توقيت القاهرة المحلي 08:22:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خدمات المؤسسات الدينية

  مصر اليوم -

خدمات المؤسسات الدينية

بقلم : أمينة خيري

لو كنت مكان مؤسسة الأزهر الشريف، لأخضعت تعليقات مريدى عبدالله رشدى والمتحرشين بنساء وفتيات مصر باسم الدين على مواقع التواصل الاجتماعى لبحوث معمقة ودراسات موثقة. ولو كنت مكان دار الإفتاء، لتوقفت لحظات لأفكر فيما يرد إلىّ من أسئلة خاصة بتفاصيل الحياةم اليومية، وبعضها أقرب إلى الخيال غير العلمى، وأخضعتها لتحليل علمى حقيقى. ولو كنت مكان وزارة الأوقاف لأبحرت فيما يقال تحت المنبر، ما يعكس فكرًا غريبًا سائدًا.

فما يقدمه الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف هو فى نهاية المطاف خدمات. وحتى أرفع من مستوى الخدمة وأدخل تعديلات وتحديثات لما أقدمه، علىَّ أن أواكب السوق، بل أحاول أن أكون خطوة أو اثنتين قبله. وإذا أردت مزيدًا من التجويد والتحسين، فلن أكتفى بتفصيل خدماتى المقدمة على مقاس العميل، بل أبدأ حوارًا تفاعليًا معه ونقاشًا مستنيرًا مع أسرته، ومنها أرفع من مستوى متطلباته وأحيط نفسى علمًا بما هو مطلوب، مع تزويد مؤسساتى ومواردى وإمكاناتى بتدريب وتحديث حتى أرتقى بمستوى كلٍّ من الخدمة والعميل. لماذا؟ لأن الارتقاء بمستوى العميل سيرتقى حتمًا بمستوى خدماتى، وهلم جرا.

أما الاكتفاء بما كنت أقدمه لعملائى قبل خمسين أو سبعين أو ثمانين عامًا بحجة أن «العميل عايز كده»، أو على اعتبار أن ثقافة العميل تحجرت أو تجمدت أو تيبست، فإن هذا يعنى أن العالم من حولى أنا وعملائى سيتركنى وحدى لأنعم بالماضى وذكرياته. وتصور أننى أديت واجبى التحديثى لأنه أصبح لدىّ موقع إلكترونى، أو لأننى أرد على العملاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، أو لأننى أترجم خدماتى إلى اللغات الأجنبية.. فهذا تصور يجانبه الصواب. لماذا؟ لأننى غالبًا أقدم فى الموقع الإلكترونى نفس المادة التى كنت أقدمها شفاهة أو مكتوبة على ورق قبل عشرات السنين. وعلى الأرجح أرد على الأسئلة التى كانت تَرِد إلىّ وجهًا لوجه بالإجابات ذاتها التى كنت أعتمدها أيضًا قبل عقود.

العقد المبرم بين جموع المصريين ومؤسساتهم الدينية يشير إلى علاقة ندية، واستجابة فعلية لمتطلبات العصر، ومواكبة لكوكب نعيش عليه ولا يمكن الانفصال عنه تحت مسميات معسولة، مثل الخصوصية والتفرد والحماية، وغيرها.

تحديث المحتوى بناء على دراسات معمقة لما يجول فعليًا بين الناس- بمن فيهم من امتنعوا عن اللجوء لمؤسسات رسمية لأسباب معروفة حتى وإن نعتها البعض بنعوت الترهيب التكفيرى والتخويف الدينى- بات ضرورة قصوى. وتحديث المحتوى أهم من مواكبة الحداثة التقنية. بمعنى آخر، فإن مواكبة (ويفضل استباق) الزمن تستدعى معرفة مجريات هذا الزمن الفكرية والثقافية الفعلية.

وإذا كان شطط الخيال بتحديث وتنقيح الخطاب الدينى أوتوماتيكيًا عقب ثورة 30 يونيو قد أوقعنا فى معضلة انهيار سقف التوقعات وحدوث حالة من الإحباط لدى راغبى التنقيح، فربما يأتى التجديد من الداخل عبر المتابعة والتيقن بالحاجة الماسة لذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خدمات المؤسسات الدينية خدمات المؤسسات الدينية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 21:29 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد أن لا هدنة في السودان بوجود الدعم السريع

GMT 00:56 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الصومال يتهم اسرائيل بالسعي لاقامة قواعد عسكرية في الاقليم
  مصر اليوم - الصومال يتهم اسرائيل بالسعي لاقامة قواعد عسكرية في الاقليم

GMT 21:41 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يجري اتصالا مثمرا مع بوتين قبيل لقائه زيلينسكي
  مصر اليوم - ترامب يجري اتصالا مثمرا مع بوتين قبيل لقائه زيلينسكي

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt