توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا

  مصر اليوم -

سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا

بقلم : أمينة خيري

ألم يحن الوقت لتبرئة ساحة أبناء الطبقة المتوسطة؟! ألم يصل المجتمع بعد لدرجة من الوعى تتيح له إلقاء مسؤولية الفقر المدقع على أفراد وجهات أخرى غير أولئك الذين اجتهدوا وحفروا فى الصخر ليعيشوا حياة أقرب ما تكون إلى الآدمية؟! ألن تعود الصحافة إلى رشدها وتتوقف عن تحميل من اتخذ قرار الاكتفاء بطفل أو طفلين مسؤولية مَن قرر أن يطلق العنان لماسورة الإنجاب دون ضابط أو رابط؟! ألا يجدر بنا أن نجد نقاط إثارة ومراكز سخونة تصنع الترند وتحقق «الأعلى مشاهدة» دون أن تحاسب أبناء الطبقة الوسطى على المشاريب وحدها؟! من الأجدر بتحمل المشهد المأساوى لـ«سيدة الترمس» التى ستتحول فى غضون أيام إلى «سيدة الكشك» وربما تكتسب كذلك صفة «سيدة الشقة» و«سيدة السوبرماركت»؟ هل هو المواطن الذى اشترى سيارة بضمان راتبه؟ هل هى الدولة التى تسد ثقب توفير القمح وتدبر احتياجات المحروقات لتفاجأ بماسورة العيال المنفجرة على مدار الساعة؟ هل هو زوجها الشاب الذى يصغرها بما يزيد على عشر سنوات وتسمح له صحته بالعمل بدلًا من أن تجلس زوجته ذات الـ63 عامًا بقرطاس ترمس تحت زخات المطر؟، وللعلم، فإن الزوج قال فى حديث صحفى إنه لو كان قد رأى مَن صوّر زوجته لضربه، وذلك بعد ما امتلأ الأثير العنكبوتى بالانتقادات له لأنه ترك زوجته المسنّة فى هذه الظروف؟ ألم يحن الوقت لنلجأ لبعض المنطق بدلًا من الدق على أوتار أن كل مقتدر شرير بالضرورة، وكل فقير مظلوم بالفطرة؟!.. السايس الذى يفرض إتاوة نظير توقيف السيارة فى الشارع ويعتبر صاحبها ظالمًا مفتريًا لأنه يستخسر عشرة أو 20 جنيهًا رغم أنه «يركب سيارة»، والمتسول الذى يدعو عليك جهرًا لو رفضت إعطاءه بضعة جنيهات ليطعم أبناءه السبعة، والكنّاس التابع للمحافظة الذى يتخذ من مهنته وسيلة للتسول ولا يجد حرجًا من أن يقول لك بالفم المليان إنه قبل بشغلانة الكناس لا ليكنس الشارع ولكن لمميزاتها الجانبية حيث يتصدق عليه البعض ولاسيما حين يحكى لهم عن أبنائه الستة.. وغيرهم الكثير هم ضحايا تُرِكوا ليحلوا معضلة ضيق ذات اليد بقطع اليد ومد الأخرى للتسول، مع تحميل المقتدرين مسؤولية ما هم فيه من فقر. توريث الفقر الدائرة رحاياها حيث عجلة الإنجاب تكون العجلة الوحيدة فى الوطن التى تدور دون هوادة مازالت تمضى قدمًا.. وإجبار كل من نجا بنفسه من خط الفقر على تحمل مسؤولية من يقبعون عليه وتحته لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. التعاطف والتكافل ضروريان.. ولكن على من يقرر الخروج من الفقر بمزيد من الإغراق فيه أن يتحمل مسؤولية نفسه. كما حان وقت تدخل الدولة بالتوعية الجادة وقوانين تمنع الدعم والتعليم المجانى بعد الطفل الثانى وتوجيه الضمان الاجتماعى لمن يستحقه وليس لمن يستلبه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا سيدة «الترمس» سابقًا «الشقة» حاليًا



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية

GMT 01:29 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

"واشنطن" تدعو "فيسبوك" و"تويتر" لتعليق حسابات قادة إيران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon