توقيت القاهرة المحلي 11:01:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دروس صينية

  مصر اليوم -

دروس صينية

بقلم : أمينة خيري

الصين دولة منكوبة حاليًا. وما تتعرض له من تفشٍ لفيروس كورونا المستجد ٢٠١٩ أو «كوفيد- ١٩» أمر رهيب. ودعونا نَنْأَ بأنفسنا عن هطل «انظروا ماذا فعل الله بهم لأنهم ليسوا مسلمين»، وإصدار أحكام دنيوية بالإنابة عن أحكام السماء، حيث «إنه عقاب الله على ما فعلوه بمسلمى الإيجور»، ولاسيما أننا كنا سنسارع إلى وصف ما يجرى بـ«ابتلاء المؤمن» لو كانت الصين دولة مسلمة، ناهيك عن تصدير ودن من طين وأخرى من عجين في حال كان الإيجور المتضررون غير مسلمين. وبالإضافة إلى المستشفى المجهز بالكامل الذي شيدته الصين في ستة أيام في شهر يناير الماضى، فإن الدروس المستفادة مما تمر به الصين ودول عدة في العالم كثيرة. أمس الأول، الثلاثاء، نشرت الصين- وهى في عز أزمتها- دراسة هي الأكبر، تحوى تفاصيل نحو ٤٤ ألف حالة إصابة بالفيروس. الدراسة العلمية القائمة على حالات حقيقية خلصت إلى أن ٨٠ في المائة من حالات الإصابة بالفيروس بسيطة، وأن الأكثر عرضة لمضاعفات وخطورة هم المصابون بأمراض أخرى والمسنون. نسبة الوفاة تأثرًا بالمرض بلغت 2.3 في المائة من حالات الإصابة، وهى نسبة بالغة الأهمية لتقييم خطورة الفيروس. نقطة أخرى مهمة خلصت إليها الدراسة هي أن الطاقم الطبى الذي يتعامل مع المصابين بالفيروس يعدون ضمن الفئات الأكثر عرضة لخطر التقاط الفيروس. المنحنى الوبائى للفيروس- بحسب الدراسة- يشير إلى أن الذروة كانت بين يومى ٢٣ و٢٦ يناير، وبدأ المنحنى في الهبوط في ١١ فبراير الجارى. ولماذا تباطأت وتيرة الإصابات؟ لأنه- وبحسب التفكير العلمى وليس تحليل الخبراء الاستراتيجيين أو المذيعين الوطنيين أو منظّرى «فيسبوك» و«تويتر»- تم عزل مدن بأكملها في وقت مبكر، ونشر المعلومات المهمة الخاصة بالفيروس والتوعية والتأكيد والتكرار على أهمية غسل اليدين بصفة مستمرة، وارتداء الأقنعة، والمسارعة للحصول على الرعاية الطبية عبر قنوات تم تحديدها وإعلانها، مع جاهزية فرق الاستجابة الموجودة للتعامل مع الأزمات ضمن تخطيط مسبق للتعامل مع الكوارث من هذا النوع. درس آخر يكمن في التخطيط لمواجهة الأزمات والكوارث، منعًا للتخبط واتقاءً لشرور الهلع والفوضى. وصحيح أن الدعاء يرد البلاء، لكن الصين لم تكتفِ بالدعاء فقط، أو تشغل القنوات باستضافة خبراء يوجهون الملايين لكيفية الدعاء وأصوله في هذه الأزمة، بل استغلت الوقت والجهد في نشر الوعى ومواجهة الفيروس بالعلم والتجهيزات الطبية الآنية. وبينما تمضى الصين في كارثتها- العابرة للحدود- تطور أساليب تطويق الوباء وتحدثها. وقبل ساعات، أعلن إقليم «هوبى» في وسط الصين أنه سيجرى فحص سجلات كل من أصيب بارتفاع درجة الحرارة واشترى أدوية سعال وحمى بلا وصفات طبية، سواء من الصيدليات أو الإنترنت.. هؤلاء سيخضعون لفحوص طبية، وقد يخضع البعض للعزل الطبى، وهو ما يكشف توافر المعلومات الدقيقة الخاصة بـ«من فعل ماذا ومتى»!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس صينية دروس صينية



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon