توقيت القاهرة المحلي 04:23:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مفهوم «الدكر» والمجتمع المتدين

  مصر اليوم -

مفهوم «الدكر» والمجتمع المتدين

بقلم - أمينة خيري

«فاتن أمل حربى» عمل درامى مختلف. وكما أن «الاختيار 3» عمل درامى مختلف، حيث يمزج التمثيل بالتوثيق، فإن «فاتن أمل حربى» يخلط التمثيل بمآس حقيقية، يعلم كل مصرى ومصرية إنها حقيقة واقعة اسمها مفهوم «الدكر»- أو البعض منهم- عن الرجولة ودوره في الأسرة ومكونات المكانة التي يصنعها لنفسه إن كانت قائمة عن كونه «دكرا» فقط، أم أنها تقوم على أفعال وتصرفات وواجبات ومسؤوليات وأخلاق وسلوكيات. لكن «فاتن أمل حربى» لم يخلط فقط بين التمثيل والمآسى الحقيقية التي تعيشها نساء كثيرات بسبب «دكر» أخطأت رجولته الطريق، لكنه عكس مزجا وخلطا كبيرين في المجتمع. فمن يكره المؤلف إبراهيم عيسى هاجم المسلسل من بابه. ومن يعتبر المرأة كائنا تابعا عليه ابتلاع وهضم إساءات الزوج مهما كانت مسيئة أو مثيرة للقرف أو مدعاة للانتحار لأن «الست العاقلة تعمل كده»، فقد نصب نفسه مدافعا عن كيان الأسرة.

ومن يعتبر رجال الدين كائنات نورانية تتمتع بقدسية، فسيعتبر دور رجل الدين في المسلسل إهانة لا تجوز في مجتمع شديد «التدين». والإهانة في المطلق لا تجوز، لكن ما يجوز هو النقاش وتشجيع إعمال العقل المتعطل منذ 50 عاما. وحين يتعرض عمل درامى لشخصية رجل دين ويقدم ما آل إليه البعض منهم من تضييق على الناس في التفسير وانغلاق في الرؤية واحتكار للمعتقد أودت بنا إلى ما نحن عليه اليوم من من مجتمع عالق بين دولة مدنية يرفضها ودولة دينية يتعلق بتلابيبها، فهذا انتقاد، وليس إهانة أو سخرية. وربما يتناول العمل رجل الدين بقليل من الدعابة مثل أدوار لعبها الراحل العظيم عبدالمنعم إبراهيم مثلا لرجل دين، وهى الأدوار التي لم تهدم الدين أو تحمل عداءً للمتدينين أو تهين رجال الدين. وقتها لم يكن الهسهس قد ضربنا بعد، ولم يكن كثيرون قد نصبوا أنفسهم أعضاء مزمنين في هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. أخشى أن تتكرر محاولات إضفاء هالة من القدسية على رجال الدين، كما فعلنا خلال النصف قرن الماضى، وهو ما نجم عنه تقديس لتفسيراتهم وفتاواهم التي ساهم الكثير منها في إدخالنا في نفق التطرف شديد الإظلام.

وتحول الأمر إلى درجة اعتبار مناقشة أفكارهم المتحكمة في عقول الملايين اليوم ضربا من المساس بالقرآن نفسه. غاية القول هو أن العمل الدرامى الذي يدعونا إلى مراجعة الأفكار بالتفكير والنقاش والبحث والقراءة هو عمل هادف. وإن تسبب عمل درامى، يدعو إلى تفكير أو مراجعة، في حالة من الغضب العارم أو الهبد الصارخ أو الرزع الدامى، فإن هذا يعنى أنه أثار حفيظة كل من يخشى من التفكير وإعمال العقل. نعم، إعمال العقل يرعب البعض. الدعوة إلى التفكير ليست تنمرا، بل تحريم التفكير تنمر بالعقل وصاحبه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفهوم «الدكر» والمجتمع المتدين مفهوم «الدكر» والمجتمع المتدين



GMT 06:36 2024 الخميس ,23 أيار / مايو

الهوس بالمرأة

GMT 02:40 2024 الأربعاء ,22 أيار / مايو

نظافة الشوارع وسلامتنا

GMT 02:59 2024 الأحد ,19 أيار / مايو

إياك والـ«شير»!

GMT 02:45 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

حنجورية المواقف وواقعها

GMT 01:59 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

سويعات رفح

الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 16:25 2024 الجمعة ,31 أيار / مايو

عُطل في خدمات "أخبار غوغل" في أنحاء العالم
  مصر اليوم - عُطل في خدمات أخبار غوغل في أنحاء العالم

GMT 23:49 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

مي عمر تؤكد استمتاعها بالعمل مع أحمد السقا

GMT 08:52 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

الفنان رامي عياش يتعرض لـ"خيانة" ويرد بـ"حِكمة"

GMT 07:46 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

حدائق منزلية صغيرة خارجية في ملكيات المشاهير

GMT 15:00 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

"مان سيتي" يعود لصدارة الدوري بعد "سداسية" تشيلسي

GMT 12:37 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

طريقة تحضير فطيرة بالليمون الحامض والشوكولاتة

GMT 22:38 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ يخطط لخطف نجم دورتموند

GMT 16:46 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخص خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في الجيزة

GMT 02:43 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين زفاف تُناسب شكل جسم العروس وتُظهر جمالها

GMT 00:45 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو دياب يصرح بأن تركي آل الشيخ "رمز" من رموز الثقافة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon