توقيت القاهرة المحلي 12:45:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حساب الكلمات وموضع الخلل

  مصر اليوم -

حساب الكلمات وموضع الخلل

بقلم : أمينة خيري

ماذا يحدث حين يستمر السكوت على احتكار الدين، وتحويل البشر إلى قديسين، واعتناق ثقافة وتقديمها للبسطاء باعتبارها صميم العقيدة، والإغراق فى خرافات تمضى بالملايين نحو الهاوية؟، وماذا يحدث حين يتم اكتشاف موضع الخلل المتسبب فى تغييب الناس ومصدر الفيروس الآخذ فى الانتشار غير عابئ بلقاح أو علاج، ورغم ذلك يتم تركه يتغول ويتوغل فى العقل الجمعى؟.

يحدث ما نحن فيه الآن. وما نحن فيه الآن لا يقتصر على كلمة قالها فلان أو رأى عبر عنه علان، لكنه التوجه العام المهيمن على خطاب ثقافى من جهة، والسكوت المشوب بالمباركة على إحكام قبضة التحلل على القلوب مع الإبقاء على العقول فى وضعية التعطل. وسأكتفى فى هذا الصدد بمقاطع مما وصلنى من رسالة القارئ العزيز، الأستاذ فرج حنا.

«لست غاضبًا. ما يعترينى هو رثاء لمَن لا يُقيمون وزنًا للكلمات، التى لا تعكس ثقل عراقة مصر وتاريخها. تأملت فى كلمات الشيخ التى ذاعت أرجاء مصر. هناك جس منظم لنبض الشارع المصرى ورد فعل الدولة حتى نتقدم إلى الوراء. هل كانت كلمات الشيخ ردًّا على سؤال؟، تفسيرًا لمعنى؟، هل هذه تعكس السماحة التى طالب بها الرئيس السيسى، والتى يطالب بها دائمًا؟.

هل يتساوى غث الكلمات مع سمينها فى دولة يجتهد رئيسها ليلًا نهارًا للنهوض بها؟، هل نُقيم وزنًا حقًّا لحضارتنا وعمرها آلاف الأعوام ونراعى الأخوة فى وطن يحتفى بتماثيل ملوك القدماء وآثارهم فى متاحف عظيمة تحكى مسيرة أجدادنا جميعًا؟، هل يرسل البعض رسائل إلى الرئيس مفادها أن السماحة لا مكان لها؟، هل خلَت مصر من مشاكل التعليم والصحة والإنتاج والاقتصاد لتكون كلمات غير محسوبة هى الشغل الشاغل؟، هل الديانات المختلفة هى مصدر مشاكل مصر من فقر وجهل ومرض وقذف القطارات بالطوب وتخريب المنشآت والعنف ضد المرأة والتحرش الذى يهدد السياحة رغم كل الجهود المبذولة؟.

هل مَن يطلقون الكلمات يتفكرون فيها قبل إطلاقها؟، هل يُولون الجهود التى تبذلها الدولة فى الفترة الحرجة التى يمر بها العالم نفس التفكير والاهتمام؟، هل مَن يطلق هذه الكلمات يشعر بما يمر به رجل الشارع من ضائقة اقتصادية، ويجد أن الوقت مناسب ليستثيره فى أمور أخرى من شأنها أن تشعل نيرانًا؟، هل يدرك أن غير المسلمين لهم أيضًا مشاعر؟، وهل قانون ازدراء الأديان يصب فى اتجاه واحد؟، وهل ما يُثار من كلمات تفيد سمعة مصر عالميًّا؟.

مصر تستحق نهضة مشابهة لتلك الحادثة فى البنية التحتية، ولكن لضمير الشيخ والشارع. هل نحتاج مصر منتعشة اقتصاديًّا فيها من السياحة والغذاء والطب والتكنولوجيا والبطولات الرياضية وما يستحق «نوبل» فى الآداب والعلوم والاقتصاد والفنون، أم نحتاج بطولات فى التحرش والتدمير الذاتى والاستقواء على الآخر؟. وأضم صوتى إلى صوت القارئ العزيز، وأسأل: ما مواصفات مصر التى نبتغيها؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حساب الكلمات وموضع الخلل حساب الكلمات وموضع الخلل



GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟

GMT 01:34 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

كيسنجر يطارد بلينكن

GMT 01:32 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

غزة وانتشار المظاهرات الطلابية في أميركا

GMT 01:29 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

من محمد الضيف لخليل الحيّة
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 10:05 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الثروة الحقيقية تكمن في العقول

GMT 13:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

أفكار بسيطة لتصميمات تراس تزيد مساحة منزلك

GMT 00:00 2019 الأحد ,17 شباط / فبراير

مدرب الوليد يُحذِّر من التركيز على ميسي فقط

GMT 12:26 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

تدريبات بسيطة تساعدك على تنشيط ذاكرتك وحمايتها

GMT 20:58 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

مؤشر بورصة تونس يغلق التعاملات على تراجع

GMT 16:54 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

"اتحاد الكرة" يعتمد لائحة شئون اللاعبين الجديدة الثلاثاء

GMT 15:16 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة "الكهرباء" تستعرض خطط التطوير في صعيد مصر

GMT 19:26 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمن الجيزة يكشف عن تفاصيل ذبح شاب داخل شقته في منطقة إمبابة

GMT 22:47 2018 الجمعة ,31 آب / أغسطس

أمير شاهين يكشف عن الحب الوحيد في حياته

GMT 00:49 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

أيتن عامر تنشر مجموعة صور من كواليس " بيكيا"

GMT 04:18 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

اندلاع حريق هائل في نادي "كهرباء طلخا"

GMT 22:56 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

فريق المقاصة يعلن التعاقد مع هداف الأسيوطي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon