توقيت القاهرة المحلي 13:17:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المواطن والدولار والثقة

  مصر اليوم -

المواطن والدولار والثقة

بقلم : أمينة خيري

المواطن الواعى يعرف أن كل شىء ليس على ما يرام. والمواطن غير المتعاطف مع مجموعات هنا أو جماعات هناك أو تجمعات الهبد التنظيرى والرزع التخيلى هنا وهناك يعلم أن الجزء الأكبر من صعوبة الأوضاع الاقتصادية يعود إلى أسباب عالمية وآثار وبائية لا ناقة لنا فيها أو جمل. لكن ناقتنا وجملنا الواقعين تحت سيطرتنا وإمرتنا عليهما مسؤولية كبرى فى مثل هذه الأيام الصعبة.صعوبة الأيام ليست فى التعامل مع آثار ما يجرى فى العالم من حروب أو احتقانات سياسية وتهديدات نووية وصراعات جيوبوليتكية بقدر ما هى صعوبة الرسائل التى ينبغى أن تصل إلى كل بيت مصرى. الرسائل المطلوبة ليست طمأنة وطبطبة.

هى مطلوبة طبعًا بقدر، ولكن الإفراط فيها لا يؤدى إلا إلى نتيجتين: إما الرحرحة واعتبار أن الظروف طبيعية والأحوال ميسرة، ومن ثم المطالبة بالمزيد من الدعم ومبادرات وبرامج التضامن وربما منحة ضخ عيل إضافى. ولم لا، وكل شىء عال العال؟!، أو تؤدى الطمأنة الزائدة إلى فقدان ثقة أكبر بين المواطن والحكومة، لا سيما فى ضوء تعدد مصادر الأخبار والتحليل، سواء على منصات الإعلام الدولى أو الـ«سوشيال ميديا» وما يحمله بعضها من سموم مدسوسة فى عسل المصداقية والشفافية.

كما أن الرسائل المرجوة فى هذه الأوقات الصعبة ليست رسائل ضبابية ملتبسة. بمعنى آخر القول بإن أحوالنا جيدة جدًا، لكنها صعبة جدًا، أو أن المواد الغذائية متوفرة فى حدود الأمان المطلوب، ولكن مطلوب الترشيد الشديد وغيرها من الرسائل المتضاربة هى أقوال «تودى فى داهية». لماذا؟، لأن المتلقى ليس غبيًا أو أحمق. والنتيجة ستكون غير مرجوة، حيث فقدان الثقة فى كل ما يقال، سواء كان حقيقة أو نسف حقيقة أو اجتهاد من موصل الرسائل.

وعلى سيرة الاجتهاد من قبل موصل الرسالة، أى ساعى بريد المعلومات والأخبار، ومع تواتر اجتهادات البعض فى تفسير وتعليل الأوضاع الاقتصادية، ووقوع الكثيرين فى فخ النوايا الحسنة الذى أرجح أن يكون نابعًا من الروح الوطنية الحماسية والرغبة العارمة التى تتحول أحيانًا لتكون مفرطة ومبالغًا فيها للدفاع عن الوطن والمواطنين.

فإن الأحاديث المتناقلة عن الدولار وحتمية الإسراع بالتوجه إلى البنوك قبل تاريخ كذا لـ«التخلص» من الدولارات فيه سموم وليس سمًا واحدًا فقط. فلو افترضنا أن الدولار سيصبح فى تاريخ معين هو وورق اللحمة (الذى لم يعد متوافرًا بالمناسبة) سواء، فعلى المختصين وعلماء الاقتصاد والموازنات والمسؤولين مسؤولية واضحة وصريحة فى الدولة أن يشرحوا مبررات توقعاتهم تلك بأسلوب بسيط دون تهويل أو تهوين.

أما إلقاء «معلومة» كتلك فى هواء الأثير أو أى هواء آخر والاكتفاء بها «ترند» والخبر الأكثر قراءة وتداولًا وتشاركًا فهو السم القاتل بعينه. وآثاره لن تتوقف عند حدود عدم تحوله إلى حقيقة، بل سيجنى الجميع ثمارها مزيدًا من فقدان الثقة بين المواطن ووطنه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المواطن والدولار والثقة المواطن والدولار والثقة



GMT 03:48 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

قلنا: تفكير.. قالوا: تحصين وتكفير

GMT 03:47 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

فتح ملف الصناعة (١) «القانون هو الحل»

GMT 03:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حسام حسن غلط فى دوري!!

GMT 03:36 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

د. أسامة السعيد.. هل يصبح خليفة سعيد سنبل؟!

GMT 03:25 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

«الجن» برىء من الحرائق

أجمل إطلالات الإعلامية الأنيقة ريا أبي راشد سفيرة دار "Bulgari" العريقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:30 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة إعداد ورق عنب مع كوسا وريش

GMT 08:40 2014 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

التونة والدجاج تساعدان في زيادة خصوبة الزوجين

GMT 08:42 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريم البارودي تبدو أنيقة في بدلة وردية اللون

GMT 05:38 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الدكتور محمود الموجي يُبيّن أسباب رائحة الفم الكريهة

GMT 20:55 2014 الخميس ,14 آب / أغسطس

استقرار اﻷوضاع اﻷمنية في شوارع الأقصر

GMT 05:44 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مربى التفاح بالقرفة

GMT 16:29 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شركة سكودا تطلق الجيل الجديد من موديل سوبيرب

GMT 11:12 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

حمو بيكا يدعم طفلة مريضة سرطان ويقدم لها هدية

GMT 16:42 2021 السبت ,12 حزيران / يونيو

فساتين صيفية بتصميمات مُريحة من وحي النجمات

GMT 17:36 2021 الإثنين ,24 أيار / مايو

تراتيل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon