توقيت القاهرة المحلي 23:41:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خفة الدم والتنمّر

  مصر اليوم -

خفة الدم والتنمّر

بقلم : أمينة خيري

سعادتى بتداول فيديو الشباب المصريين الذين تنمّروا بالفتى القادم من جنوب السودان كانت بالغة. منبع السعادة ليس ما جرى للمسكين بالطبع، لكن سببها أن أحدهم تنبه إلى أن التنمّر ليس خفة دم، أو فهلوة، أو «إيه المشكلة يعنى؟!» إنها بوادر سلوكية وفكرية مضيئة تتحدى الصدأ الذى ضرب سلوكياتنا.

فى هذه المساحة قبل شهر بالتمام والكمال، وقبل وقوع حادث التنمر، أو على الأقل قبل تداول الفيديو الذى قلب أرجاء مواقع التواصل الاجتماعى، ومنه تسلل إلى الرأى العام فى الشارع، كتبت مقالاً عنوانه «المتنمر الناضج». أشرت إلى حملات التوعية المكثفة التى نتابعها منذ بدء العام الدراسى الماضى والتى تشير إلى ظاهرة التنمر بالصغار، لا سيما فى المدارس، وكيف أن «المضايقات» التى يتعرض لها الصغار فى المدارس من قبل أقران لهم أكبر حجمًا أو أكثر شعبية أو ما شابه ظلت مصنفة تحت بند «العادى» أو «شر لا بد منه» فى ثقافتنا. وكتبت عن أن هذه الحملات تسلط الضوء على تصرفات وسلوكيات فى الصغر، إن تم تجاهلها، تستمر فى الكبر حيث يتخذ التنمّر أشكالاً مختلفة. وتساءلت عن مصير الجهود التى كانت تبذل فيما مضى من قبل الأهل ليربوا أبناءهم وبناتهم على عدم السخرية من الآخرين أو التسفيه منهم، وعدم التفوّه بألفاظ خادشة وغيرها من القيم التى تبخر الكثير منها فى الهواء.

ومع كامل الاحترام لكل من بذل جهدًا فى محاولة لتفسير الفيديو، حيث تحليلات وتفسيرات بتعرض المتنمر للعنف والإحباط ما يدفعه إلى التنمر بآخرين، إلا أن المسألة أبسط من ذلك بكثير. وكل من ركب مترو الأنفاق يعرف ما يتعرض له كثيرون وكثيرات من الأخوة والأخوات القادمين والقادمات من دول أفريقية عدة (لاحظ أن مصر دولة إفريقية وهو ما يجهله البعض). وياسلام لو ركبت عربة السيدات حيث الأخوات الملتزمات مظهريًا ممن يمطرن الفتيات والسيدات الإفريقيات بنظرات كالسهام الخارقة، وتعليقات كالسموم القاتلة تعبيرًا عن السخرية والشعور غير المبرر بالفوقية. وكل من مشى فى شارع يعرف ما يطلقه شباب مصرى من تعليقات سخيفة سمجة على آخرين لمجرد أن لون بشرتهم مختلف.

وأضيف إلى ما سبق من تصرفات يعتبرها البعض صبيانية ويراها البعض الآخر عادية، ما يحدث فى الكثير من المدارس، حيث يكون المدرس نفسه هو المتنمّر دون أن يعى. يسخر من تلميذ وزنه زائد، أو تلميذة ذات بشرة سمراء، أو أخرى لا ترتدى ما يعتبره صك المرور إلى الجنة.

بداية حل أى مشكلة تكمن فى الاعتراف بوجودها. ونحن نقترف التنمّر بصور عدة دون أن نعى أنه تنمّر. نعتبره خفة دم، أو حقاً مكتسباً، أو شقاوة صبيانية. واليوم يظهر بصيص الأمل حيث تداول شعبى للفيديو باعتباره سُبّة، وتحرك رسمى لمعاقبة المتنمّرين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خفة الدم والتنمّر خفة الدم والتنمّر



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 19:13 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما
  مصر اليوم - دينا فؤاد تعلن شرطها للعودة إلى السينما

GMT 16:13 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

"فولكس واغن" أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية
  مصر اليوم - فولكس واغن أبوظبي تُمدّد عروضها الرمضانية

GMT 03:24 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

"الثعابين" تُثير الرعب من جديد في البحيرة

GMT 22:38 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نادي سموحة يتعاقد مع محمود البدري في صفقة انتقال حر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon