توقيت القاهرة المحلي 02:31:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال
أخبار عاجلة

تسييس الغرق

  مصر اليوم -

تسييس الغرق

بقلم : أمينة خيرى

 إن كنت جالساً على يمين النظام، فإن كل دول العالم تغرق فى «شبرين ميه»، وأحياناً تبادر بالغرق فى شبر واحد، وإن كنت قابعاً على يساره، فإن فساد المحليات طاغ، وفشل الوزارات بائن، ومشروعات الدولة الكبرى ما هى إلا حلم ضائع، والدولة فاشلة، والنظام ظالم، ومصر تترنح، والكوكب يبكى بحوراً على التجمع الذى غرق وأكتوبر التى غاصت والمهندسين والوراق وإمبابة إلى جزر منبعجة.

وقبل الانبعاج الكامل أو الرضا الشامل بما جرى فى مصر جراء الظروف الجوية القاسية التى باغتتنا رياحاً عاتية وأمطاراً هادرة وطيناً وزلطاً وأحشاء القمامة طائرة، تجدر الإشارة إلى «مو صلاح» «محبوب المصريين» و«دارلينج الإنجليز» ومصدر انبهار العالم أجمع، الذى وجد نفسه، أو بالأحرى أوجده المرابطون على طرفى استاد السياسة فى مصر فى موقف شبيه، فحين فوجئ ثوار أحرار هنكمل المشوار ومعهم طرف النقيض الآخر من إخوان وداعميهم ومش إخوان بس بيحترموهم بصلاح يجرى تكريمه وتهنئته من قبل «النظام الذى يعتقل الثوار ويسحل الشرفاء ويقهر الأحرار» لم يألوا جهداً فى السخرية من اللاعب النجم والتنكيت عليه وعلى قاعدة معجبيه من «عبيد البيادة» و«عشاق العسكر».

فى الوقت نفسه، استيقظ الإخوان وأبناء عمومهم على هذه المحبة الجارفة للنجم، التى تحوى تكريماً رسمياً تارة، وتهنئة رئاسية تارة، ما يعنى أن الرجل بات جزءاً من النظام، فهاتك يا هبد ورزع. الهبد والرزع الدائرة رحاهما فى أرجاء المحروسة على مدار السنوات السبع الماضية باتا غير محتملين، اهتمام المواطنين بالسياسة أمر جميل ومحمود، لكن تسييس الطماطم وتحميل كرة القدم ما لا تحتمل وتعبئة الأمطار والرعد والبرق بمحصلة ثقافية هى مزيج من آراء عنكبوتية مصدرها فيسبوك ومواقف عنترية نابعة من شاشات التوك شو الزاعقة، وصبغ المحصلة النهائية بلون من الفهلوة المصرية المعتادة أو ادعاء المعرفة بكل شىء وأى شىء أمور سامة.

سموم التسييس يجب أن تتوقف قليلاً لتسأل: هل ما تعرضت له مناطق عدة فى مصر من غرق وخسائر باهظة باعتباره نتيجة فشل الحكومة الحالية وتقاعس الوزراء وفساد المحليات إلخ؟ أم أنه نتيجة سوء تخطيط وفساد تنظيم وانعدام مراقبة فى نظام الرئيس الأسبق مبارك، ومعها حقيقة واقعة لا ريب فيها ألا وهى شح -وربما انعدام الضمير الجمعى- لدى قطاعات عريضة من الشعب، تجاهل ما يموج به المجتمع المصرى هذه الآونة لم يعد ممكناً، وتصور بأن ما تحتاجه مصر هو مشروعات كبرى وبنى تحتية عظمى فقط تصور غير مكتمل، فمن جهة، ونتيجة عقود من إهمال التربية والأخلاق والتعليم وترك العشوائيات بأخلاقها تطغى على حساب الطبقة المتوسطة جعل المجتمع فى جوانب كثيرة منه مجتمعاً بلا ضمير.

ومن جهة أخرى، حين اعتنق المصريون السياسة فى أعقاب ثورة يناير كان اعتناقهم أقرب ما يكون إلى هسهس التديين الذى ضربهم، اعتنقوها وكأنها قوام حياتهم اليومية، وتجادلوا حولها وكأنهم علماء علوم سياسية، وتناحروا بسببها وكأن كلاً منهم يمتلك الحقيقة وحده.

غرق التجمع ليس غرقاً جميلاً محبباً إلى القلب من باب أننا مؤيدون للرئيس وداعمون للوزراء ومقدرون لحرب مصر ضد الإرهاب، كما أنه ليس غرقاً يعكس فساد النظام وتقاعس الوزراء و«رايحة بينا على فين يا مصر؟!»، هو وغيره غرق ناجم عن فساد ذمم وضمائر جمعى يلتحف تارة بالدين وأخرى بالقضاء والقدر وثالثة بنظام عمل قائم على مبدأ «كلشنكان» أى «طلسقة» أى «كلفتة»، والفصل التام بين موت الضمير فى العمل وانتعاش الدين فى الطقوس والمظهر.

مظاهر ضمائرنا الميتة فى كل القطاعات واضحة وضوح الشمس، فالمهندس الذى لا يلتزم بمعايير البناء أو مواصفات الرصف، هو شقيق ضابط المرور الذى لا يطبق قانون المرور إلا إذا صدرت أوامر بحملة تدوم يومين لضبط الشارع، وهو ابن عم المدرس الممتنع عن الشرح فى الفصل، وهو نسيب وقريب كل من سائق التاكسى الذى لا يشغل العداد، وشيخ الجامع الذى يزعق ويصيح ويلف ويدور حول صباع رجل المرأة الصغير، وموظف الحكومة فاتح درج مكتبه الأول للرشوة فى حين تقبع سجادة الصلاة فى الدرج الثانى، هلم جرا.

وجميعهم احترف تسييس تفاصيل الحياة فى مصر، مع الجلوس يمين الملعب فى حال أحبوا الرئيس والحكومة، والتمركز يساراً فى حال كرهوا الرئيس والحكومة.

نقلا عن الوطن القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسييس الغرق تسييس الغرق



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:44 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
  مصر اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا يوان منغ من جديد في الصين

GMT 11:06 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:54 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تلامذة غزة يستأنفون الدراسة تحت الخيام وسط الدمار

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثاني ومن المهم أن تضاعف تركيزك

GMT 10:48 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 12:39 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 03:34 2018 الثلاثاء ,17 إبريل / نيسان

استقرار سعر الذهب في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 05:48 2013 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كيلي بروك ترتدي ملابس ماري أنطوانيت

GMT 04:24 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أخبار البورصة المصرية اليوم الإثنين 4 أكتوبر 2021

GMT 15:13 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال يضرب سواحل إندونيسيا وتحذيرات من وقوع تسونامي

GMT 19:42 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أربع محطات فنية في حياة مخرج الروائع علي بدرخان

GMT 13:07 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

فضل الله والماشطة يوضحان موقف عبدالله السعيد

GMT 06:20 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

مؤسس "غوغل" يكشف عن سيارة طائرة بنظام "أوبر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt