توقيت القاهرة المحلي 08:47:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

طلال سلمان.. كم أنت حاضر فى غيابك!

  مصر اليوم -

طلال سلمان كم أنت حاضر فى غيابك

بقلم - خولة مطر

وقلبك يعصره وجع الفقدان.. اكتبى. وهمك يصبح أكبر من حجم تلك الغيمة البعيدة فى جحيم صيف 2023.. اكتبى. وأنت تمسكين بيده وهو ممدد فوق سرير ليس سريره فى غرفة العناية الفائقة.. اكتبى. والصور تتداعى بل تعود لها الحياة بقدرة قادر من صنعاء إلى القاهرة مرورا ببيروت.. اكتبى. وهو مستلقٍ هناك على سرير بارد جدا وأنت تعلمين أنه يكره البرودة أو اللالون أو رائحة.. اكتبى. وصوت صديقى العابر للحزن والوجع يبدو أكثر قربا من كثيرين هنا ليردد هو أكثر حياة.. اكتبى. وصور كثيرة من هنا وهناك وآخرها معا بعد انفجار بيروت فى مكتبه وهو يعلمنى فن الحياة دون أن يلقنها.. اكتبى. وأنت تتلقين الخبر المتوقع فى رسالة قصيرة وشديدة الحيادية «البقية فى حياتك».. اكتبى. وأنت تعلمين أن فى موته وحياته حضورا.. اكتبى. وهو فى موته الحى فى زمن الأموات ــ الأحياء المتجولين بين الأسطر.. اكتبى.
• • •
كنتِ بحاجة إلى الوقت كعادتك فى التعامل مع الوجع الكبير والفرح الكبير أيضا.. بعض الوقت أو كثيره.. ولكن لا وقت وأنت تريدين كما وقفتِ عند حافة سريره الأبيض كقلبه تناديه لأن يعود ويستفيق ويفتح عينيه وتعيدان معا تلك الحوارات المفعمة بالأمل حتى عندما كانت السماء تمطر ماء بلون الليل.
• • •
من أين له بكل هذه القدرة على الابتسامة بل الضحك فى الأوقات العصيبة وهو يواجه وحيدا رياحا وعواصف؟ هو الذى عرف بل تصادق مع الموت مرارا، ألم تطارده أشباحهم وقنابلهم ومفخخاتهم حتى بقى على وجهه بعض من آثار؟ كيف يقوم المرء من الموت بحثا عن الحياة لأن على «هذه الأرض ما يستحق الحياة؟».. هو الذى ضحك كثيرا وأنت تحدثينه عن جراح مع بعد الانفجار ويروح ليقارن الندب على وجهه ووجهك.
• • •
لا أعرف كيف أطرز له كلمات وهو غائب لأقول الكثير الذى ربما قلته فى ذلك اللقاء ولقاءات أخرى قبلها وبعدها، أو لم أقله فقط لأنه لا متسع عنده هو المهموم بنا وبهم وبكل الذين كتمت أصواتهم أو غيبت.. هو صوتهم وصوتنا من لبنان إلى الوطن العربى.. هو الذى احتضن الصحفيين المبتدئين منا كما قضايانا الصغيرة فى مقابل وطنه الذى كانت المفخخات فيها أكثر من علب الأدوية.
• • •
أكتب وهو الذى علمنى فن تطريز الحرف وتلحين الكلمة.. هو الآن غائب؟ ربما، إلا أن حضوره منذ خبر رحيله باهر بل طاغٍ على كثير من الحاضرين الغائبين.. كيف لا والرسائل تأتى تباعا تتساقط من أشجار كثيرة من مدن وقرى بعيدة عن الوطن العربى الذى قال إن «السفير» هى جريدته فى لبنان وجريدة لبنان فيه.. ومن أصوات كثيرة أحبته لأن له شرف محاولة أن يكون صوتها الذى خنق بين كثير من الكونكريت والنفاق المتعفن فى رحم الأنظمة.
• • •
هو الذى خلق مدرسته الخاصة فى الحوار مع سياسيين تدربوا على المراوغة إلا من أسئلته وملاحظاته ونظراته الثاقبة التى لا تخيب ولم تخب أبدا فى فهم ما خلف الابتسامة والكلمات المنمقة والمديح الممجوج.
• • •
وعندما كتب الكثيرون وسريعا أيضا أى بعد سماع الخبر بلحظات، عدت لشكى فى نفسى الذى قال عنه هو يوم.. هو أستاذى ومعلمى وصديقى الأستاذ طلال سلمان، قال متى ستتوقفين عن هذه الهواجس أو تتعافين من مرض الوسواس القهرى لدى الصحفيين من تلامذته؟.. فيما يهمس فى الجلسات الهادئة برفقة الصحبة المحببة إلى قلبه بأنه هو الآخر يتوقف أحيانا عند تفصيل الحرف واللفظ ويراجع ثم يراجع وكثيرا ما يقول بعد قراءة المقالة على صفحات الجريدة مع قهوة الصباح «ربما كان أفضل أن أستخدم هذه الكلمة أو ذاك التعبير». الأستاذ طلال المغمس، ولكن علينا دوما أن نكون مخلصين لتلك المهنة التى هى عشقنا الأزلى.
• • •
وهو الذى يعرف تضاريس المنطقة ــ ليس المتعارف منها ــ بل تلك الأكثر عمقا وصعوبة فى الملامسة، وبذاك الحس نفسه قال لى وأنا أودعه مع رحيلى من بيروت إلى القاهرة لدواعى عملى الجديد، قال: «لا تحزنى على الفراق فإنك ستشهدين ثورة فى مصر»، وقبل أن يكمل جملته كنت قد صرخت «أى ثورة أستاذ طلال.. أى ثورة؟» ومضت أيام وأسابيع وأشهر وبعد عام أو أقل وعند ساعات المغرب الأولى وعلى مدخل كوبرى قصر النيل من ناحية ميدان التحرير اتصلت به وهو فى مكتبه يدخن سيجارته ويرشف فنجان قهوته وأنا أصرخ «أستاذ طلال.. أستاذ طلال نجحت الثورة وأسقطت الرئيس».. لقد كان يقرأ القادم بنظرة صحفى محترف نادر فى زمن الكتبة والمدعين.. أستاذ طلال كم أنت حاضر فى غيابك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلال سلمان كم أنت حاضر فى غيابك طلال سلمان كم أنت حاضر فى غيابك



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt