توقيت القاهرة المحلي 11:18:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإعلام والفضائح والالتزام

  مصر اليوم -

الإعلام والفضائح والالتزام

بقلم : أمينة خيري

وهمٌ كبيرٌ أن نضع العالم المثالى حيث الأخلاق الجمّة والمعرفة الكاملة والسلوكيات الرائعة نموذجاً يتحتم علينا بلوغه. ووهمٌ أكبر أن نسعى إلى صحافة وإعلام لا تشوبهما نميمة أو يعكر ملائكيتهما القيل والقال. لكن كل شىء بالمعقول. وفى أعتى منصات العالم الصحفية والإعلامية تطوراً وتقدماً ومهنية، هناك صحف وقنوات مخصصة للنميمة والقيل والقال وفضائح الفنانين والشخصيات العامة. لماذا؟ لأنها تبيع وتحقق الـ«ترافيك» ومن ثم الانتشار والربح.

لكن فى هذه البلاد البعيدة، البضاعة المطروحة متنوعة. وأقفاص الطماطم لا يختلط بها البطيخ أو الفسيخ. لماذا؟ لأنه معروف أن هذه المنصة الإعلامية رصينة وتلك نصف رصينة وهذه فضائيحة من ألفها إلى يائها. ربما تتناول المنصة الرصينة فضيحة الفنانة الفلانية، لكنه يكون على سبيل التحليل أو الربط السياسى أو ما شابه. ولأن هذه البلاد العجيبة تصالحت مع نفسها ومع الواقع، ولم تعد متشبثة بالكنيسة مراقباً على ما ظهر من أفعال وأقوال، ونبذت منظومة بيع صكوك الغفران، فإن من يرغب فى متابعة الفضائح يعرف طريقه، ومن يرغب فى النهج الرصين يعرف طريقه أيضاً. لذلك حين تطالعك أخبار وصور عارضات الأزياء والممثلات الشابات اللاتى خرقن قواعد كوفيد-19 وتوجهن إلى شواطئ دافئة واستعرضن أجسادهن الرشيقة، فإن الدنيا لا تنقلب رأساً على عقب، ويتحول المشهد إلى «خلطبيطة» من النوع المعتبر.

فيرفع الأستاذ المحامى قضايا ازدراء أخلاق وقيم وقواعد ودين عليهن جميعاً مطالباً بإعدامهن ويجول على برامج الـ«توك شو» صارخاً مدافعاً عن الفضيلة، وينوح المذيع الشهير فى برنامجه الليلى مطالباً بإخضاع ملابس العارضات والفنانات للبحث والتحليل لإضفاء صفة الحشمة عليها حفاظاً على الوطن والمواطنين، ويهرع المواطنون الشرفاء بالملايين لمشاهدة الصور قبل الحذف فيحتفظ بها البعض على هواتفه المحمولة لتداولها سراً بين الأصدقاء ويسارع البعض الآخر- بعد أن يملّى عينيه بصورهن- لوصمهن بالفسق والفجور ويلصق التهمة بالنظام السياسى الذى ابتعد عن الدين وحارب المتدينين. هناك فى هذه البلاد البعيدة تعدوا مرحلة «اللغوصة». وسلموا بأن من يبحث عن الرصانة سيجدها،

ومن يبحث عن الهلس سيجده. أما الهلس الوسطى الجميل الذى نحاول «التشعلق» بتلابيبه حيث جانب من إعلامنا يقدم نفسه على أنه رصين، لكنه عين فى الجنة وعين فى النار، فيقدم هلساً مشوباً بالحذر لضمان نصيبه من كعكة الـ«ترند» فيعرض الصور التى تشوبها شبهة تهمة الفسق والفجور ثم يهرع إلى إلحاقها ببضع كلمات عن الفضيلة والحشمة، وينصب الصحفى أو الإعلامى نفسه قاضياً وحاكماً، وربما يتحفنا بصورة فتيات مؤدبات ملتزمات ارتدين الفساتين نفسها مصحوبة بـ«بودى كارينا» ليلقننا درساً فى الصح والخطأ. ويظن الأخ أنه بذلك قد أمسك بالعصا من المنتصف، فـ«الترند» لم يفته، وفى الوقت نفسه أرضى الهسْهس الشعبى المنتشر المتأرجح بين الإغراق فى التحرش والإفراط فى التدين. وللأسف أنه بالفعل يرضى الكثيرين ويسعدهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام والفضائح والالتزام الإعلام والفضائح والالتزام



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 01:58 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الكهرباء

GMT 09:16 2022 الأربعاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

سيارات هيونداي ترفع النقاب عن نسختها الجديدة سانتافي 2023

GMT 10:23 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

Razer تعلن عن أحد أفضل الحواسب لمحبي الألعاب

GMT 09:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

ترتيب الدوري المصري 2021 بعد نهاية الجولة 23

GMT 10:37 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

تعرف على من هو أحمد مناع أمين مجلس النواب 2021

GMT 07:00 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

4 أمور يُستحبّ فعلها قبل صلاة عيد الفطر المبارك

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

علاء مرسي يكشف عن ملامح دوره في مُسلسل "الضاهر"

GMT 02:31 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

خاتم زواج الماس للمناسبات الخاصة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt