توقيت القاهرة المحلي 16:27:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طبول التصعيد العسكرى

  مصر اليوم -

طبول التصعيد العسكرى

بقلم - منار الشوربجي

فالتقدم الهائل الذي شهده العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لابد أن يجعل حروب القرن الجديد جد مختلفة. ومن خلال متابعتى لما يجرى بالعالم مازلت أعتقد أننا نعيش بدايات حرب عالمية.

انظر معى، عزيزى القارئ، للتصاعد المطرد داخل الولايات المتحدة للأصوات التي تقرع طبول الحرب مع روسيا. وصناعة السلاح الأمريكية تدفع، من خلال رجالها بالإعلام الأمريكى، نحو انخراط أمريكى مباشر بالحرب.

والمحافظون الجدد الذين كانوا وراء غزو العراق، وأغلبهم اليوم خارج دوائر السلطة، وإن ظلوا بالدوائر النافذة المؤثرة عليها، يدعون لتغيير النظام في روسيا! ومنهم من يدعو لاغتيال الرئيس الروسى، كما فعل السيناتور ليندسى جرام. وأقول أغلبهم، لأن إحداهم، فيكتوريا نيولاند، تشغل اليوم، منصب وكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية.

وهى بطلة الفضيحة الشهيرة عام 2014 حين كانت مساعدة لوزير الخارجية في عهد أوباما. وقتها تسرب للإعلام نص المحادثة التليفونية التي أجرتها مع السفير الأمريكى بأوكرانيا، والتى استخدمت فيها تعبيرًا لا يجوز ترجمته هنا في وصف الاتحاد الأوروبى لرفضه دعم المظاهرات التي كانت جارية وقتها ضد الرئيس الأوكرانى الذي تم خلعه فيما بعد. وهو التعبير الذي اعتذرت عنه لاحقًا لممثلى الاتحاد الأوروبى. وكشفت المحادثة الدور الحيوى الذي لعبته أمريكا في الإطاحة بالرئيس الأوكرانى ذى العلاقات الوثيقة بروسيا.

وإلى جانب قرع طبول الحرب ضد روسيا، يلمح المتابع مناخًا مكارثيًا يلاحق كل من يجرؤ على تقديم قراءة مختلفة لما يجرى بأوكرانيا. بل قام «تويتر» بحظر بعضهم، بمن فيهم سكوت ريتر، الذي كان مسؤولًا استخباراتيًا أمريكيًا، ثم عمل بالأمم المتحدة في مجال الحد من التسلح.

ولا يجوز غض الطرف عن التصعيد الجارى بين أمريكا والصين. ففى خضم التوقعات بانخفاض معدل نمو التجارة العالمية بمقدار النصف، وجَّهت وزيرة المالية الأمريكية تحذيرًا للصين بسبب موقفها من حرب أوكرانيا، ورفضها العقوبات المفروضة على روسيا، قائلة إن «موقف العالم الداعم لدمج الصين» في الاقتصاد العالمى «قد يتأثر»، وهو ما يعنى إجبار الشركات الصينية على إدانة روسيا ورفض التعامل معها.

وقد اتخذت الصين فورًا إجراءات مضادة لحماية شركاتها. وكبريات الصحف الأمريكية، بما فيها «واشنطن بوست»، تشنُّ حملة ضارية على الصين، بل وتدعو لحظر الصينيين على وسائل التواصل الاجتماعى.

والصين قامت بطلعات جوية وبحرية عسكرية حول تايوان عشية زيارة وفد من الكونجرس للجزيرة ثم لليابان، اعتبرتها الصين استفزازًا صريحًا، محذرة من أنها «مستعدة لاتخاذ إجراءات حاسمة». وبينما تُوجه الولايات المتحدة اتهامات لروسيا باستخدام الأسلحة الكيماوية في حربها ضد أوكرانيا، تطالب الصين أمريكا بنشر تفاصيل عن منشآتها لتطوير الأسلحة البيولوجية على الأرض الأوكرانية.

يأتى ذلك بعد أن كانت فيكتوريا نيولاند، نفسها لا غير، قد صرحت الشهر الماضى بأن بلادها تعمل على حماية السلاح البيولوجى «الأوكرانى»، ومنع وقوعه في أيدى الروس، فيما اعتُبر اعترافًا أمريكيًا بدورها في تطويره!

ورغم أن الغرب، بتمركزه حول الذات، يعتبر أن «العالم كله» يقف معه ضد روسيا، فإن أغلب دول الجنوب بإفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية رفضت اتخاذ ذلك الموقف، رغم الضغوط، وتخشى خروجه عن السيطرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبول التصعيد العسكرى طبول التصعيد العسكرى



GMT 06:36 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

الهوس بالمرأة

GMT 06:30 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

لطمة كبرى!

GMT 06:28 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

فلتبدأ الوزيرة فؤاد

GMT 06:25 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نبوءةُ الرجل المثقف!

سلمى أبو ضيف تطل كالعروس على السجادة الحمراء في "كان"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 14:59 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نصائح لتزيين المنزل بالنباتات الصناعية
  مصر اليوم - نصائح لتزيين المنزل بالنباتات الصناعية
  مصر اليوم - أول تعليق من حماس على إعلان فلسطين دولة مستقلة

GMT 10:59 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن
  مصر اليوم - وقت ممارسة الرياضة مهم لفقدان الوزن

GMT 06:15 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

نيكي هايلي تخرج عن صمتها وتعطي صوتها لترامب
  مصر اليوم - نيكي هايلي تخرج عن صمتها وتعطي صوتها لترامب

GMT 11:06 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

البرلمان.. يُمثل من؟!

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 09:30 2021 الخميس ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تبون يأمر بإعادة إطلاق مشروع فيلم "الأمير عبد القادر"

GMT 20:34 2020 الجمعة ,02 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 21:44 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تكشف للمرة الأولى عن وجه ابنتها

GMT 20:35 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

زلاتان إبراهيموفيتش يسخر من أليكسيس سانشيز

GMT 14:31 2021 الجمعة ,08 تشرين الأول / أكتوبر

وائل جمعة يعلن ترتيبات سفر منتخب مصر إلى ليبيا

GMT 14:53 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

أبرزها الحمل والجوزاء الأبراج الأكثر عرضة للطلاق

GMT 15:39 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

السعودية تستضيف نهائي دوري أبطال أسيا 2021
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon