توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نوال السعداوي والشعب الآخر

  مصر اليوم -

نوال السعداوي والشعب الآخر

بقلم : أمينة خيري

ما إن رحلت عن عالمنا الدكتورة نوال السعداوى حتى هرع «الشعب الآخر» إلى صفحات الرثاء والوداع والاحتفاء بحياتها ليمطروها بما فى جعبتهم المعروفة من كراهية وعنف وتعالٍ وادّعاء بامتلاك الصكوك وترويج لأكذوبتهم الكبرى، ألا وهى أنهم الحق المبين وكل مَن عداهم هو شيطان رجيم. أُجِلّ الراحلة العظيمة كثيرًا، وأحيى فيها شجاعتها على المجاهرة بما آمنت به من أفكار ومواجهة حملات التجريم وغزوات التكفير. وبينما أوافقها فى الكثير من أفكارها وكتاباتها، لكن فى الوقت نفسه أختلف معها فى بعض ما كتبت. احترمت كل ما كان يصدر عنها، لكن لا أعتنقه بالضرورة. وهذا فى عالم الإنسانية طبيعى، وهو ما يفرق بيننا وبينهم.

نحن نفكر ونقرأ ونطّلع، ثم نفكر مجددًا، ونشكل وجداننا بمنهج نقدى بديلًا عن الإقبال والرضا وإدمان فكرة الانتماء إلى قطيع سلم مقاليد عقله على الباب ورفض حتى أن يتسلم الإيصال. الانتماء إلى قطيع ارتضى أن يلغى عقله تمامًا، بعدما توجه إلى الشهر العقارى وحرر توكيلًا عامًا رسميًا لآخرين بالتصرف الكامل فيما يملك دون شرط الاطّلاع.

ولسبب ما أعلمه ولن أصرح به، تذكرت كلمات أغنية الرائع على الحجار «إنتوا شعب وإحنا شعب»، التى كتبها الرائع أيضًا مدحت العدل، والتى أغضبت فريق رافضى الاعتراف بما جرى فى مصر على مدار نصف القرن. مؤلم؟ نعم! كنا نتمنى ألا يحدث هذا التفسخ والقبح الفكرى؟ نعم، بكل تأكيد لكنه حدث، وإنكاره أو منع أغنية أو حجب فكرة تتناوله سيُسكِّن الألم، لكنه لن يعالج المرض.

«إحنا بنشوف الطفولة، وإنتم شايفينها سبايا تثبتوا بيها الفحولة. إحنا يسعدنا خيالها لما ترسم فى كتاب. إنتم لو عدى خيالها يطلعلكوا فى ثانية ناب. إنتم بتحبوا الجهامة، وإحنا بنحب ابتسامة. إحنا حرية وكرامة، وانتم سجن وشرع غاب. مصر بالنسبة لكم خيمة أو إمارة أو حريم. إحنا بنشوف ربنا رحمة للعبد اللى تاه، عفو عن مخطئ مسىء، توبة أو طوق للنجاة، وانتم ثعبان القبور والمقارع للحريم. اللى يختلف فى الرأى عنكم تحلّوا دمه وتقتلوه وتقولوا ديننا قالّنا. أى دين يا أدعياء؟ واللى بيفكر ده ضال، وتحرّموا حتى الحلال وتحللوا فكر الضلال. إحنا شعب وانتم شعب».

هذه الكلمات تلخص رد فعل جموع الممسوحين فكريًا، المُغيَّبين ذهنيًا، الكارهين للحياة ومَن فيها باستثناء كل مَن على شاكلتهم من أدمغة ممحوة وعقول ملغاة. ليس مطلوبًا أن يقبل أحد أفكارًا لا تعجبه أو يعتنق توجهات لا توافقه. المطلوب قبول الاختلاف ونبذ نعرة الفوقية حيث «أنا» وحدى مَن أمتلك الحقيقة، و«أنا» وحدى مَن أحمل صك مَن يذهب إلى الجنة. هؤلاء اعتدوا على الدين ونصّبوا أنفسهم وكلاء الله. والأدهى من ذلك أن الغالبية منهم لم تقرأ يومًا ما كتبت نوال السعداوى، ومَن قرأ فقرأ ما كتبه عنها أمراؤهم ومالكو مقاليد عقولهم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نوال السعداوي والشعب الآخر نوال السعداوي والشعب الآخر



GMT 03:20 2022 الأربعاء ,25 أيار / مايو

فى رئاسة الوزراء!

GMT 01:54 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

أوروبا لا تتحمّل انقلابا في فرنسا

GMT 03:11 2022 الإثنين ,21 شباط / فبراير

الدعاية سلاح طهران المكسور
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon