توقيت القاهرة المحلي 02:08:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل أمريكا «على أعتاب» حرب أهلية؟

  مصر اليوم -

هل أمريكا «على أعتاب» حرب أهلية

بقلم: منار الشوربجي

أسابيع عدة قبيل دعوة أنصار ترامب لحرب أهلية، عشية تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالى قصر الرئيس السابق، انعقد الاجتماع السنوى لمنظمة «اتحاد المحافظين الأمريكيين»، المعروف اختصارًا باسم «سى باك». وعادة ما كان يحضر الاجتماع أهم رموز التيار المحافظ ويطرحون أفكارًا بهدف تحويلها لسياسات. لكن منذ سيطرة تيار ترامب لم تعد هناك أفكار تُطرح وباتت الخطب الزاعقة سيدة الموقف.فلغة الخطاب المستخدمة صارت تنطوى على عنف لفظى بل وتحرض على غيره من أشكال العنف. واجتماع العام الحالى كانت لغته أكثر عنفًا وتطرفًا من أى وقت مضى. فهى لم تقتصر على مهاجمة الخصوم السياسيين وإنما سعت لشيطنتهم ونزع الإنسانية عنهم.

وتلك هى الخطوة الأولى للاحتراب الأهلى. فالفارق شاسع بين العدو، الواجب القضاء عليه، والخصم الذى تجوز هزيمته ويجوز أيضًا التفاوض معه للتوصل لحلول وسط أو حتى تعاون لأجل مصالح مشتركة.

فعلى سبيل المثال، استخدم مستشار ترامب السابق، ستيف بانون، تعبيرات مجازية ترتبط بـ«الحروب والجيوش» فى الحديث عن الديمقراطيين، أى الخصوم السياسيين. فهو بعد أن كرر أكذوبة تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة، واصفًا بايدن بأنه «محتال غير شرعى»، قال إن أمريكا «فى حالة حرب»، وإن «أنصاف الحلول لم تعد مقبولة»، داعيًا الجمهوريين لإرسال «قوات هجومية» لواشنطن من أجل «تدمير الحزب الديمقراطى» الذى وصف قياداته بأنها «مهووسة بالسلطة وخارجة على القانون»، بل وتسعى «لتدمير الجمهورية»!.

والسيناتور ريك سكوت وصف الديمقراطيين بأنهم يمثلون «الشر» لاتباعهم أجندة «اشتراكية». أما السيناتور تيد كروز فقال إن البلاد «على أعتاب أحداث استثنائية»، لم يوضح ماهيتها، مؤكدًا لجمهوره أنهم يمثلون «الطليعة» مثلما كان من وقّعوا إعلان الاستقلال «ومن قضوا فى ألامو دفاعًا عن الحرية».

وألامو هى المعركة التى راح ضحيتها الآلاف، وانتهت بهزيمة ولاية تكساس فى حربها ضد المكسيك، فكانت الهزيمة التى مهدت لاحقًا لاستقلال ولاية تكساس وإعلانها جمهورية!

وكأن تلك اللغة الملغومة، من قيادات بمواقع المسؤولية، لم تكن كافية. فالأخطر كان الفيلم الوثائقى الذى تم عرضه. ففيه يقول الراوى إن اليسار الأمريكى يسعى للقضاء على «كل جيد، ومقدس وحقيقى»، مضيفًا أن «هؤلاء لن يتوقفوا ما لم توقفهم أنت». وانتهى الاجتماع السنوى بخطاب ترامب الذى كرر فيه أن انتخابات 2020 كانت مزورة، داعيًا «لإلغاء وزارة التعليم» لأنها تسمح بتدريس العنصرية!

وفى جلسات الاجتماع المختلفة كان المسكوت عنه أكثر أهمية بكثير مما تم التطرق إليه، أى علاقة ترامب بأحداث 6 يناير 2021. فاللجنة الخاصة التى شكلها الكونجرس وأجرت تحقيقات موسعة بخصوص الموضوع، قدمت أدلة دامغة على تورط رموز إدارة ترامب، وترامب نفسه.

كما نشرت الصحف مؤخرًا خطة متكاملة كان فريق ترامب يسعى لتنفيذها بمجرد نجاح ذلك الانقلاب هدفها السيطرة على كل أجهزة الحكومة الفيدرالية عبر إجراءات ديكتاتورية واسعة لا تُبقى ولا تذر. وهى الخطة التى لم تُنفذ عندما فشلت أولى خطواتها، أى ما كان يهدف له الاقتحام. أكثر من ذلك، تم فى اجتماع «سى باك» تصوير أولئك الذين أدينوا باستخدام العنف الواسع يومها باعتبارهم ضحايا «القضاء الشمولى» الذى صنع «عدالة على الطريقة السوفيتية»!

الوضع فى أمريكا بالغ الخطورة بالفعل. ورغم اللغة العنيفة التى استخدمها السيناتور تيد كروز، إلا أنه محق فى شىء واحد فقط، وهو أن الولايات المتحدة بالفعل «على أعتاب أحداث استثنائية» تنطوى، على الأرجح، على عنف واسع النطاق، لا حرب أهلية بالمفهوم التقليدى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل أمريكا «على أعتاب» حرب أهلية هل أمريكا «على أعتاب» حرب أهلية



GMT 02:08 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

هل هو تنازعٌ على قيم التنوير؟

GMT 02:03 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

اختبارات ومحن مراسل أجنبي

GMT 01:57 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

شخص واحد متعدد المواصفات

GMT 01:53 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

السوداني وظلم ذوي القربى

GMT 01:09 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

عيد العمال مظلوم

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا

GMT 02:06 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أب يغتصب طفلته لمدة 4 أعوام في البرازيل

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من اسمرار البشرة بمكونات طبيعية

GMT 22:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

مؤشر الأسهم البريطانية يغلق على ارتفاع الاثنين

GMT 14:23 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر تتسلح لـ"أمم أفريقيا" بـ23 لاعبًا بينهم 7 محترفين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon