توقيت القاهرة المحلي 18:42:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحل خليفة الذى أحب مصر

  مصر اليوم -

رحل خليفة الذى أحب مصر

بقلم - أمينة خيري

قليلون هم الحكام والزعماء الذين يحظون بمحبة حقيقية واحترام من القلب لدى شعوب غير شعوبهم. ربما يشيدون بسياساتهم الحاذقة أو قراراتهم الصائبة أو أسلوب قيادتهم لبلادهم. لكن تبقى المشاعر عملة نادرة. رحيل رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أحزن قلوب ملايين المصريين. هذه الملايين ليست فقط التي عملت أو أقامت في الإمارات، لكنهم مصريون عاديون يعرفون ما فعله الشيخ خليفة، رحمه الله، ومن قبله والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما يكنه حكام الإمارات لمصر من محبة. ويكفى أن الشيخ زايد كان قد أوصى أبناءه بمصر بمقولة شهيرة يعرفها المصريون جيدا. «إن نهضة مصر نهضة للعرب كلهم. أوصيت أبنائى أن يكونوا دائما إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم. إن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة». ونحن في مصر نسمع ما قاله الشيخ زايد، رحمه الله، يتكرر على ألسنة أبنائه وأحفاده، ونشهد ترجمات عملية لهذه الوصية على مر العقود، وفى مختلف الفعاليات والسياسات، والتى لا تقتصر فقط على دعمهم لنا سياسيا واقتصاديا على مدار السنوات القليلة الماضية، وتحديدا منذ أحداث يناير 2011 وما نجم عنها من صعود الإخوان وتمكنهم من مصر على مدار عام أسود.
فالعلاقات بين مصر والإمارات لم تكن يوما حبيسة زيارات رسمية وتصريحات وزارية عن عمق العلاقات ومتانة الأخوة، لكنها تتجلى فيما يكنه الشعبان لبعضهما البعض من مشاعر حقيقية تفهمها القلوب قبل العقول. يعرف المصريون جيدا موقف الإمارات مع مصر أثناء حرب أكتوبر 1973. فالمساندة ليست دعما اقتصاديا وتعضيدا سياسيا فقط، بل هي أولا وأخيرا دعم المواقف لا سيما في الشدائد والأوقات الصعبة. وقتها دعم والده الراحل الشيخ زايد مصر بكل السبل المتاحة، لكن أعظمها وأكثرها أثرا كان إرساله ولى عهده آنذاك وابنه الأكبر الشيخ خليفة ليشارك الجنود المصريين على الجبهة. لم يرسل عتادا أو كتيبة، أرسل ابنه الأكبر وولى عهده. واستمر الشيخ خليفة على نهج والده. وظل داعما لمصر قولا وفعلا. وحين كان يكرر قوله بأن «إذا اتفق البلدان (مصر والإمارات)، فإن الاستقرار سيعم الإقليم بأكمله» لم يكن يكتفى بالقول، بل كان الفعل سابقا وسباقا. واليوم حين تنعى مصر الشيخ خليفة، فإن النعى والعزاء ليسا موجهين من مصر إلى الإمارات. وهذه ليست مبالغة أو مجاملة. لسان حال كل مصرى يعرف التاريخ ويعى الواقع ولديه القدرة على التفرقة بين ما يثار ويقال على سبيل التسويق الإعلامى وبدوافع التوجهات السياسية من جهة، وبين ما تحمله القلوب بناء على أفعال لا أقوال جمعت الشعبين يقول إن المصريين يعزون أنفسهم في رحيل الشيخ خليفة بن زايد. نقل الراحل بلده لآفاق غير مسبوقة، ونفذ وصية والده بحذافيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحل خليفة الذى أحب مصر رحل خليفة الذى أحب مصر



GMT 03:16 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

الوضوء الوطني

GMT 03:14 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

مصفاة جديدة للنبوغ!

GMT 03:13 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أرض الحرية.. ليست حرة

GMT 03:05 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 21:32 2022 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التحقيق في سرقة قطع أثرية من متحف كلية آثار جامعة سوهاج

GMT 12:25 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

بيرسي تاو ينتظم في تدريبات الأهلي الجماعية بشكل كامل

GMT 13:41 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

تعرّفي على أهمية الـ"فنغ شوي" في غرفة المعيشة

GMT 11:16 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الثقافة تنظم فعاليات وأنشطة فنية بأبو سمبل وكوم أمبو

GMT 15:31 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

سيميوني يشيد بلاعبي أتلتيكو رغم الخروج من دوري الأبطال

GMT 00:14 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طارق العشري مديرا فنيا لنادي وادي دجلة

GMT 15:59 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اغتيال البراءة 27 طفلاً ضمن ضحايا مسجد الروضة في بئر العبد

GMT 05:53 2015 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيجي حديد تسرق الأنظار في عرض أزياء المصمم جيامباتيستا فالي

GMT 09:10 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

WHITEHALL تقدّم مجموعة من الأقراط الماسية بمناسبة الأعياد

GMT 00:02 2023 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جاريث بيل يعلن رسميا مشاركته فى بطولة كاليفورنيا للجولف

GMT 18:17 2022 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

شرم الشيخ التي لم نعرفها من قبل

GMT 09:29 2021 السبت ,09 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تكشف عن علاقة الاضطرابات النفسية بتغيرات المناخ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon