توقيت القاهرة المحلي 12:38:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سيناريو الحرب الأهلية الأمريكية على الشاشة

  مصر اليوم -

سيناريو الحرب الأهلية الأمريكية على الشاشة

بقلم : مي عزام

الخيال يسبق الواقع، حقيقة نشعر بها ونلمسها وتتأكد كل يوم، ويكفينا الهاتف الذكى الذى أصبح رفيقنا فى الحياة، وقد يسبق تعلق البعض به علاقته بشريك حياته وأولاده، بسبب تطبيقات التواصل الاجتماعى، التى أصبحت الأداة الأكثر تأثيرا وخطورة فى القرن الـ21. شعب «الفيس بوك» يصل تعداده لثلث سكان العالم، دون الصين التى تحظر التطبيق الأشهر، حكام «الفيس بوك» يراقبون رعاياهم ليل نهار، ويعرفون عن سلوكهم وردود أفعالهم ورغباتهم الخفية ما لا يعرفه الأقربون ويستخدمون ذلك ليجنوا المليارات من شركات الدعاية والإعلان، وكذلك المؤسسات التى تسعى لتوجيه الرأى العام فى دولة بعينها لأسباب سياسية أو للترويج لمفاهيم وقيم حول العالم تتوافق مع أهداف ملاك هذه المؤسسات.

(2)

الفيلم الوثائقى «المعضلة الاجتماعية» «ذا سوشيال دايلما»، إنتاج نتفليكس 2020، يحذر فيه عدد من الذين شاركوا فى إدارة أشهر مواقع التواصل الاجتماعى من خطورة هذه المواقع، وحسب شهادتهم فهى تؤدى إلى الاستقطاب المجتمعى نتيجة ترويج أكاذيب وشائعات وخطاب الكراهية والعنصرية، الذى يضمن رواج الإعلانات، ويتسبب فى زعزعة استقرار المجتمعات وانقسامها إلى مجموعات متباينة مغلقة، وأكثر ما يرعب هؤلاء المتخصصين أن هذه الحالة قد تؤدى إلى حروب أهلية.

(3)

«ترامب» أول رئيس أمريكى لا يعتمد على وسائل الإعلام التقليدية، بل يتهمها بترويج الأخبار الكاذبة، ويعتمد كليًا على حسابه على «تويتر» فهو المنصة الإعلامية الأولى له، والتى يروج من خلالها لنفسه وسياساته الداخلية والخارجية، حتى أن هناك من تبنى فى الكونجرس مشروع قانون لتوثيق تويتات «ترامب» واعتبارها جزءًا من خطابات الرئيس الرسمية، ويجب محاسبته عليها. كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية زادت سخونة الأحداث، وارتفعت حدة التراشق الإعلامى بين المتنافسين الجمهورى «ترامب» والديمقراطى «بايدن»، لكن للمرة الأولى يتحدث كاتب مثل توماس فريدمان، وكذلك عدد من الصحف الكبرى الأمريكية والعالمية، عن مخاوف حول إمكانية حدوث حرب أهلية أمريكية فى حال فوز «بايدن»، بعد أن صدر من «ترامب» ما يؤكد تمسكه بالحكم وعزمه على عدم التنازل عن السلطة سلميًا حال خسارته، لأنه يعتبر أن خسارته ستكون نتيجة تزوير!!، ويزيد الطين بلة ما يُنشر عن أن أتباعه المخلصين، ومعظمهم من البيض العنصريين قليلى الثقافة، يتوسعون فى شراء السلاح.

(4)

تابعت على مدار سنوات المسلسل الأمريكى الشهير «الوطن» (هوم لاند)، الموسم السادس منه أذيع عام 2017 (2011- 2020)،

بعد فوز «ترامب»، ويدور حول الرئيسة «إليزابيث كين» التى كان شعارها الانتخابى نفس شعار ترامب «أمريكا أولا»، وكان من ضمن وعودها الانتخابية عودة الجيش الأمريكى وعدم الانخراط فى حروب خارجية وتقليص دور «سى آى أيه» وميزانيتها، وهو ما أدى إلى غضب جنرالات الجيش، الذين تعاملت معهم بخفة، وكذلك عدد من قيادات المخابرات، وتآمر الاثنان عليها وخططوا لاغتيالها، لكنها نجت من الاغتيال لتبدأ عملية انتقام واسعة، بعيدة عن العقل والمنطق وحسن الإدارة، لإقصاء كل منافسيها ومنتقديها، ما أدى لحالة احتقان فى الشارع الأمريكى ساهمت فيها وسائل الإعلام التى انقلبت عليها، وفى نفس الوقت كانت هناك مجموعة مخابراتية روسية تعمل على الأراضى الأمريكية هدفها التأثير على الرأى العام من خلال «السوشيال ميديا» وتنفيذ اغتيالات وخلق فتن ومؤامرات ولصق التهم بالرئيسة «كين» حتى وصل الأمر لصدامات مسلحة بين قوات الأمن والمواطنين وسقط عشرات القتلى وتمت أعمال تخريب واسعة، واقترب الأمر من حرب أهلية محدودة. ونجح الكونجرس فى عزل الرئيسة وتولى نائبها مهام الحكم، لكن ظهرت براءتها بعد كشف دور المخابرات الروسية وأدت اليمين الدستورية للمرة الثانية، ولكن هذه المرة شعرت أن واجبها تجاه وطنها التنحى عن منصبها، لأنها فقدت مصداقيتها عند شريحة كبيرة من الشعب الأمريكى، وهذا سيزعزع الاستقرار، وسلمت السلطة لنائبها، اختارت الرئيسة «كين» أمريكا وتنازلت عن مجدها الشخصى.

هل كان كاتب السيناريو يتوقع تعرض بلاده لاستقطاب حاد وعدم استقرار خلال فترة رئاسة ترامب بسبب شخصيته النرجسية؟ وهل كان يقدم لترامب النصح ضمنيًا بعرض سيناريو لما قد يحدث؟ إبراز المسلسل شعار «أمريكا أولا» رسالة مفادها: الأشخاص زائلون والباقى هو الوطن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيناريو الحرب الأهلية الأمريكية على الشاشة سيناريو الحرب الأهلية الأمريكية على الشاشة



GMT 09:47 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

مواسمُ الأعياد.. والقلوبُ الحلوة

GMT 09:43 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

بورصة التغيير!

GMT 09:40 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

فنى ثم فنى ثم بيتى!!

GMT 09:38 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

القبطى الوحيد

GMT 09:35 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

صناعة البديل

الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - نتنياهو يجدد رفض مقترح الهدنة ويتمسك بعملية رفح

GMT 17:22 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

اتحاد الكرة يرفض دفع مستحقات فتح الله المتأخرة

GMT 06:38 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

انجي المقدم تكشف أحداث دورها في مسلسل "سقوط حر"

GMT 09:27 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

تونس تسترد قطعا أثرية نقدية من النرويج

GMT 01:00 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

441 مليون دولار صادرات بترولية مصرية مطلع 2021

GMT 04:02 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

أبرز إطلالات شتوية رائعة من وحي هايلي بيبر

GMT 22:11 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل الرواني باحترافية

GMT 19:43 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس الإيطالي يقترب من أولى صفقاته الشتوية

GMT 08:56 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

أوزيل يقترب من الانضمام لـ دي سي يونايتد الأمريكي

GMT 15:47 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

حقيقة ظهور حالات إنفلونزا الطيور في محافظات مصر

GMT 06:57 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تشير الأوضاع الفلكية الى انشغالات عديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon