توقيت القاهرة المحلي 15:40:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تغيير الخطاب وتعديل المسار

  مصر اليوم -

تغيير الخطاب وتعديل المسار

بقلم:أمينة خيري

لماذا تبدو هناك فجوة كبيرة بين رؤية الحكومة – أى حكومة- والشعب؟ مفهوم أن الناس بشكل عام يميلون إلى الشكوى. يفوز حزب العمال فى بريطانيا، فيشكو أنصار المحافظين من السياسات والأولويات، والعكس صحيح. يفوز الجمهوريون فى أمريكا، فيغضب الجمهوريون من التهاون فى سياسات الهجرة والإفراط فى الإنفاق على الرعاية الصحية وإعانات البطالة، والعكس صحيح.

تختلف درجات الشكوى، وتتراوح الموضوعات المشكو منها بحسب تركيبة كل مجتمع، لكن تظل الشكوى من الأوضاع الاقتصادية، والمطالبة بتحسين جودة الحياة، أو على الأقل تقليص هامش المعاناة الاقتصادية هى السمة اللصيقة بشكوانا على مدار عقود.

دأبت الحكومات فى مصر على مدار عقود على التأكيد على تطور الأوضاع نحو الأفضل وزيادة الاستثمارات وانخفاض التضخم والأسعار، إلخ، ويكون هذا عادة باستخدام لغة الأرقام والنسب المئوية والتصنيفات العالمية والمؤشرات الدولية. فى الوقت نفسه، دأبت القاعدة العريضة من الناس على اعتبار لغة الأرقام والمؤشرات والتصنيفات أمراً لا يعنيهم.

هذه القاعدة لديها «ترمومتر» مختلف. يتمثل فى درجة بحبوحة العيش، وسعر «الفرخة»، ومقدار التنوع فى مشتريات البيت الرئيسية، والقدرة على توفير مصروف الصغار اليومى وقيمة المواصلات، وسندوتش الفول، وغيرها. صحيح أن البعض يعتمد على ترمومترات تحتاج إلى مراجعة، مثل توافر المال اللازم لشراء «موبايل» أحدث أو تلفزيون بعدد بوصات أكبر، لكنها تظل طرق قياس شعبية سائدة لا يمكن إنكارها، ويظل مصدر الأنين الرئيسى صادراً عن قاعدة عريضة تدور أولوياتها حول الطعام والغذاء والكساء وربما التعليم.

أتذكر فى عهد الرئيس السادات رحمه الله كان التعبيرات الأكثر رواجاً وإثارة لسخرية الناس وغضبهم فى الوقت نفسه هما: «شد الأحزمة على البطون» و«العبور من عنق الزجاجة». أغلب الظن أن المصريين لم يهضموا التعبيرين لأسباب كثيرة، أبرزها الإفراط فى استخدامهما، وكذلك الشعور بأنهم عالقون فى عنق زجاجة مزمن. ومضت السنوات والعقود، واختفى التعبيران أو كادا، لكن الفكرة عاشت.

عاشت، ولكن بأثواب مختلفة. فتارة ترتدى ملابس «الدواء المر»، وأخرى «روشتة الإصلاح»، وثالثة من خلال الوعود بأن الشهر المقبل، أو العام القادم، أو 2025 أو 2030 سيبدأ جنى الثمار.

أتذكر العنق المزمن، والدواء المر، وثمار الإصلاح، والروشتة، كلما عبرت الحكومة عن شعورها بالحزن أو الإحباط لأن الناس لا تشعر أو لا تقدر حجم المشروعات الضخم الذى تم إنجازه، أو لأن هذه القاعدة غارقة حتى الثمالة فى «أكل عيش» اليوم، ولا تنظر إلا تحت أقدامها.

صحيح أن المثل يقول «طول العمر يبلغ الأمل»، لكن عبد الوهاب محمد قال إن «للصبر حدود». وحين يضاف إلى ما سبق عناوين تطالع الناس مثل «الحكومة تستعد لتحسين مستوى المعيشة قريباً» أو «العام القادم عام جنى الثمار» أو «المصريون من 2025 عام التحديات إلى 2026 عام الأمل»، فإن النتيجة تكون خليطاً من اليأس والغضب. والدرس المستفاد يكون حاجة ماسة إلى تغيير الخطاب وتعديل المسار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تغيير الخطاب وتعديل المسار تغيير الخطاب وتعديل المسار



GMT 08:31 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ميلاد مجيد محاصر بالتطرف

GMT 08:29 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكومة العالم

GMT 08:28 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

GMT 08:27 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟

GMT 08:26 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

فتنة الأهرامات المصرية!

GMT 08:25 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل الديموغرافيا

GMT 08:24 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مبدأ أثير لدى ساكن البيت الأبيض

GMT 08:23 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

زميلنا الرئيس السادات

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 14:01 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مصر ترسل قافلة مساعدات شتوية تزن نحو 5900 طن إلى غزة
  مصر اليوم - مصر ترسل قافلة مساعدات شتوية تزن نحو 5900 طن إلى غزة

GMT 09:39 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

الإعلامية ناردين فرج تقدم برنامج "ذا فويس كيدز" 2017

GMT 01:25 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

حافظ على صحة قلبك والجهاز الهضمى بالعدس

GMT 10:43 2017 الإثنين ,22 أيار / مايو

أفكار وأكسسوارات مميزة لمطبخ رمضان الكريم

GMT 06:16 2015 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة إيطالية حديثة تؤكّد أنّ "سرعة القذف" حالة نفسية

GMT 16:22 2017 الإثنين ,20 آذار/ مارس

10 نصائح لاختيار صندوق طعام طفلك المدرسي

GMT 08:31 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

محلات "vitrine" تطرح أحدث تشكيلة من ملابس الخريف

GMT 05:16 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مسلسلات وأفلام حكت عن حرب أكتوبر ورأي النقاد بها

GMT 06:59 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير التموين يعلن 80 مليار جنيه تكلفة دعم التموين والخبز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt