توقيت القاهرة المحلي 05:30:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فرصتنا الذهبية في «كوب 27»

  مصر اليوم -

فرصتنا الذهبية في «كوب 27»

بقلم - أمينة خيري

ما زالت أمامنا فرصة ذهبية لاستغلال الحدث الأممى الضخم «كوب 27» ليعود علينا بفوائد ومنافع كبرى تدوم لعقود وقرون.

«كوب 27» هو قمة المناخ التى يتطلع إليها العالم كله دون استثناء، والتى تستضيفها شرم الشيخ من 8 إلى 18 نوفمبر المقبل، وهو حدث لو تعلمون عظيم. وعلى الرغم من أن حديث المناخ والبيئة ودرجات الحرارة والأوزون والوقود الأحفورى والجفاف وغيرها ظل بعيداً عن بؤرة اهتمام ملايين الناس فى شتى أرجاء الأرض -لا سيما البقاع النامية أو الفقيرة لانشغالها بمشكلات الحياة اليومية من مأكل ومشرب ومسكن- فإن أحداث وحوادث وكوارث الأشهر القليلة الماضية كانت كفيلة بإيقاظ النائم وتنبيه الغافل.

حتى النائم والغافل والمتغافل سمع أو قرأ أو شاهد ما يجرى فى باكستان. فأن تغمر مياه الفيضانات ثلث مساحة دولة وتقتل ما يزيد على 1190 شخصاً بينهم نحو 400 طفل انزلقوا حرفياً من بين أيادى ذويهم وهم يحاولون جذبهم فوق مياه الأمطار الموسمية التى وصفها الخبراء بـ«المتوحشة»، وأن يلحق الضرر بـ33 مليون شخص فى بلد واحد، أى 15 بالمائة من سكان دولة قوامها 220 مليون نسمة بين يوم وليلة، فهذا يعنى أن وضع الكوكب المناخى والبيئى لم يعد يحتمل النوم أو الغفلة أو التغافل. بل لم يعد يحتمل الترحيل والتأجيل والتسويف تحت ضغوط توفير رغيف عيش اليوم وموتنى بكرة، كما يقول المثل الشائع.

فـ«الموت بكرة» لم يعد احتمالاً ضعيفاً يحلق فى آفاق بعيدة جداً، بل باتت ملامحه تتحقق أمامنا بين الوقت والآخر. لعلها علامات تحذيرية، وربما تكون أمارات تدفع البشرية إلى التحرك فعلياً وليس نظرياً.

ما جرى فى باكستان من فيضانات مدمرة، وما تعرضت له دول أوروبية مثل بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وألمانيا من موجات جفاف غير مسبوقة حولت اللون الأخضر الزاهى إلى أصفر كالح. «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» تتحدث عن تزايد احتمالات ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 1٫5 درجة مئوية بحلول عام 2026، وهذه كارثة. الأمر ليس مضحكاً حيث يتفكه البعض بأن الحل سيكون النزوح نحو قرى الساحل الشمالى، فالموضوع أكبر من ذلك وأفدح. مثل هذه الزيادة ستلحق أضراراً فادحة بكل الكائنات على ظهر الأرض. الطاقة المتجددة بديلاً عن غيرها لم تعد رفاهية أو صورة نلتقطها لأنفسنا بجوار سخان شمسى أو طاحونة هواء. والحقيقة أن من أفضل ما تم فى مصر خلال الأعوام الماضية ما حدث فى ملف الطاقة المتجددة.

تجدد الحديث فى مصرنا الحبيبة عن قضايا البيئة والمناخ فى مناسبة «كوب 27» لا ينبغى أبداً أن يمر مرور الاجتماعات المغلقة والتصريحات المغلفة فى سوليفان لا تفهمه الغالبية وإن فهمته شعرت أنه لا يعنيها فى شىء. الفرصة ما زالت متاحة للدق على أوتار المؤتمر المناخى الأهم فى العالم لنستفيد كمصريين منه بشكل مستدام.

وأكرر نداءاتى المستمرة للنظر فى بعض التصرفات اليومية العادية التى نقوم بها والتى لا تلفت انتباهنا أو نجدها جديرة بالمراجعة. ومنها على سبيل المثال لا الحصر فوضى الأكياس البلاستيكية فى محلات السوبر ماركت، التى تدور رحاها على مدار الساعة دون هوادة. الغالبية المطلقة من المتسوقين تضع مشترياتها فى الأكياس (المجانية) المتاحة بكثرة ووفرة عند «الكاشير». وفى حال وُجِد عامل للتعبئة، فإنه يبالغ فى عدد الأكياس المستخدمة ظناً منه أنه هكذا يسعد العميل.

واقعتان أحكيهما باستمرار عن الأكياس البلاستيكية التى نستهلك منها 12 مليار كيس سنوياً!! فى مخبز فى ميدان الجامع دخل رجل يحمل حقيبة قماش وطلب مخبوزات عدة، وحين فوجئ بالعامل يضع كل صنف فى كيس، ثم يضع الأكياس فى كيس أكبر، ويربط الكيس الأكبر بكيس صغير ليكون محكماً، نظر لها باستغراب وقال له: مش حرام عليك البلاستيك ده كله. أنا معايا شنطة قماش. ولن أسهب فى شرح كم الضحك والسخرية التى نالت الرجل من العاملين عقب خروجه. وفى مرة أخرى، وبينما كنت أتسوق فى سوبر ماركت شهير، طلبت من عامل التعبئة تقليص عدد الأكياس لأنى اشتريت حقيبة كبيرة تستخدم أكثر من مرة، فامتثل، فسعدت، ثم فوجئت به يدس حفنة ضخمة من الأكياس البلاستيكية الفارغة فى الحقيبة التى اشتريتها وقال لى: دى ببلاش!

«اللى ببلاش كتر منه» هذه حقيقة، وبكل تأكيد هذه ليست محاولة منى لنزع مجانية الأكياس البلاستيكية وإن كانت مطبقة فى دول عدة وبمبالغ رمزية تعادل القرش عندنا. ولكننا فعلياً لا يوجد لدينا قرش، كما أن المواطن لن يحتمل أى إضافات أخرى وكفاه ما هو فيه. لذلك، أعود إلى «كوب 27» وأدعو إلى توعية حقيقية وحوافز فعلية لتقليص استخدام الأكياس البلاستيكية، لعلها تكون بداية لتوعية بيئية تأخرنا فيها كثيراً. أعلم أن هناك قوانين صادرة فى هذا الشأن، لكن العبرة بالتطبيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرصتنا الذهبية في «كوب 27» فرصتنا الذهبية في «كوب 27»



GMT 18:49 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

جيل (z) الأمريكي.. أمل فلسطين

GMT 00:11 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

«عين الشؤم».. قصة قصيرة

GMT 00:25 2024 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

كله من المطاعيم!

GMT 13:12 2024 الأحد ,02 حزيران / يونيو

حديث الأمير الشامل المتفائل

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:01 2024 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود
  مصر اليوم - نصائح للحجاج لتجنب مشكلات صحية شائعة خلال الحشود

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها
  مصر اليوم - نشاط فنى مكثف لياسمين رئيس بعد زواجها

GMT 17:12 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

موديلات أحذية برّاقة لسهرات الصيف

GMT 04:42 2021 الأربعاء ,31 آذار/ مارس

طريقة عمل كيكة بسبوسة

GMT 05:44 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

كلب يستغل سيارات ري الحدائق لأخذ حمام بارد

GMT 16:19 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة المصري يعلن شروط تأجيل المباريات بسبب كورونا

GMT 11:09 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تعرف على مواعيد مباريات الدور الرئيسي في مونديال اليد

GMT 09:27 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

إيفرتون بدون تغييرات في مواجهة ليستر في الدوري الإنجليزي

GMT 07:07 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

باحثة توضّح فوائد "الضحك" وتأثيره على الجسم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon