توقيت القاهرة المحلي 10:27:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا كما هناك.. نحن معكم

  مصر اليوم -

هنا كما هناك نحن معكم

بقلم - خولة مطر

تجمعوا عند النقطة المحددة، والوقت لا يزال أواخر الظهيرة. أتوا من مختلف البلدات والمدن فى هذه الجزيرة الصغيرة التى توسعت وغيرت معالمها مع استمرار قضم البحر. كانوا نساء بأطيافهن كلها وأطفالًا ورجالًا وكبار سن وحتى مقعدين.. حاولوا أن يلملموا أنفسهم وانتظروا بعض الشىء.. وزعوا أعلام فلسطين بينهم واليافطات التى ترفض الإبادة والتطبيع وكل أشكال الاستعمار والهيمنة.. فرشوا علمًا كبيرًا لفلسطين ليمتد فوق رءوسهم وعلى امتداد المسيرة التى بدأت تتحرك رافعة كثيرًا من الشعارات التى يرددها كُثر من أهل البحرين أحيانًا علنًا على وسائل التواصل، ومرات فى جلساتهم، وكثيرًا فى قلوبهم التى تتمزق وجعًا على الإبادة الصهيونية لأهلنا فى فلسطين إلا من بعض «المنافقين» أو المتصهينين فهم كثيرًا ما يكونون جيرانًا لنا أو حتى بعض ما كان يسمى «أصدقاء» حتى جرفهم الطوفان، ولم يترك حتى أثرًا لهم فوق تلك الصور بالأسود والأبيض!
* • •
تحت أشعة شمس ظهيرة الخليج التى حضرت مبكرًا هذا العام، وهذه عبارة نرددها كل سنة «هذا الصيف بكر كثير»! تحركوا معًا رافعين الصوت عاليًا حتى ذاك الطفل الذى حاول أن يتحرك سريعًا ليتقدم وهو رافع علم فلسطين بيد وقبض اليد الأخرى عندما يرددون «النصر للمقاومة والمجد للشهداء».. بقى الحماس فى الهتاف ورفع الصوت تضامنًا مع أهلنا فى غزة بل فى كل فلسطين والأراضى العربية التى تقف وحدها فى مواجهة ذاك المشروع الصهيوأمريكى القادم تارة بآلات الموت والإبادة، ومرات بالوعيد والتهديد، أو حتى التلميح إلى أنه ببعض «المرونة» بالإمكان أن تتحول غزة إلى قبلة سياحية بمنتجعات تشبه تلك التى يروج لها إعلامهم «العبرعربى»! يروجون لمشاريع يعرفون أن معظم -إن لم يكن مجمل الجماهير العربية- لا تصدقها حتى لو كتبت ونطقت باللغة العربية الفصحى وضمت استشهادًا ببعض من نصوص الكتب المقدسة.
* • •
طوفان أهل غزة كشف كل المستور والمعلن والموارب والمختفى بين الكلمات والأحرف أو المدسوس بينها. كل مشاريعهم سيجرفها بحر غزة كما فعل بذاك الميناء العائم الذى صوروه على أنه «إنسانى» ربما لأنهم لا يزالون ينظرون للعرب كلهم بل لكل من هم ليسوا «منهم» على أنهم سذج أو أغبياء أو حتى لا يقرأوا، كما قالت الشهيرة جولدا فى مذكراتها التى نحن جميعًا بحاجة إلى قراءتها مرة ومرات، بل حفظها لنعرف أن أهل غزة هم من قرأوا وفهموا واستوعبوا ثم خططوا وقاموا بطوفانهم الذى يجابه بأكثر المعدات «ذكاء» وفتكًا وإبادة، لكنه لا يزال يبهر الأعداء أكثر من المقربين الجالسين فى جحورهم يحسبون الحسبة لليوم الآخر، أى ما بعد الطوفان، مدركين أنهم لن يكونوا من الناجين على سفينة نوح ولا حتى على ظهر موجة!
* • •
عادت صورتهم إلى المقدمة، هم رافعو الصوت عاليًا حتى تسمع السماء السابعة، وكأنهم يقولون لملائكة غزة نحن معكم بقلوبنا، وهو أضعف الإيمان حتمًا، لكننا فى كل صباح ومساء لا نمل ولا نتعب من متابعة صوركم وأخباركم وصوت وجعكم يدوى فى شوارعنا وأحيائنا بل فى زوايا بيوتنا، ونذرف كثيرًا من الدمع ونلملم كل ما نملك من قوة إيمانا بكم لنقول «أنكم لمنتصرون»، لأنكم على حق ولأنها أرضكم ولأنهم مغتصبون متعطشون للدم النقى؛ دمكم الذى يسقى أرض فلسطين وكل شبر من الأرض العربية بل كل شبر من كل هذا الكون بكثير من القوة والحب والعزم كما يردد ذاك «النصر أو الاستشهاد».
* • •
كلما تعب أحدهم وهو أو هى يخطون خطواتهم فى تلك المسيرة، كلما تحرك بعضهم لبث العزيمة والإرادة قائلين: «إنهم فى غزة وفلسطين ولبنان وكل الأرض المنتفضة بالطوفان يقدمون حياتهم بل كل ما بنوه بالحفر فى الصخر»، فيدب النشاط مرة ومرات ويمضى الجمع فى مسيرته وكُثر من المارين من بعيد ينظرون من خلف زجاج نوافذ عرباتهم، ربما خجلًا أو ربما خوفًا أو ربما اعتزازًا أو حتى يرفعوا راية النصر والدمع ملء العيون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا كما هناك نحن معكم هنا كما هناك نحن معكم



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt