توقيت القاهرة المحلي 13:01:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آلام الصحافة

  مصر اليوم -

آلام الصحافة

بقلم : أمينة خيري

«هنا» طالبتى النجيبة فى كلية الإعلام، بإحدى الجامعات الخاصة، طلبت منى الإجابة عن عدد من الأسئلة التى أزاحت الغطاء من فوق صندوق الآلام: هل تحظى مهنة الصحافة بالاحترام فى مصر؟، هل تغير حجم هذا الاحترام فى السنوات الأخيرة؟ هل الصحافة المصرية مهددة؟، هل الكتاب الصحفيون المعروفون فى الصحف المصرية يصلون إلى قراء الجيل الحالى؟، ما رأى الكتاب الكبار فى الصحفيين الشباب وطلاب الإعلام؟، ما تقييمك للجيل الحالى وتوقعاتك المتسقبلية لهم؟

هذه الأسئلة وغيرها كانت كفيلة بتحريك ما لم أكن أود تحريكه. فوأد المخاوف أحيانًا يكون مطلوبا، وإقصاء القلق ربما يكون مرغوبًا بعض الوقت، وعدم مواجهة الواقع بكل تأكيد مصدر للراحة النفسية حتى وإن كانت وقتية.

ووقت دخولى مجال العمل الصحفى كانت مهنة الصحافة تحظى باحترام، فلنقل إلى حد كبير. لكنها، كشأن مهن أخرى كثيرة، من طب وهندسة ومحاسبة وغيرها، أصابها ما أصاب المجتمع المصرى من انقلاب لموازين الأمور وخلخلة لتفاصيل الحياة.

فمن كان مصنفا باعتباره «مهمًا» أو «محترمًا» أو يشغل مهنة تجعله مميزًا فى مجتمعه لأنه يعالج الألم أو يبنى المنشآت أو يكشف الحقائق ويحلل المعلومات لم يعد كذلك؛ لأن الأهمية والاحترام والتميز انتقلت لمن «هلّب تهليبة محترمة» فى أعقاب عصر الانفتاح.

وجانب منها انتقل لمن هاجروا إلى الخليج هجرة اقتصادية، وأصابت الصحافة- أو فلنقل بعضها- أمراض المجتمع ككل، حيث الانتهازية والمحسوبية والاتكالية وغيرها من الآفات التى نعلمها جميعًا، وننكرها أيضًا جميعًا. فنجد الأب والابن والابنة وابنة العم وابن الخال وابن عم زوج الأخت وابنة خال عم الأم وغيرهم انضموا لهيكل مهنة الصحافة التى يفترض أنها ضمن قائمة المهن المعتمدة على الموهبة والشغف أكثر من الكوسة والقرع. ثم جاءت الثورة المعلوماتية وعصر السماوات المفتوحة وزمن الرقمنة وصحافة المواطن وغيرها لتنقل دفة العمل الصحفى من غرفة الأخبار والتحقيقات والفيتشر والتحليل إلى شاشة الموبايل وصفحات الأصدقاء والصديقات والمؤثرين والمؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعى.

هذا الهجوم العنكبوتى المباغت والذى أصمَمْنا أمامه آذاننا وأغممنا عيوننا حتى لا نراه، وهو يأتى على أخضر الصحافة ويابسها تزامن وتحجر لتصل درجة الجمود إلى مناهج كليات الإعلام والصحافة، وتزامن التحجر مع تدنى الرواتب واختناق أفق العمل الصحفى. ورغم ذلك، تفتح كليات الإعلام أبوابها على مصاريعها لتخرج الآلاف من الأجيال الجديدة حاملين شهادات ومفتقدين روح العمل الصحفى، وهى الروح القابعة فى العناية المركزة منذ فترة. واليوم نجد مشهدًا صحفيا فى حال يرثى لها: أعداد بالآلاف المؤهلون منهم والموهوبون منقرضون. ومهنة معرضة لخطر الانقراض، سواء من حيث المحتوى أو الوسيلة. والأجواء ملبدة بغيوم الصوت الواحد والتوجه الواحد والمحتوى الواحد. أما المستقبل، فلا يعلمه إلا الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلام الصحافة آلام الصحافة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 01:52 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة
  مصر اليوم - منى واصف تكشف عن أمنيتها بعد الوفاة

GMT 06:56 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 14:29 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

مؤمن زكريا يتخلّف عن السفر مع بعثة الأهلي

GMT 05:35 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

شوبير يفجر مفاجأة حول انتقال رمضان صبحي إلى ليفربول

GMT 13:45 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

ماكينات الـ ATM التى تعمل بنظام ويندوز XP يمكن اختراقها بسهولة

GMT 02:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على سعر الدواجن في الأسواق المصرية الجمعة

GMT 17:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يصل السعودية لأداء مناسك العمرة

GMT 16:08 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف تابوت يحوي مومياء تنتمي للعصر اليوناني الروماني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon