توقيت القاهرة المحلي 01:25:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى

  مصر اليوم -

وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى

بقلم : أمينة خيري

كلما قرأت مقالاً أو تدوينة أو تغريدة تحوى تنديداً أو تعليقاً على العنصرية البغيضة فى الولايات المتحدة الأمريكية ضد السود، وكيف أن هذا المجتمع الذى يبدو متحضراً من الخارج لكنه يعانى فى الداخل أبغض التصنيفات البشرية بناء على اللون والعرق، وكيف أن أقوى دولة فى العالم وأكثرها تأثيراً ترزح تحت ظلم وقهر وبغض، وكيف أن الدولة التى تقدم نفسها باعتبارها أيقونة الديمقراطية ورمز الحرية ونبراس الإنسانية تستحل قتل مواطنيها الأبرياء الذين يفترض أن يتمتعوا بكامل حقوق المواطنة وواجباتها بسبب اللون، تسيطر على عبارة «وأنت الشهادة لله يا كمال تتحب». هذه العبارة العبقرية الساخرة من مسرحية «العيال كبرت» هى عنوان أغلب البكائيات والتنديدات التى تملأ صفحات الصحف والمواقع وأثير مواقع التواصل الاجتماعى، والتى يهيمن على أغلبها صوت رفرفة الأجنحة الملائكية التى لا نسمع لها رفرفة ولا نلمح لها أثرا حين يتعرض مواطن أو مواطنة لا يلتزم بمقاييس الأيزو الشعبية التى حددها الشارع لقهر أو ظلم أو تحرش أو تنمر.

ولا يمتلئ أثير مواقع التواصل حيث قاعات التحليل والتنظير والإفتاء المنصوبة على مدار ساعات اليوم الـ14 طيلة أيام الأسبوع السبعة بما يفيد رفض العنصرية ونبذ التفرقة وإعلان التضامن مع الضحايا لا سيما لو كانوا مختلفين عن الغالبية. خذ عندك مثلاً جرائم حرق الكنائس فى أعقاب الإسقاط الشعبى لحكم الإخوان ورد فعل البعض الذى التزم الصمت ولم يملأ الدنيا ضجيجاً عن حق الجميع فى العبادة، وخذ عندك مثلاً التذمر والتململ واللذين قد يصلا إلى الاعتراض العلنى على إبراز رموز للتدين غير ذلك الذى تدين به الغالبية، والمسألة لا تقتصر عند حدود الدين- ونحن نعلم ما ضرب التدين المصرى من هسهس غارق فى المظاهر ووساوس تهيئ للبعض فوقيته وأفضليته لمجرد أن خانة الديانة فى البطاقة تشير إلى أنه مسلم- ولكنه يمتد إلى النساء، وما أدراك ما لحق بنساء وفتيات مصر على مدار نصف القرن الماضى، ولن أبالغ لو قلت إن نساء مصر يخضعن لحالة تحرش مستمر منذ عقود (هى النصف القرن المتزامن وبزوغ شمس التدين المستجد). والتحرش المقصود ليس فقط تحرشات الشارع من لمسات ونظرات وتعليقات، لكنه تحرش منظم يتم عبر التدخل المستمر فى أدق تفاصيلهن الشخصية: ماذا ترتدى؟ وماذا تقول؟ وكيف تضحك؟ وماذا تفعل؟ وكيف تفرح؟ وكيف تتنفس؟ ومن «سماحتنا» المفرطة مع غير المنتمين لتدين الغالبية ودينها ومع النساء إلى ليننا ورفقنا مع أصحاب الأوزان الثقيلة والبشرة الداكنة وقصار القامة،

بل وأصحاب القدرات الخاصة وغيرهم الذين نمطرهم بتعليقات ثقيلة الظل وأفعال بغيضة على سبيل التفكه.. هذه السطور دعوة لأن ينظر «كمال» فى المرآة ويراجع أفعاله قبل أن يجلس ويضع «رِجلا على رِجل» ويفتينا فى عنصرية الغرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى وأنت الشهادة لله يا كمال متسامح أوى



GMT 09:14 2024 السبت ,04 أيار / مايو

أن تمتلك إرادتك

GMT 09:11 2024 السبت ,04 أيار / مايو

دعوة الوليّة

GMT 09:07 2024 السبت ,04 أيار / مايو

إذا شئنا حكومة مقبلة

GMT 07:51 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

«عيد القيامة» و«عيد العمال»... وشهادةُ حقّ

GMT 07:48 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

فقامت الدنيا ولاتزال

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:23 2024 الأحد ,05 أيار / مايو

طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء
  مصر اليوم - طرق سيئة للنوم قد تتسبب في الوفاة ببطء

GMT 23:13 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

القمر العملاق يزين سماء مصر في ليلة نصف رمضان

GMT 14:36 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 23:48 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

علي زين رجل مباراة مصر والدنمارك في ربع نهائي بطولة العالم

GMT 22:00 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

أسوان يدعم صفوفه بالسيد فريد وعمرو رضا قبل نهاية الميركاتو

GMT 10:08 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

منتخب مصر لليد يكشف تفاصيل إصابة أحمد الأحمر

GMT 07:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

أجنّة سمكة قرش منقرضة أكلت أشقائها في الرحم

GMT 04:22 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

موديلات جمبسوت خطوبة للعروس العصرية تعرفي عليها

GMT 06:59 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تتغير الظروف في الشهر الاول عما كانت عليه مؤخراً

GMT 09:34 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يسأل عن 8 ملايين دولار مستحقة لمصر لدى الكاف

GMT 01:44 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

"بسنت" يتصدر مؤشرات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon