توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«لا لا لاند».. «واتس آب» سابقًا

  مصر اليوم -

«لا لا لاند» «واتس آب» سابقًا

بقلم : أمينة خيري

أتمنى من كل قلبى أن تُتاح لى فرصة مقابلة السيدين بريان أكتون ويان كوم وجهًا لوجه. سأعرض عليهما ما قالته «مديحة» من أن «سميحة» لم تُلْقِ عليها السلام وهى داخلة العمارة، وأن لديها شهودًا على ذلك، هما «نفيسة»، زوجة البواب، وفضيلة رتيبة التى تقطن شقة أربعة فى الطابق الأول. وسأُطلعهما على الحلول المطروحة من قِبَل سكان الكومباوند، الذين نصب عليهم البنك المالك وتركهم دون بنية تحتية أو أعمدة إنارة فوقية أو عدادات مياه أو محولات كهرباء. سأقرأ عليهما مُعلَّقات «جمعة مباركة» وفضائل «سجدة الشكر» وأهمية إلقاء السلام كاملًا ما إن تدخل مكانًا لتسلم على الجن قبل الإنس. وسأُسمعهما الرسائل الصوتية المتبادلة بين أبناء وبنات دفعة 1985، بعدما اكتشف البعض أن البعض الآخر تسَلْفَن أو تأَخْوَن، حيث المُتسلْفِنين والمُتأَخْوِنين يرمون الآخرين بـ«معاداة الدين» و«محاربة الإسلام»، والآخرين ينعتونهم بـ«التخلف والرجعية».

ولن أبرح المكان قبل أن أتأكد أنهما تابعا حرب الملصقات حيث «رجب قد أتى وطاف، وشعبان فى الانتصاف، وبيننا وبين رمضان ليالٍ خفاف»، و«اللهم سلِّمنا لرمضان، وسلِّمه لنا، وتَسَلَّمه منا»، و«وداعًا رمضان، ليت العام كله رمضان، اللهم بلِّغنا رمضان، إننا حقًا نعشق رمضان». وبعدها سأُجبرهما على مشاهدة ما لا يقل عن 17 ألف مقطع فيديو عن الرجل الإسبانى، الذى كان يضحك فى الاستوديو، بينما المذيع يسأله عن عمره وعدد الأيام التى عمل فيها طوال حياته، ثم طوّره المصريون مرة ليبدو الحوار سخرية من محمد مرسى، ومرة من مبارك، ومرة من منتخب كرة القدم، ومرة من أسعار المحروقات، ومرة من فاتورة الكهرباء، إلخ.

لكن الأهم من كل ذلك أننى سأسألهما عن شعورهما إذا عرفا أنهما السبب فى العشرات من عمليات التناحر اليومية على توافه الأمور، والعراكات الدورية كلما حان موعد جمع أموال الصيانة، والحروب المستعرة على قيادة اتحاد الشاغلين أو مجلس الآباء أو صندوق إصلاح المصعد، والاحتقانات الملتهبة حول سبل حل مشكلات مصر والعالم العربى والكوكب على «جروبس الماميز» و«دفعة 94» و«ساكنى التسعين» و«قاطنى 6 أكتوبر» و«مستأجرى مدينة الشروق» والقائمة لا تنتهى.

وقبل نهاية اللقاء، سأُعْلمهما أن اختراعهما العبقرى المسمى «واتس آب»- الذى كان بديلًا لخدمة الرسائل النصية القصيرة- تحوّل إلى معارك حياتية طويلة، تسهم فى كشف الغطاء عما آلت إليه تركيبتنا النفسية وأولوياتنا الحياتية وتصوراتنا الخاطئة عن أنفسنا. ولأننى تربيت فى كنف نظرية المؤامرة، وأنتمى إلى ثقافة تحميل الآخرين كل فشل وإخفاق، فسأوجه إليهما كلمات بالغة القسوة والحدة، معتبرة إياهما مسؤولين عن تحوُّل مجموعات حل المشكلات أو الإعلام بالتطورات أو التواصل والاتصال على «واتس آب» إلى مجموعات تبشر بالدين الإسلامى، وتتناحر على قيادة صندوق إصلاح الأسانسير، وتدَّعى حلولًا خيالية لمشكلات واقعية، أهمها «لا لا لاند» التى بِتْنا نعيش فيها.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لا لا لاند» «واتس آب» سابقًا «لا لا لاند» «واتس آب» سابقًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon