توقيت القاهرة المحلي 03:39:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاهرة والرياض

  مصر اليوم -

القاهرة والرياض

بقلم ـ محمد صلاح

بين القاهرة والرياض روابط لا يمكن تمزيقها ولا يحتاج الأمر إلى أدلة أو براهين، للتأكيد على مدى العلاقة بين البلدين، ويكفي صمود الدولتين في مواجهة محاولات المنصات الإعلامية القطرية والقنوات التلفزيونية التركية واللجان الإلكترونية الإخوانية، لإدراك مدى القناعة بوحدة المصير، وكذلك الإصرار على مواجهة تحديات خطيرة ومؤامرات لا تتوقف طوال السنوات الخمس الأخيرة جرت محاولات لزرع الفتن بين الطرفين، وتحريض شعبي البلدين ضد بعضهما البعض، وضرب أسافين التناقضات أو الخلافات السياسية أو الاقتصادية بين الشعبين دون جدوى. نعم تعرض التحالف (المصري السعودي) إلى مؤامرات وهجمات وحروب علنية ومستترة، من أجل تحقيق خصومة بين الرياض والقاهرة، فكانت مواقف البلدين دائماً في اتجاه مزيد من التفاهم والالتفاف وتبادل العون والدعم والمساندة. لم تكن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للقاهرة ضمن جولته الحالية هي الأولى، بل الثانية من بعد مبايعته ولياً للعهد، لكن الحملة التي تعرضت لها المملكة على خلفية قضية مقتل جمال خاشقجي والتي استهدفت تماسك المجتمع السعودي، والتأثير على كيان المملكة، والنيل من وضعها المميز إقليمياً ودولياً، والأدوار التي قامت بها تركيا وقطر وجهات غربية وتجييش التنظيم الدولي للإخوان لأعضائه وعناصره، شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، من أجل خلق صورة انطباعية كاذبة لدى الناس للإساءة إلى المملكة وولي عهدها، انعكس على الأجواء التي صاحبت زيارة الأمير محمد بن سلمان للعاصمة المصرية، إذ تجاوز الموقف المصري رسمياً وشعبياً من الزيارة الود المعتاد والحفاوة الواجبة والمحبة المعروفة عن المصريين تجاه أرض الحرمين الشريفين وزعماء المملكة، ليرسل الرسالة إلى المتآمرين بأن التحالف المصري السعودي صامد ومستمر؛ بل يتجه نحو مزيد من اللُحمة.

كثيراً ما يذّكر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شعبه بالدول التي ساندت مصر حين تعرضت لأزمة كبيرة عقب ثورة الشعب المصري ضد حكم الإخوان، وخصوصاً موقف المملكة العربية السعودية، ودائماً يؤكد على أن بلاده لن تنسى أبداً من وقف معها ومن عمل على إسقاطها، ولازال المصريون يقدرون المجهود الضخم الذي بذله وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل حين سعت قطر إلى تحريض الدول الغربية لفرض حصار على مصر، عندما جال في دول أوروبية عدة لشرح التطورات التي حدثت في مصر، وإعلانه أن المملكة تساند خيارات الشعب المصري وتدعم الدولة المصرية، وتأكيده على أن السعودية ستعوض مصر عن أي ضرر مادي أو سياسي تتعرض له في المستقبل. لذلك لا تستغرب الحفاوة البالغة التي قوبل بها الأمير محمد بن سلمان في القاهرة، في ظرف وجد فيه المصريون أن عليهم رد الجميل ومساندة الشقيق ودعم الحليف.

بطبيعة الحال، استمرت محاولات الآلة الإعلامية القطرية لتخريب الزيارة والتأثير على نتائجها وتحريض عناصر الإخوان داخل مصر على محاولة جذب الأنظار بعيداً عن فعاليات الزيارة بأي صورة ودفع عناصر التنظيم خارج مصر، إلى احتلال مواقع التواصل الاجتماعي، للإيحاء بصورة مختلفة عن ما صاحب اللقاء المصري السعودي على أرض الواقع. لكن يبدو وكأن "محور الشر" اعتاد الفشل، كما أن المصريين صاروا أكثر خبرة في التعاطي مع هكذا مؤامرات، فحولوا الزيارة مناسبة لإظهار الحالة المذرية التي وصل إليها هؤلاء الذين يسعون إلى تخريب المجتمعات العربية وتمزيق نسيج الأمة ونشر الفوضى بين الناس. كان من الطبيعي أن تشمل جولة الأمير محمد بن سلمان ثلاث دول شاركت المملكة مقاطعة قطر، فالدول الأربع تواجه حرباً ضروساً من تنظيمات إرهابية على رأسها جماعة الإخوان، ومؤامرات قطرية لا تتوقف بعدما سيطر الإخوان على مفاصل الدولة هناك، إضافة بالطبع إلى الدعم المعنوي واللوجيستي الذي تقدمه تركيا التي يقودها رئيس التنظيم بالأساس إلى جماعة الإخوان إلى ذلك التنظيم الذي يعتقد أن استمرار التعاون بين العواصم العربية الأربع: الرياض والقاهرة وأبوظبي والمنامة يطيح بأحلام التنظيم في التمكين والقفز على مقاعد السلطة، وذلك لن تتوقف الجماعة عن محاولات تخريب مجتمعات الدول الأربع وزرع الفتن بين شعوبها والصيد في كل مياه عكرة لإحداث خلافات بين زعمائها. لكن مشاهد زيارة ولي العهد السعودي للقاهرة ووقائع ما جرى فيها رسخت فشل المتآمرين وأجهضت مرة أخرى أحلام الإرهابيين وحولتها إلى كوابيس.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاهرة والرياض القاهرة والرياض



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt