توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الواقع غير المعيش

  مصر اليوم -

الواقع غير المعيش

بقلم - أمينة خيري

أطالع الأخبار الرصينة الموثقة المؤكدة الواردة على موقع «المصرى اليوم». أقرأ وأستوعب وينتبانى شعور بأن «كله تمام» باستثناء حادث هنا أو عطل فنى هناك أو تصريح غير موفق هنا وهناك. إنها طبيعة الأخبار الرصينة، مهما ارتفع عدد قتلى الحادث، أو تعمَّقت آثار العطل الفنى، أو توحشت تبعات التصريحات المارقة.

تحرك «الفأرة» لتطالع ما يلى قسم الأخبار الرصينة. وليتك ما فعلت! فإنك ترى حياتك بجوانبها اللعينة، وتفاصيلها المخيفة، ومكوناتها المقرفة، ونعوتها التى تسببت فى إصابتك بالضغط والسكرى وما خفى كان أعظم. «مواطن كاد يفقد حياته على مطلع الدائرى». ألا تتعرض لذلك كلما اضطررت لاجتياز هذا الطريق اللعين؟ ألا تعرف على الأقل شخصين أو ثلاثة فقدوا حياتهم على هذا الطريق؟ ألست على يقين بأن مسؤولى تأمينه ومراقبته الذين يغطون فى نوم عميق يحظون بأكبر كم من الحسبنة من المظلومين والمظلومات؟

تقرأ عن مياه الصرف الصحى التى تحاصر عقارات فى المنصورة. تتذكر فوراً آخر مرة طفحت فيها ماسورة المجارى على مقربة من بيتك. تكاد الرائحة الكرهية تزكمك. تتضامن وتتعاطف فوراً من أقرانك المحاصرين بمياه الصرف فى المنصورة.

تطالع صوراً مصحوبة بقصة خبرية عن المعاناة التى يتكبدها أهل الدقى بسبب تراكم جبال القمامة حول بيوتهم ومدارس أطفالهم. تتذكر فوراً تل القمامة القابع عند أول شارعك، وكيف أنك تنزل أحياناً فى الليل البهيم لتهش القطط بعيداً عن التل آملاً فى غد لا يأتى يحمل معه حلاً لمشكلة «كيس الزبالة» التى حلها العالم كله إلا قليلاً.

تشاهد فيديو صوَّره مواطن مصرى مقيم فى إيطاليا أثناء زيارة لمصر ركب فيها القطار الإسبانى من الإسكندرية إلى الأقصر حيث عايش رحلة قبح على مدار 12 ساعة. هباب على الجدران، حمام قذر ناقل للأمراض، ركاب يتعاملون مع القطار باعتباره عدواً يجب إلحاق أكبر قدر من الأذى به. تتذكر فوراً رحلتك الأخيرة على متن قطار الإسكندرية، وكيف أنك ظننت أن حجزك فى الدرجة الأولى يضمن لك نظافة ورحلة هادئة، فإذ بانعدام قيم النظافة يحاصرك، وتبخر قواعد اللياقة والتهذيب يكاد يقتلك.

تستوقفك صور من «أرض اللواء» تحمل أنين سكان يعانون الأمرّين من مملكة الباعة الجائلين الذين احتلوا الأرصفة وتوغلوا إلى حرم الشوارع تحت مرأى ومسمع من مسؤولى إنفاذ القانون.

فى الجزء الخاص بـ«صحافة من وإلى المواطن» تشعر أنك فى بيتك بين أهلك وناسك. إنها تفاصيل لحياتك اليومية. بينما تقرؤها لا تشعر بالحاجة إلى أن ترتدى بدلة وكرافت وحذاءً ضيقاً ببوز كما تفعل وأنت تطالع تصريح الفريق سامى عنان وهو يقول إنه مرشح مدنى وإن علاقته بالسيسى طيبة، أو إن غالبية نواب البرلمان وقَّعوا استمارات تزكية لترشح الرئيس السيسى لفترة رئاسية ثانية، أو إن حملة المرشح المحتمل خالد على تقدمت بشكاوى ضد عدد من مكاتب الشهر العقارى، أو استكمال محاكمات الإخوان، أو اعتماد دورة الأمن القومى للأئمة المتميزين، أو حتى متابعة تصريحات ترامب عن دول «الحثالة»، أو الآفاق المستقبلية لميركل، أو التوسعات الاستيطانية لنتنياهو.

كل ما سبق أخبار مهمة. لكن المواطن هرم منها وكلَّ وملَّ. هى مطلوبة وأساسية لإعلام المواطنين وإخبارهم وإشراكهم فى الحياة العامة. لكنها حين تزيد على الحد تنقلب إلى الضد. لن نأكل أخبار ترشحات، أو نرتدى خناقات توكيلات، أو نُعالج بمحاكمات الإخوان والوزراء السابقين، أو نرتقى من البالوعة الثقافية والفكرية بأخبار دورات الأمن القومى للأئمة. حتى عنصر الترفيه والترويح عن النفس لا يتوفر فى الأخبار الرصينة. صحافة المواطن بقلمه وكاميرته وهاتفه المحمول تنقل واقعاً معيشاً هنا ينافس الواقع المعيش هناك، والله أعلم!

 

 

نقلا عن المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الواقع غير المعيش الواقع غير المعيش



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt