توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين ليست وجهة نظر

  مصر اليوم -

فلسطين ليست وجهة نظر

بقلم - خولة مطر

فى اليوم الخامس والثلاثين من حرب الإبادة الصهيونية على غزة اجتمع العرب والمسلمون! نعم سيدون التاريخ بعد أكثر من 35 يوما من الإبادة ومن القذائف التى طاردت الأرواح البريئة حتى فى غرف العناية المركزة بالمستشفيات أو فى حديقة المستشفى التى تحولت إلى ملجأ جديد، بعد كل ذلك دعا القادة إلى اجتماع «طارئ»! ومستعجل أيضا! ربما تغيرت مفاهيم ومعانى هذه المفردات حتى العربية منها.. ربما»!
• • •
كانت الأنظار كلها باتجاه القادة العرب وحكوماتهم، ثم المسلمون ثم وبعد صريخ تلك السيدة الخارجة من تحت أنقاض بيتها وهى تصرخ «وينكم يا عرب؟» تحول الجميع ليتعلق بأى حبل نجاة ينقذ طفلا فلسطينيا آخر وامرأة وشيخا وشابا ورجلا من الموت الذى يطاردهم أينما نزحوا وأينما لجئوا وأينما استقروا فى مخيم مؤقت، يتحول إلى دائم، أو حديقة أو غرفة بمستشفى أو حتى أرض فضاء تحت شجرة زيتون قبل أن تقتلعها أيديهم وقذائفهم.
• • •
كما أسقطت غزة الأقنعة واحدا تلو الآخر ؟! فكان أن استدار الجميع للمنظمات الدولية الإنسانية والتنموية والنسوية وتلك المختصة فى حقوق الإنسان والطفولة وكل تفاصيل الشجر والحيوانات والبشر.. قالت لى تلك السيدة الجالسة أمام دكانتها فى أحد المناطق المكتظة ببيروت «وين تشتغلى؟» وعندما كشفت لها أننى كنت فى الأمم المتحدة انتفضت وصرخت ورددت «اوعك تقولى لأحد فى الحى» أو أى أحد «روحى يا شيخة أى أمم وأى متحدة؟» وأضافت إن غزة وفلسطين ستحررنا حتى من الاتكال على كيس طحين أو علبة دواء، وما إن تأتى القذائف لتصطاد الأرواح البريئة حتى يرحلوا هم ويتركوا طبعا ما هو معروف فى مثل هذه المنظمات بـ«الموظفين المحليين»، وهناك فرق شاسع بين الموظف المواطن من البلد والقادم من الخارج بدرجات ورتب ومخصصات، وما إن تفتح السماء أبوابها على جحيم حرب أو اقتتال، إلا ويتم ترحيل الموظفين «الدوليين» ويبقى الموظف المحلى يناضل مع أهله وعائلته وعلى أرض وطنه حتى أن موظفى الأونروا فى غزة تحولوا إلى فريسة للحقد الصهيونى دون أن يكون هناك أكثر من استنكار وبيانات هنا وهناك وتكرار وبعض دمع!
• • •
غزة كشفت الجميع ــ أنظمة وحكومات ديمقراطية وغيرها وملكية وأخواتها ومنظمات وحتى بعض الشعوب ومنهم أيضا بعض بعضنا نحن.. ألم يقل لك البعض ويكرر «ألا تتحملوا وجهة النظر المختلفة؟» بعد أن يقدم كثير من المقدمات المطولة حول انتهاك حماس للقانون الإنسانى والدولى و...و... وقبل أن يقول إن السكان المدنيين فى كل مكان خط أحمر ثم وعلى خجل أو استحياء يبدأ بوصلة عن حزنه لما يجرى للشعب الفلسطينى فى هذه الحرب البشعة ولا يلبث وأن يكرر «حرب حماس وإسرائيل» حتى تعبنا ونحن نقول إنها حرب إسرائيل ــ الدولة المحتلة الصهيونية ــ على كل الشعب الفلسطينى بل وكل المنطقة لو استطاعوا.. ونعيد: فلسطين ليست وجهة نظر ولا مساحة هناك للاختلاف الذى لا يفسد للود قضية.. لا إن الود يسقط أمام أشلاء الأطفال التى تلملمها الأمهات أو المسعفون فى أكياس البلاستيك أو بقايا قطعة قماش مع بقايا ألعابهم أو عصفورتهم التى رحلت.. حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى ليست وجهة نظر ومن يريد أن يستمر فى مجاملة الرجل الأبيض أو أن يعيد تكرار أن حماس هى «إرهابية» عليه أن يفهم أن هناك ملايين من البشر من نيويورك مرورا بواشنطن وباريس وبرشلونة ولندن وكل المدن والعواصم، كلهم يصرخون فى وجه الإرهاب الذى بدأته عصاباتهم الصهيونية ولم يتوقفوا هم ــ الإرهابيين ــ الذين غيروا مظهرهم ببدل وربطات عنق وبعض العبارات هنا وهناك.
• • •
تعود لتتذكر أو تذكرهم إن قضية فلسطين ليست وجهة نظر، ولا يمكن مقارنتها بما كان قبلها أو بعدها، أى بعد 1948، ولا تستطيع إلا أن تعيد قراءة بعض تاريخ هذا الشعب ونضالاته وكثير مما كتب وقيل، مثل ما كتبه جورج حبش إلى آنى كنفانى بعد اغتيال غسان زوجها فى بيروت فى العام 1972 «أنت تعلمين أن غسان كان يقاتل فى سبيل قضية عادلة، وتعلمين أن شعبنا الفلسطينى قد خاض حربا عادلة على امتداد خمسين عاما.. إن دم غسان المضاف إلى نهر الدماء العظيم الذى دفعه شعبنا طوال خمسين عاما هو الثمن الذى ينبغى علينا أن ندفعه لنفوز بالحرية والعدالة والسلام». هنا يتوقف جورج حبش ورسالته لزوجة رفيقه الذى لم يحمل سلاحا و لم يرسل صاروخا بل حمل القلم وكتب ورسم وأبدع فى كل ما قام به، ولكنهم كانوا ولا يزالون يطاردون الفلسطينى أينما كان وفى أى مكان ارتحل.. إنها فلسطين المحتلة وهى ليست وجهة نظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين ليست وجهة نظر فلسطين ليست وجهة نظر



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt