توقيت القاهرة المحلي 05:29:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استثناء إسرائيل

  مصر اليوم -

استثناء إسرائيل

بقلم - أحمد عبدالتواب

كيف يقتنع البعض أن هناك صدقا وإخلاصا فى الحملات المكثفة لإحدى الدول، أو بعض النشطاء أو منظمات حقوق الإنسان، داخليا أو خارجيا، ممن يصمتون على القتل المباشر للفلسطينيين العزل، وفيهم عجائز وأطفال، على يد قوات إسرائيل النظامية المدججة بسلاح يمنع القانون رفعه على المدنيين؟ كما أن أصحاب هذه الحملات لم يتخذوا موقفا يُظهِر خطورة الانتهاكات الإسرائيلية ومنها قانون يهودية الدولة الذى يعيد ما هو أسوأ من النظام العنصرى البائد فى جنوب إفريقيا! وفى الوقت نفسه، تُقصِر هذه الفئة من المنادين بحقوق الإنسان جهودها على ما يقولون إنه دفاع عمن يعتبرونهم ضحايا اضطهاد فى دول مثل مصر وليبيا والعراق وسوريا والسعودية! ولا يلتفتون إلى أن موقفهم يزيد من توحش إسرائيل التى صارت لا تكترث بتوثيق جرائمها بالصوت والصورة وعرضها كأدلة دامغة على انتهاك حقوق الإنسان بما فيها الحق فى الحياة، الذى هو أهم الحقوق، وأن يشاهدها الجميع على شاشات العالم وأهم المواقع الإلكترونية، لتكون سلاحاً فى يد من يريد أن يخلص حقا فى الدفاع عن حقوق الإنسان؟

وإذا نحَّيتَ حالة إسرائيل جانباً، بكل ما فيها من وضوح مُفحِم، وإذا دخلت فى تفاصيل ما يفعلونه على الناحية الأخرى تجاه أى دولة من الدول المستهدفة، ستجد مفارقات جديرة بالرصد. وخُذْ السعودية نموذجاً، والتى أصدرت قرارات مفاجئة منذ أشهر قريبة أحدثت بها بعض التغييرات المعتبرة فى أوضاع حقوق الإنسان، منها رفع وصمة أنها كانت الدولة الوحيدة فى العالم التى تجحد المرأة حق قيادة السيارة. وبينما كان المنطقى أن تحظى هذه الخطوة بتشجيع من كل المنادين بحقوق الإنسان فى العالم، وبدعم التوجه الجديد فى معركته الشرسة ضد المتطرفين والرجعيين، وبالتفاوض من أجل المزيد من الحريات، إذا ببعضهم يصدرون بيانات تستخف بالإنجاز الذى تحقق بالفعل، وتفسره فى سياقات تدمر السعى الحقيقى لتحسين أوضاع حقوق الإنسان، بل وتُسفِّه الموقف الشجاع من بعض النساء السعوديات اللائى ناضلن للحصول على هذا الحق وواجهن الرجعية فى عز سطوتها وهنّ يعلمن التبعات.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استثناء إسرائيل استثناء إسرائيل



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon