توقيت القاهرة المحلي 11:19:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الترند ضربنى وبكى

  مصر اليوم -

الترند ضربنى وبكى

بقلم - أمينة خيري

أنا خرجت من بيتنا. أنا التقيت أصدقاء وصديقات. أنا صورت نفسى معهم. أنا حمّلت الصور على منصات التواصل الاجتماعى. أنا ذهبت إلى الامتحان. أنا نجحت فى التسلل إلى قاعة الامتحان ومعى هاتفى المحمول. أنا صورت نفسى وأنا أتعاون مع الزملاء فى حل الامتحان. أنا نشرت ما تيسّر من صفحات على السوشيال ميديا. أنا أستعد لفرحى. أنا طلبت من صديقاتى توثيق استعداداتى واحتفالاتى بزواجى، ونشرت الفيديوهات أو تم بثها «لايف» على السوشيال ميديا. أنا فى فرحى. أنا أرقص. أنا أبكى من الفرحة. أنا أحتضن أبى وأمى. أنا أُقبل عريسى. أنا أنشر فرحتى ورقصى وقبلاتى وأحضانى على السوشيال ميديا. أنا فى معركة حامية الوطيس مع زوجى. أنا أُوثق المعركة على هاتفى المحمول. أنا أتهمه بأفظع الاتهامات. هو يرد بسباب وشتائم. أنا مستمرة فى التوثيق. أنا أنشر التوثيق على السوشيال ميديا. أنا توجهت إلى المصيف لأقضى بضعة أيام فى أحضان البحر والرمال والكافيهات.
أنا أصور كل خطوة أخطوها. سباحة، حمام شمس، قهوة، بيرة، رقصة على البحر، إغفاءة على البر، حفلة مسائية، رحلة بحرية، جولة شاطئية، ببساطة شديدة، أنا صورت كل كبيرة وصغيرة. أنا نشرت رحلتى على السوشيال ميديا. أنا فى كَتب كتابى. أنا أوجه كلمة لعريسى أمام أهلى وأصدقائى. أنا أعرف أن أحدهم يصور المناسبة الجميلة. أنا أوجه كلماتى وأعرف أن الكاميرا تصورنى. أنا أعرف أنه تم تحميل الفيديو على السوشيال ميديا. فى كل ما سبق، وفى كل ما سيلحق بما سبق، ومادامت الكاميرا مفتوحة، ومادام البحث عن الترند محمومًا، ومادام أنا أعلم أن أقوالى وأفعالى- حتى لو كنت أعتبرها أعظم أقوالى وأفضل أفعالى- متاحة للمتابعة والمشاهدة وإعادة التغريد، فأنا ليس من حقى أن أغضب أو أتعصب أو أُحسبن على مَن علق على فيديوهاتى وصورى بالسلب أو الإيجاب. ربما لو كنت أجهل معنى السوشيال ميديا أو لم أتعامل معها من قبل أو كذب علىَّ أحدهم وأقنعنى بأن الصور والفيديوهات سيحتفظ بها لنفسه أو يُحملها على «جروب العائلة» مثلًا، فسأخبر نفسى أننى تعلمت درسًا قاسيًا، وأن علىَّ توخى الحذر مستقبلًا. وعلى المحيطين بى- لو كان أمرى يهمهم- أن يخبرونى أن القانون لا يحمى المغفلين من جهة، وأن دنيا النشر والبث على الملأ على السوشيال ميديا مثل شوال البطاطس الذى يُباع جملة «على بعضه»، حيث لا مجال لانتقاء الحبّات الجيدة وترك المعطوبة. وسأخبر نفسى أن علىَّ أن أختار: إما أن أركب الترند وأُحلق فى عالم المشاهدات المليونية والتحوُّل إلى شخصية مؤثرة، (بغض النظر عن ماهية التأثير)، وربما أحقق مكاسب مادية، أو أن أترك الترند لأهله الراغبين فى خوض المضمار حلوه بمره. أمّا أن أرفع راية «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى» فلا مجال له على أثير العنكبوت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الترند ضربنى وبكى الترند ضربنى وبكى



GMT 02:02 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

المكالمة الأخيرة

GMT 01:59 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

«مصيدة أليسون» والعاصفة الكونية المتجمعة

GMT 01:56 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

فلسطين في انتخابات البريطانيين

GMT 01:53 2024 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الحذر... إلا مصر

GMT 19:40 2024 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

"يوتيوب" يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية
  مصر اليوم - يوتيوب يحذف حساب وزارة الخارجية الإيرانية

GMT 21:35 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

مونشنجلادباخ مصدوم من تعليقات جماهيره العنصرية

GMT 01:12 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

محمد هنيدي يكشف عن سبب عدم حضوره جنازة حسن حسني

GMT 10:29 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

إيهود باراك يمدح حسني مبارك ويصفه بـ"الفرعون"

GMT 22:53 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

أول ظهور لـ والدة وخالة النجمة زينة

GMT 17:59 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصرع عروسين إثر تسريب غاز منزلي في بني سويف

GMT 18:33 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

ديانج يغيب عن مران الأهلي في ملعب التتش للإصابة

GMT 11:17 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

هنادي مهنا وجميلة عوض ومي الغيطي مراهقات في «بنات ثانوي»

GMT 02:15 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالة جريئة لكنزي عمرو دياب في أحدث ظهور لها

GMT 01:50 2019 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

محمد فؤاد يؤكد على حبه للجيش وللشعب المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon