توقيت القاهرة المحلي 06:15:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيم مصر الاجتماعية المستقبلية

  مصر اليوم -

قيم مصر الاجتماعية المستقبلية

بقلم : أمينة خيري

 جميل جدًا أن يجد الكاتب صدى لدى من يقرأ، سواء فى كلمات إعجاب وموافقة أو انتقاد وطرح رؤى مغايرة. فهذا هو الغرض من الكتابة وتحريك الأفكار والمساهمة فى تعديل مسارات المجتمع نحو الغد وبعد غد. ورائع جدًا أن يتلقى الكاتب ردودًا حقيقية من جهات مسؤولة عن أو مساهمة فى ظواهر أو مشكلات أو تنمية وعى أو ما شابه. وهذا يعكس فهمًا عميقًا للمسؤولية بالإضافة إلى القبول بجوانب تتعلق بالمساءلة والمحاسبة التى كثيرًا ما يكتنفها الغموض أو تتداخل معها ثقافة «المسؤول لا يُخطئ طالما هو فى السلطة». وأشكر وزارة الأوقاف كثيرًا، ليس فقط على موقفها فى مقاومة الرجعية والتشدد وعدم الانصياع للضغوط متعددة المصادر للإبقاء على الرجعية والتشدد، ولكن على الاستجابة السريعة للعديد من الشكاوى. استجابة سريعة أخرى تلقيتها من الصرح العظيم الذى أعتبره ضمن آمال مصر فى الخلاص والنجاة من تردى الوعى ووهن المنظومة القيمية والأخلاقية التى يعتقد البعض أن التدين المظهرى يحل محلها ويقوم بدورها، ألا وهو «المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية»، ممثلًا فى الدكتور محمد عبدالمنعم شلبى.

قبل أيام كتبت تحت عنوان «رؤية استشرافية لله» عن حاجتنا الماسة لوضع رؤية واقعية لمستقبلنا، وعدم الاكتفاء بالغرق فى الماضى المستنفد كل ما لدينا من طاقة ووقت، ظنًا منا أنه يكفى لنضمن آخرتنا وكأن دنيانا عدونا اللدود. أخبرنى الدكتور محمد أن المركز وضع بالفعل رؤية استشرافية علمية للمجتمع تحت عنوان «استشرافات النخبة المثقفة لمستقبل أنساق القيم الاجتماعية فى مصر». محتوى هذه الدراسة كفيل بفهم ما نحن فيه من أزمات فكرية وثقافية حقيقية تجعل من إعادة بناء الوعى مسألة حياة أو موت، مع العلم أن الحياة لا تستوى فقط بإبقاء البطون مملوءة. الدراسة ترصد الأنساق القيمية فى مصر بين التقليد والحداثة وتقاطعاتها مع الفئات والشرائح الاجتماعية الطبقية المختلفة، بالإضافة للتغيرات الكبرى التى طرأت على البنية الطبقية فى مصر. وهذا رصد وثيق الصلة بالنسق القيمى الاقتصادى ودور الدولة التنموى أيضًا، بالإضافة للنسق القيمى السياسى، وفى القلب منه مفهوم الإسلام السياسى الذى قد يكون رحل بمفهوم الجماعات، لكنه متغلغل فى صميم بناء المجتمع الثقافى بفعل عمل هذه الجماعات على الأرض على مدار عقود. خلصت الدراسة- التى سأكتب عنها كثيرًا- إلى مجموعة من العوامل الفاعلة فى التغير القيمى المستقبلى. وسائل التواصل الاجتماعى ستستمر فى دورها كمؤثر قوى فى العولمة الثقافية، وما يعنيه ذلك من مزيد من الانفصال بين الجيل الرقمى والأجيال الأكبر سنًا. نوعية التعليم وطبيعة البنية الطبقية والمكون الدينى ونوعية الخيار التنموى الذى تتبناه الدولة، أركان البناء المحددة للمستقبل ورؤية مصر الاستشرافية. «الاستعداد للمستقبل وعدم انتظاره كواقع» خير الكلمات لنهاية هذا المقال الذى يتبعه المزيد من الحديث عن مستقبل مصر القيمى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيم مصر الاجتماعية المستقبلية قيم مصر الاجتماعية المستقبلية



GMT 02:54 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

بلينكن يعظ!!

GMT 02:52 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

احتجاجات أمريكا ودلالاتها

GMT 02:50 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أن تُصلح الفساد بالأفكار

GMT 02:49 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هوامش في قمة البحرين: مجلس أم «مقنص»

GMT 02:46 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

الانهيار المخيف

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:44 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في "كان"
  مصر اليوم - نجمات عربيات تألقن على السجادة الحمراء في كان

GMT 00:31 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

أحمد حاتم يكشف كواليس انفصاله لأول مرة
  مصر اليوم - أحمد حاتم يكشف كواليس انفصاله لأول مرة

GMT 14:26 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 00:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

الكويت يتأهل إلى نهائي كأس ولي العهد بهدف قاتل على النصر

GMT 21:03 2018 السبت ,06 كانون الثاني / يناير

أياكس أمستردام يضم مدافع منتخب الأرجنتين

GMT 12:23 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

"جبل الصايرة البيضاء" موقع سياحي مهجور رغم إمكاناته الكبيرة

GMT 11:51 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

طوارئ في مطار القاهرة استعدادًا للتفتيش الأمنى الأميركي

GMT 19:40 2015 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث أشجار الأمازون ونصف أنواعها مهددة بالإندثار

GMT 19:50 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

يرقة الفراشة اليابانية تتحول إلى براز لتحمي نفسها من الطيور

GMT 04:24 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

دعاء اليوم الرابع عشر من رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon