الجزيرة المصرية التي عانت الاحتلال الإسرائيلي لست سنوات، ثم الإهمال لعقود، تلاهما الإرهاب ومحاولات الجماعات الأصولية الإرهابية اقتطاعها من الجسد المصري، تخوض معركة كبيرة على محورين، الأول يتعلق بالتنمية وإعادة هيكلة بنيتها التحتية، وتأسيس مدن جديدة فيها وضخ أموال من أجل مشروعات تسهّل حياة أهلها، بالتزامن مع جهود للجيش والشرطة لتصفية بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، وعلى رأسها بالطبع عناصر "الإخوان" الذين يأسوا من عودة الحكم إلى الجماعة، ففروا إلى هناك، حيث وعدهم قادتهم بإمكان تحويل سيناء إلى إمارة إسلامية.. أو لنقل إرهابية!

تكاد لا تمر مناسبة، خصوصاً إذا كانت دينية كعيد الفطر مثلاً، من دون وقوع عمليات إرهابية في سيناء. إذ يعمُد الإرهابيون هناك إلى سلب فرحة المصريين بأي عيد، ووأد أي احتفال قبل أن يأتي، وفرض الدموع على المواطنين قبل أن يبتسموا. وفي هذا السياق، فإن هجوم الإرهابيين على المكمن المعروف باسم "بطل 14" أتي في سياق المخطط الذي بدأه "الدواعش" وانضم إليه "الإخوان" واستغله حلفاء الجماعة، وخصوصاً تركيا وقطر للتأثير على الحكم في مصر، وكذلك الإبقاء على الأوضاع ساخنة ملتهبة دائماً والحؤول دون أن تعود الحياة الطبيعية إلى مسارها، سواء في سيناء أو أي مدينة أخرى.

مظاهر البهجة لدى "الإخوان" وحفلات الشماتة التي انتشرت على مواقع التنظيم في الشبكة العنكبوتية، وطوفان البرامج التلفزيونية في القنوات التي تبُث من الدوحة واسطنبول، وأنهار المشاهد والتسجيلات الصوتية المفبركة التي تهدف للإساءة إلى الجيش المصري، أو الإيحاء بوجود تقصير أو إهمال، عكست إلى أي مدى مازال "الإخوان" وحلفاؤهم في تركيا وقطر خصوصاً، على استعداد لإنفاق المزيد من الأموال لتحقيق هدف عجزوا عن تحقيقه منذ ثورة الشعب المصري ضد حكمهم وعزل محمد مرسي. وعلى رغم الفشل المتكرر وصمود الشعب المصري في وجه الإرهاب وتصديه بالسخرية والتهكم على ما تبثه وتعرضه وتنشره المنصات الإعلامية الإخوانية، إلا أن محور الشر يبدو وكأنه أدمن الفشل وبدا مقتنعاً بنظرية، مفادها أنه إذا كان إسقاط الدولة المصرية صار أمراً مستحيلاً، فليس على الشعب المصري أن يحتفل بعيد أو يبتهج في مناسبة أو يفرح من أجل إنجاز مشروع كبير. لم يصدر عن أي مسؤول مصري أو جهة رسمية أي تصريح أو كلام يشير إلى أن الإرهاب انتهى، لكن المصريين يدركون ويشعرون وهم مقتنعون بأن وتيرته صارت أقل، وأن نوعية العمليات الإرهابية لم تعد بالخطورة التي كانت، وأن مصر تدفع ثمن بقائها موحدة بعدما ضربها ما يسمى "الربيع العربي" الذي نجت منه، بينما دول أخرى انقسمت ومجتمعات تفتّتت وجيوش أنهكتها الميليشيات.

ما زالت الظروف الإقليمية والدولية تغذي الإرهاب وتساعد على نموه، بينما ن نراه يتقلص في مصر. وحتى الآن، لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات صارمة وقرارات عقابية ضد دول تدعم الإرهاب وتحتضن رموزه وتبرر عملياته وتدعم الإرهابيين سراً بالأموال والسلاح. ولازالت أجهزة استخباراتية في دول كبرى تستغل الإرهابيين وتستخدمهم أداة من أدواتها، ولازالت حدود مصر في الشرق والغرب والجنوب مصدر تهديدات، والقضية معقدة ومتشابكة. ومع ذلك، يعيش المصريون حياتهم بصورة طبيعية ويتعاطون مع الإرهاب باعتباره من منغصات الحياة وليس من معوقاتها، فيمارسون نشاطهم بشكل طبيعي وهو أمر يزيد من غضب "الإخوان" و"يعكنن" على حلفائهم في تركيا وقطر، ويثير دهشة أولئك الذين يحصلون على معلوماتهم عن مصر من المنصات الإعلامية الإخوانية.

بينما يسعى الإرهابيون لوضع سيناء في بؤرة الضوء بإشعالهم النار فيها، يحقق المصريون الهدف ذاته بتعمير شبه الجزيرة وتغيير أنماط الحياة فيها إلى الأفضل.

المصدر :

الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناء في بؤرة الضوء سيناء في بؤرة الضوء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt