توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلوا فى البيت

  مصر اليوم -

صلوا فى البيت

بقلم : أمينة خيري

الحمد لله، تم اتخاذ القرار الذى كان يجب أن يتم اتخاذه منذ بداية أزمة «كورونا». أخيراً وبعد طول مناهدة وعنف ومساجلة وكثير من السفسطة، تم اتخاذ قرار تعليق الصلوات فى داخل دور العبادة، فـ«كورونا» لا يفرق بين قاعة علم أو قاعة دين أو قاعة رياضة أو غيرها.

أكاد أشعر بقلوب تتسارع دقاتها جراء القرار. وأفهم تماماً سبب تسارعها، وإذا عُرف السبب، بطُل العجب. فقد أثبتت مجريات الأمور فى السنوات القليلة الماضية أن الهسْهس مازال ينفجر فى وجوهنا. مرة ننتخب من «وسيط الله على الأرض»، ومرة نمسك بتلابيب التدين المظهرى إمساكاً متعنتاً، ومرة نصرّ على الدعاء وتمنى الشفاء لمن يطابقوننا فى خانة الديانة، وغيرها كثير من أشكال الوسواس ومظاهر الهسْهس.

لكن هسْهس اعتبار من يطالب بعدم السماح للصلاة فى دور العبادة بأشكالها فى ظل وباء «كورونا» المتفشى بسرعة البرق إما جاهلًا أو عدوًا الدين أو متربصًا بالمتدينين فهو هسّهس من النوع الثقيل. لماذا؟ لأنه يجد ظهيراً شعبياً وكان يدعمه سكوت رسمى يجرنا نحو الهاوية.

هاوية تجمع العشرات - ولن أقول- فى دور عبادة مغلقة، فى الوقت الذى تم فيه تعطيل الدراسة، وتقليل أعداد الموظفين، وتوقيف الأنشطة الرياضية، وتحديد عمل ساعات المقاهى والمطاعم. أى منطق هذا الذى تستمر فيه الصلوات فى دور العبادة فى ظل فيروس كهذا؟

المنطق الوحيد – الذى هو فعلياً لا منطق – هو أن «كورونا لا يصيب مؤمن»، على غرار «النار لا تحرق مؤمن». والكارثة أن هذا الإصرار جاء من قواعد شعبية ربما ضربها تدين السبعينيات العابر للحدود المعتمد فى جانب كبير منه على تفسيرات ذات جذور ثقافية وسياسية لا تمت لنا بصلة، ودعمها مشهد إقامة الصلوات وبثها من داخل دور عبادة مغلقة. فهل يقف الكورونا على الباب خائفاً من أن يمس المصلين؟ وهل يسمع كورونا اسمه يتردد فى دعاء الإمام عليه فيرتدع ويتقهقر؟ وهل يرق قلب كورونا لدى معرفته بأن الإمام والمصلين بكوا تأثراً من شراسته وقسوته؟

فبينما الغالبية المطلقة كانت تثنى على إجراءات الدولة، وتصفق إعجاباً وتقديراً لما يتم اتخاذه من خطوات سريعة لكن مدروسة، وإجراءات حاسمة لكن واضعة مصلحة عموم المصريين فى المقدمة، أتى من يفسد كل ما سبق بإصرار عجيب غريب مريب على الصلاة فى مكان مغلق ملىء بالمصلين. لكن نحمد الله تعالى ونجله ونعزه على اتخاذ القرار السليم الحكيم الرزين، حنى وإن تأخر قليلاً، وإن كان التأخير فى هذه الأحوال يحمل الكثير من الخطورة.

ولو لم يكن القرار قد صدر أمس، لكان كل ما تم اتخاذه من إجراءات ممتازة على مدار الأسابيع القليلة الماضية قد ولّى وأدبر. إلغاء الصلوات فى دور العبادة بداية جيدة لرفع شعار «انتهى عصر أيدى الدولة المرتعشة»، صلوا فى البيت، وتقبل الله منا جميعاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلوا فى البيت صلوا فى البيت



GMT 13:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (51) الهند متحف الزمان والمكان

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حسابات المكسب

GMT 12:51 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

منير وشاكوش وحاجز الخصوصية!

GMT 12:47 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الضربة الإيرانية

GMT 06:18 2024 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

سفير القرآن!
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon