توقيت القاهرة المحلي 14:58:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استدعاء روح 1952

  مصر اليوم -

استدعاء روح 1952

بقلم : أمينة خيري

فى الذكرى الـ68 لثورة يوليو 1952 نحن فى أمس الحاجة لاستدعاء روح الشعب فى ظل حكم الراحل جمال عبدالناصر. درسنا أسباب الثورة وأهدافها، وتابعنا- سواء بالحكى أو التوثيق أو المعايشة- أجواء ما بعد الثورة حتى وفاة الزعيم. أحداث وحوادث وعزة وكرامة وحرب وانكسار وإصرار على الاستمرار، وتحول كلى فى نمط الاقتصاد والملكية والطبقية، وزرع مفهوم جديد للتعليم وإتاحته للجميع ورفعة قيمة العمل وهيمنة الأمل المبنى على قدرات أبناء الوطن. اليوم لا يهم إن كنا من محبى الملكية أو رافعى راية الجمهورية. ولن يفرق إن كنا من ذوى الأملاك والأطيان أو كنا موظفين وعمالاً أو حتى عاطلين عن العمل. ولن يؤثر كثيراً إن كنا ناصريين أو ساداتيين أو مباركيين أو غير مكترثين بالسياسة وأهلها. لكن ما يهم أن نكون على يقين بأننا فى أمس الحاجة لاستدعاء روح شعبية كتلك التى كانت سائدة فى منتصف خمسينيات وستينيات القرن الماضى.

إنه الأمل المبنى على أرض الواقع، حيث لا أحلام خيالية بأن نستيقظ ذات صباح لنجد باب الشعرية بيفرلى هيلز، أو ميدان المطرية بلازا مايور. كان أملاً واقعياً لمعرفتنا أن البناء عملية صعبة، لكننا أهل لها. الأجواء الشعبية فى سنوات ناصر- لاسيما سنوات ما قبل يونيو 1967- اجتمعت على مصلحة شعب واحد. صحيح كان هناك خاسرون لأملاك أسرهم ومكانتهم الاجتماعية، لكن القاعدة العريضة من الشعب كانت على يقين بأن القادم أحلى وإن كان صعباً.

هذه القاعدة لم ترتكن على مبدأ «يه تشتغل كتير لما ممكن تشتغل قليل؟»، كما لم تُعلِ راية الأعمال الهامشية العشوائية ذات الدخل المرتفع نسبياً والتى لا مستقبل لها، والمعتمدة على الفهلوة والسمسرة وبيع الهواء المعلب. شهدت هذه السنوات إيمان القاعدة العريضة من المصريين بأن غداً أفضل وأنه سيكون من صنع أيديهم، لا بأموال المعونة أو أعمال السمسرة أو الدعاء على الأعداء والحسبنة على العوازل.

صحيح أن 68 عاماً تعنى حدوث تغيرات كبرى وتحولات لا حصر لها. تغيرت التركيبة السكانية والأحداث العالمية والسياسات الداخلية، وجرى ما جرى من أخطاء وإنجازات فى عهدى الراحلين السادات ومبارك. والأهم من ذلك أننا دخلنا بكل قوتنا عصر الثورة الرقمية، وبات الموبايل وما يحويه من معلومات صحيحة أو خاطئة، وأحلام قابلة للتحقق أو عصية عليه، وتفسيرات للأحداث معتمدة على الصدق أو التضليل، ووعود بالازدهار قائمة على حقائق أو خيالات فى يد الملايين.

وإذا أضفنا إلى ذلك التغيرات الاجتماعية والثقافية والنفسية الكبرى التى طرأت علينا، نقول إننا جميعا نحتاج استدعاء الروح الشعبية السائدة بعد ثورة يوليو، سواء كنا من أنصارها أو معارضيها. هذه الروح لا تعرف الفرق بين متدين جداً أو متدين نصف نصف، أو منظر فيسبوكى أو رافع شعار «اللهم هجرة». إنها روح مصرية خالصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استدعاء روح 1952 استدعاء روح 1952



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt