توقيت القاهرة المحلي 15:28:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحل خليفة الذى أحب مصر

  مصر اليوم -

رحل خليفة الذى أحب مصر

بقلم - أمينة خيري

قليلون هم الحكام والزعماء الذين يحظون بمحبة حقيقية واحترام من القلب لدى شعوب غير شعوبهم. ربما يشيدون بسياساتهم الحاذقة أو قراراتهم الصائبة أو أسلوب قيادتهم لبلادهم. لكن تبقى المشاعر عملة نادرة. رحيل رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أحزن قلوب ملايين المصريين. هذه الملايين ليست فقط التي عملت أو أقامت في الإمارات، لكنهم مصريون عاديون يعرفون ما فعله الشيخ خليفة، رحمه الله، ومن قبله والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما يكنه حكام الإمارات لمصر من محبة. ويكفى أن الشيخ زايد كان قد أوصى أبناءه بمصر بمقولة شهيرة يعرفها المصريون جيدا. «إن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم. أوصيت أبنائى أن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة». ونحن في مصر نسمع ما قاله الشيخ زايد، رحمه الله، يتكرر على ألسنة أبنائه وأحفاده، ونشهد ترجمات عملية لهذه الوصية على مر العقود، وفى مختلف الفعاليات والسياسات، والتى لا تقتصر فقط على دعمهم لنا سياسيا واقتصاديا على مدار السنوات القليلة الماضية، وتحديدا منذ أحداث يناير 2011 وما نجم عنها من صعود الإخوان وتمكنهم من مصر على مدار عام أسود.
فالعلاقات بين مصر والإمارات لم تكن يوما حبيسة زيارات رسمية وتصريحات وزارية عن عمق العلاقات ومتانة الأخوة، لكنها تتجلى فيما يكنه الشعبان لبعضهما البعض من مشاعر حقيقية تفهمها القلوب قبل العقول. يعرف المصريون جيدا موقف الإمارات مع مصر أثناء حرب أكتوبر 1973. فالمساندة ليست دعما اقتصاديا وتعضيدا سياسيا فقط، بل هي أولا وأخيرا دعم المواقف لا سيما في الشدائد والأوقات الصعبة. وقتها دعم والده الراحل الشيخ زايد مصر بكل السبل المتاحة، لكن أعظمها وأكثرها أثرا كان إرساله ولى عهده آنذاك وابنه الأكبر الشيخ خليفة ليشارك الجنود المصريين على الجبهة. لم يرسل عتادا أو كتيبة، أرسل ابنه الأكبر وولى عهده. واستمر الشيخ خليفة على نهج والده. وظل داعما لمصر قولا وفعلا. وحين كان يكرر قوله بأن «إذا اتفق البلدان (مصر والإمارات)، فإن الاستقرار سيعم الإقليم بأكمله» لم يكن يكتفى بالقول، بل كان الفعل سابقا وسباقا. واليوم حين تنعى مصر الشيخ خليفة، فإن النعى والعزاء ليسا موجهين من مصر إلى الإمارات. وهذه ليست مبالغة أو مجاملة. لسان حال كل مصرى يعرف التاريخ ويعى الواقع ولديه القدرة على التفرقة بين ما يثار ويقال على سبيل التسويق الإعلامى وبدوافع التوجهات السياسية من جهة، وبين ما تحمله القلوب بناء على أفعال لا أقوال جمعت الشعبين يقول إن المصريين يعزون أنفسهم في رحيل الشيخ خليفة بن زايد. نقل الراحل بلده لآفاق غير مسبوقة، ونفذ وصية والده بحذافيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل خليفة الذى أحب مصر رحل خليفة الذى أحب مصر



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon