توقيت القاهرة المحلي 05:20:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العيش وخبّازه

  مصر اليوم -

العيش وخبّازه

بقلم - أمينة خيري

قد تكون لديك أعظم فكرة، وأفضل إمكانيات، وأنبل نوايا، وأصدق تحركات.. لكنك لا تملك القدرة على إطلاع مَن حولك أو مَن يهمه الأمر على ما تملك. وربما لديك المهارات الأفضل، والمؤهلات الأنسب، والقدرات الأعلى لتشغل وظيفة ما، لكن فى يوم المقابلة الشخصية تعجز عن شرح ما لديك.

وربما أيضًا لديك شقة رائعة تود بيعها، لكنك تلتقط لها صورًا وهى غارقة فى تلال القمامة، وإزاحة تحت طبقات من الأتربة، ويظهر فيها شبشب ابنك وطرف جلباب البواب وحلة فيها بقايا طعام محروق، فلا تجد من يعيرها اهتمامًا، وإن وجدت فهو يخسف بقيمتها الأرض.

فى الوقت نفسه، تفاجأ بأن شقة جارك ذات الموقع الأسوأ، والتصميم الأقبح، والتشطيب الأدنى معروضة للبيع عبر صور وفيديوهات تم التقاطها بعد تزويد أركان الشقة بأقاصيص الزهور والمزروعات، وتلميع المطبخ وكأنه خرج لتوه من مصنع تلميع الأثاث، وإضاءة الغرف بأضواء دافئة حالمة تعطى المتفصح شعورًا بأن هذا هو البيت المراد.

المراد هو أن الفكرة أو العمل أو الإمكانية الأفضل لا تصاحبها بالضرورة القدرة الأذكى على تقديمها وتسويقها وشرحها. وإذا كان اختيارك هو أن تبقى قدراتك وإمكاناتك وأفكارك حبيسة صدرك ونفسك وبيتك، فهذا اختيارك. فى هذه الحالة، لا تتعجب أو تغضب أو تحزن حين تفاجأ بأن جارك باع شقته الأقل بكثير من شقتك قبلك بأشهر وبضعف الثمن الذى بِعت أنتَ به شقتك الجميلة الرائعة الغارقة فى الأتربة والحلة المحروقة!.

ولحسن الحظ أنك طالما على قيد الحياة وترغب فى التغيير والتعديل والتطور، والأهم من ذلك لديك إرادة التغيير، فيمكنك اكتساب مهارة التسويق. كل ما عليك عمله هو أن تدرك أنه حان وقت التطوير والتغيير عبر الاستعانة بالمهارات المناسبة، ثم البحث عن السبل المثلى لاكتساب هذه المهارات، وذلك عبر مبدأ واحد لا ثانى له: «إدى العيش لخبّازه».

لكن لو أعطيت العيش لـ«خباز» لا يرى عيبًا أو حرجًا أو مشكلة فى أن يعرض شقتك للبيع عبر نقل الأتربة من الصالون إلى السفرة، أو نقل الحلة المحروقة من المطبخ إلى الحمام.. ففى هذه الحالة، أنت والخباز الذى اخترته فى حاجة إلى الاستعانة بـ«أسطة الخبازين» الذى يحمل خبرات وشهادات وسابق أعمال تؤكد مما لا يدع مجالًا للشك أنه قادر على القيام بالمهمة.

مهام كثيرة من حولنا يقوم بها أصحاب أنصاف الخبرات والمواهب والمؤهلات. والغريب أن بيننا من يحملون مواهب وخبرات ومؤهلات كاملة تؤهل كلا منهم ليكون خبيرًا فى مجاله.


وأشير هنا إلى مسألة التخصص التى لا نعيرها القدر الكافى من الاهتمام. كونك أفضل مدرس علوم ابتدائى لا يعنى أنك قادر على أن تكون أفضل مدرس علوم ثانوى. قد تتم الاستعانة بك بصفة مؤقتة لحين تعيين مدرس علوم للثانوى، واستمرارك فى التدريس للثانوى لا يعنى أنك بِتَّ مؤهلًا لذلك، بقدر ما يعنى وجود خلل فى إدارة التعيينات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العيش وخبّازه العيش وخبّازه



GMT 03:43 2024 الأحد ,10 آذار/ مارس

صباح يوم جديد (3)

GMT 03:46 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شعب مالوش كتالوج!!

GMT 03:18 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

الغباء المدمر

GMT 03:13 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عندما قال كيسنجر: «أي شىء يتحرك»!

GMT 04:58 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

أيها العالم.. استيقظ

إطلالات النجمة إليسا تعكس إحساسها الموسيقي

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - الإعلان عن موعد إلقاء نتنياهو كلمة أمام الكونغرس

GMT 05:16 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

وثيقة أميركية تكشف مبادئ لـ"ما بعد حرب غزة"
  مصر اليوم - وثيقة أميركية تكشف مبادئ لـما بعد حرب غزة

GMT 22:06 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مصطفى شعبان يحسم عودته للسينما بعد غياب 14 عاما
  مصر اليوم - مصطفى شعبان يحسم عودته للسينما بعد غياب 14 عاما

GMT 12:28 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 19:43 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

الأرصاد المصرية تكشف موعد تحسن الأحوال الجوية

GMT 12:38 2021 الخميس ,11 شباط / فبراير

معسكر مغلق لـ سموحة قبل مواجهة طلائع الجيش

GMT 05:32 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

تحقيق دولي يكشف عن مافيا متخصصة في صيد نمور الجاكوار

GMT 03:11 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

اتحاد اليد الجزائري متمسك بالمدرب الفرنسي بورت

GMT 23:25 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

كورونا في بريطانيا.. حصيلة الوفيات تتخطى حاجز الـ100 ألف

GMT 01:11 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

مصر تهزم بيلاروس بعد جارتها روسيا في كرة اليد

GMT 03:10 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسباب الشعور بآلام أسفل الظهر عند الجلوس

GMT 20:49 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل بسكويت الشوفان في المنزل

GMT 07:01 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

استنشاق 5 روائح يساعد في إنقاص الوزن تعرف عليها

GMT 04:57 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"الصحة" تُجري دراسات لرصد أي تغيّرات جديدة لـ"كورونا"

GMT 20:31 2020 الثلاثاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

تجديد حبس ابنة نهى العمروسي ونجل طولان في "فيرمونت" 45 يوما

GMT 23:06 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

تغريم مدرب المنتخب النرويجي بسبب خرق قواعد الحجر الصحي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon