توقيت القاهرة المحلي 17:14:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المراجَعة الفلسطينية واجبة

  مصر اليوم -

المراجَعة الفلسطينية واجبة

بقلم - أحمد عبدالتواب

لم يكن الفلسطينيون أشدّ حاجة مما هم عليه الآن لمراجَعة جِذرية لسياساتهم البعيدة وخططهم القريبة، ولمن يمثلونهم فى العمل الوطنى، خاصة أن إسرائيل على الناحية الأخرى تحقق بثبات وثقة خطوات عملاقة نحو أهدافها التى يَنتقِص كلُ نجاحٍ فيها من الحقوق الفلسطينية، وقد نالت إسرائيل فى الفترة القصيرة الماضية تأييداً عملياً غير مسبوق من أمريكا فى نقل السفارة إلى القدس، وفى الاعتراف بضم الجولان، وفيما يتسرب هذه الأيام مما يُطلَق عليه (صفقة القرن) والتى يبدو أن النية تتجه فيها لحصر القضية الفلسطينية فى حدود الأبعاد الإنسانية لفئة من البشر.

أهم ملامح مسار إسرائيل المتقدِم بمعدلات فائقة هو رهانها منذ ما قبل إنشائها على توطيد تحالفها مع القوة العظمى الراجِحة فى النظام العالمى، بدأت ببريطانيا مُمثِلة الاستعمار القديم، ثم تحولت إلى قوى اليسار الأوروبى فى صعوده، ثم انتقلت إلى أمريكا، وبدأت بالعلاقة مع الديمقراطيين، ثم ظهر واضحاً اهتمامها بالجمهوريين، ثم مع الجناح اليمينى فيهم، مع ملاحظة أنها لم تُهمِل قط أياً من تحالفاتها القديمة، ولم تستهن بأى من خصومها، أو بمن لا يتحمسون لها فى أى دولة من الدول التى تعتمد عليها، بل أبقت دائماً على خطوط اتصال حتى مع اليمين العنصرى المعادى فى مقولاته الأساسية لليهود والذى يختصر إسرائيل فى هذه النقطة. أضِف إلى هذا أن إسرائيل كانت شديدة الجدية فى تطوير أوضاعها الذاتية فى العلوم الحديثة وفى الصناعات المتطورة، وهو ما لا يجب أن تقتصر مواجهته على السخرية من فشل محاولتها قبل أيام فى الوصول للقمر، بل كان يجب الانتباه إلى أن هذا الفشل يعنى اقترابها من النجاح فى طموحها، بما يزيد الهوة مع الفلسطينيين.

أول ما يستحق المراجعة الجادة من الفلسطينيين إيمانهم القديم الراسخ بأن حركة التاريخ تلقائياً فى مصلحتهم، وأنه لا يصحّ إلا الصحيح، وأن الصحيح هو حصولهم على كامل حقوقهم..إلخ، كما يجب الاهتمام بأن أهم عوامل قوة المجتمع الإسرائيلى تتمثل فى تغيير قياداته، وأن التغيير نحو المزيد من التشدُّد.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع      

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المراجَعة الفلسطينية واجبة المراجَعة الفلسطينية واجبة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 16:02 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
  مصر اليوم - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 13:43 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 10:39 2022 الثلاثاء ,19 تموز / يوليو

الأهلي يسوّق بدر بانون في الخليج والرجاء يريده

GMT 11:36 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

النجم الألماني مسعود أوزيل يختار الأفضل بين ميسي ورونالدو

GMT 04:38 2020 الثلاثاء ,25 آب / أغسطس

دنيا سمير غانم تتألق رفقة زوجها

GMT 20:38 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

كوريا الجنوبية تسجل 63 إصابة جديدة بكورونا

GMT 13:16 2019 الخميس ,17 كانون الثاني / يناير

طريقة سهلة لتحضير الهريسة الحلوة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إنتاج الجيل الثالث من المحفظة الذكية المضادة للسرقة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon