توقيت القاهرة المحلي 11:54:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ..

  مصر اليوم -

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ

بقلم : أمينة خيري

تُفَّاحةٌ للبحر/ نرجسةٌ للرخام/ فراشةٌ حجريّةٌ/ بيروتُ شكلُ الروح فى المرآة/ وَصْفُ المرأة الأولى/ ورائحة الغمام/ بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ/ وأندلس وشام.. (محمود درويش)ليلة حزينة لم يغمض فى سوادها جفن حتى الصباح، بيروت ثكلى، بيروت باكيةً.. تنتحب.

وطُفْت بالهاتف أبحث عن الأصدقاء، وكلى خشية أن أفقد عزيزًا منهم فى (الانفجار الهيروشيمى)، الذى نُكبت به (الصبوحة)، التى تستحم فى ضوء القمر، فصارت (المنكوبة) متشحة بالسواد.

مَن ذا الذى يتقصد بيروت هكذا عقورًا يمسك بتلابيبها، مَن ذا الذى ينهش جسدها، ويخمش وجهها، ويستبيح حرمتها، ويُحيل صخب الحياة فيها مواتًا، بيروت تحمل سر الحياة، بيروت تمرض ولا تموت، بيروت دَلُّوعة العواصم العربية، الباسمة، الضاحكة، المُيمِّمة وجهها صوب البحر، تغتسل فى مياه «المتوسط» فى ضياء القمر بدرًا.

يا ويل بيروت من صنيع نفر ممسوس من أبنائها، يا حزن بيروت على صنيع مَن حُسبوا يومًا من أولادها، أولاد الحرام لا أستثنى منكم أحدًا، حرام عليكم ما تقترفونه خطايا فى حق بيروت الصابرة.

مَن لم يحط الرحال فى بيروت لم يحس بالألم وبات ليلته وليالى أُخَرَ محزونًا، ومَن لم يَجُلْ فى شوارعها ويأنس إلى أهلها لا يعرف قدر الحسرة التى بِتْنا عليها ونحن نرى بيروت تحترق مجددًا، وبحريق يجاوز فى لهيبه كل أهوال الحرب الأهلية، التى أثخنت بيروت بالجراح، التى لم تندمل حتى ساعته، مُخلِّفة مُحاصَصَة بغيضة كلفت لبنان الجريح الجلد والسقط.

نعم هناك أيادٍ قذرة فى الإناء اللبنانى، أيادٍ نجسة فخّخت جسد بيروت بالنترات، وأهل الحكم عنها غافلون، الكل يعلم ويتجاهل، ويعلم ويتعامى، ويعلم وينصرف إلى حال سبيله، تاركًا الجمل بما حمل لطغمة فاسدة أفسدت على اللبنانيين عيشهم، وأضَجَّت مضاجعهم، وكلّفتهم ما لا يطيقون من عذابات.

ويلكم، تبًا لكم، ماذا أنتم فاعلون؟! شباب لبنان مُعذَّب، شيوخه مُحيَّرون، نسوته محزونات، مَن ذا يختطف اللقمة من أفواه الصغار ويضن عليهم بكوب حليب، والخونة يشربون بثمن صفقاتهم القذرة لبنًا ساخنًا، ويختانون وطنهم فى فراش العدو، يختانون بيروت فى المضاجع الفارسية والصهيونية، واأسفااااه، ومن جلدتها سفراء لغيرها.

فلا نامت أعين الجبناء، ما تحتاجه بيروت ليس نفرة الأشقاء والأصدقاء لنجدتها، ما تحتاجه بيروت نفرة أهلها لإنقاذها من وهاد احتراب أهلى تترى فيه، وينسحب على لبنان قول طيب الذكر، الخال عبدالرحمن الأبنودى: «العدو دلوقت بقى جوه البلد»، فى المرفأ (الميناء)، العدو يتربص بكم الدوائر.

مُرْهَقة أنتِ.. وخائفة.. وطويل جدًا مشواركِ، ما تحتاجه لبنان هو اصطفاف وطنى، استجابة لأذان الوطن، والإجابة مستوجبة، والنداء مسموع، وأَقِيمُوا الصُّفُوفَ وَحَاذُوا بَينَ المنَاكِب، وسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينُوا بِأَيْدِى إِخْوَانِكُمْ، وَلا تَذَرُوا فرُجَاتٍ للشيْطانِ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ بيروتُ من تَعَبٍ ومن ذَهَبٍ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 09:43 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
  مصر اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt