توقيت القاهرة المحلي 09:17:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمة فى أزمة

  مصر اليوم -

أمة فى أزمة

بقلم : أمينة خيري

فرق شاسع بين الخصوصية والانعزال. واختلاف كبير بين الاندماج والانصهار. ولدىّ يقين بأن «الأمة» الإسلامية فى أزمة كبرى وكارثة عظمى، لا لفقر دولها، ولا لمرض أبنائها، باستثناء ظروف الاقتتالات الأهلية والصراعات الطائفية والحروب الأممية الدائرة على جانب من أراضيها، وهى الظروف التى تدفع إلى النزوح واللجوء والهجرة وما يتبع ذلك من ظروف حياتية بالغة القسوة تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية. كما أن أزمتها وكارثتها لا تنبعان من نضوب الإمكانات الفكرية والقدرات الإبداعية، فبين أبنائها من هم قادرون على الإبداع والابتكار والإنتاج، حال تمت إزالة العوائق والموانع المنيعة المشيدة منذ الصغر. هذه العراقيل والسدود تضع حدًا أقصى للفكر والنقد لا يمكن تجاوزه فى أغلب الأحوال.

عمومًا، تبقى كارثة «الأمة» المأزومة مشكلة داخلية على «الأمة» التعامل معها. لكن ماذا عما تصدره «الأمة» لغيرها من الأمم من أبنائها لأسباب شتى تتراوح بين البحث عن مستوى اقتصادى أوفر، أو إمكانية تعليم أحسن، أو فرصة عمل أفضل، أو ظروف حياتية أرقى. ولم أسمع من قبل عن مهاجر اقتصادى أو لاجئ أو نازح توجه إلى وطن غير وطنه ليرتقى بأحوال دولة المهجر أو يلقن أبناءها عقيدة أو ثقافة أو أسلوب حياة أفضل.

ربما يحدث ذلك إن كان المهاجر نموذجًا يحتذى من علم وثقافة وأخلاق تدفع من حوله إلى البحث فى العوامل الثقافية التى جعلت منه نموذجًا فذًا ألمعيًا استثنائيًا فريدًا مميزًا منقطع النظير لينهل من علمه أو عمله أو تركيبته العقائدية أو الفكرية. واقع الحال يشير إلى أن جانبًا غير قليل من صادرات «الأمة» إلى دول المهجر واللجوء والنزوح على الجانب الآخر من الكوكب تميل إلى التمتع بكل ما تملكه وتقدمه دولة المهجر من مميزات وخدمات وحقوق مع تشييد حوائط أسمنتية حول عاداته وتقاليده وثقافته، سواء الاجتماعية أو الدينية. وواقع الحال يشير كذلك إلى أن قطاعًا غير قليل من صادراتنا من جيل أول وثان وثالث تتم تغذيته بشكل أو بآخر بأنه- سواء بسبب معتقده أو أصوله العرقية- الأعظم والأفضل وصاحب المعتقد الوحيد الحق وكل ما ومن عداه هو شر مطلق وضلال كامل.

ومع تنامى هذا الشعور بدأت عمليات حقن بعض صادراتنا البشرية فى الغرب بأفكار مفادها ضرورة الانتقال إلى الخطوة التالية ألا وهى فرض سطوتهم الثقافية والفكرية على دولة المهجر أو اللجوء تقربًا لله. وليتهم حاولوا فعل ذلك بالحوار أو التقارب أو النقاش، لكن البعض من الأجيال الجديدة تربى على خطاب دينى زين العنف وزرع الكراهية، فخرج ضعيفًا هشًا لا يعرف من سبل رد الإساءة إلا الذبح والطعن. وتكتمل عناصر الأزمة برد الداخل، حيث بيانات ظاهرها استنكار وقلبها تضامن مع الفعل، حيث «ما هو إنتوا اللى دفعتونا لكده». على «الأمة» أن تحل أزمتها قبل أن تهرع لحل أزمات غيرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمة فى أزمة أمة فى أزمة



GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

GMT 07:45 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

حاملو مفتاح «التريند»

GMT 07:42 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

متى يفيق بايدن؟!

GMT 07:39 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

ممنوعات فكرية

GMT 03:09 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

طريقة عمل السلمون بالزبدة

GMT 23:17 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 01:33 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

"غوغل" تعلن عن 100 ألف منحة دراسية تعادل الشهادات الجامعية

GMT 10:57 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

3 طرق سريعة لتسليك مواسير مطبخك

GMT 10:22 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

قرار عاجل من محافظة القاهرة بسبب كورونا

GMT 02:06 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

أب يغتصب طفلته لمدة 4 أعوام في البرازيل

GMT 00:28 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

تخلص من اسمرار البشرة بمكونات طبيعية

GMT 22:30 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

مؤشر الأسهم البريطانية يغلق على ارتفاع الاثنين

GMT 14:23 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

مصر تتسلح لـ"أمم أفريقيا" بـ23 لاعبًا بينهم 7 محترفين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon