توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلك اللحظة

  مصر اليوم -

تلك اللحظة

بقلم: خولة مطر

تداعت الصور والكلمات والأناشيد والذكريات لتلك اللحظة التى ستبقى تسجل فى تاريخ أى وطن عند ولادة جديدة.. صورة للفريق الذى أسهم بتأسيس وإطلاق ذاك التجمع لطلبة البحرين.. ثم بعدها صور لاجتماعات وأناشيد ورقص جماعى وأغانٍ تراثية ورحلات فى حدائق القناطر الخيرية أو جبال لبنان أو على ضفاف دجلة والفرات أو فى شتاء الكويت ولربما فى صقيع كييف وموسكو.. كلها كانت صورا مشتركة لفتيات وفتيان فى عمر الورد كثيرا منهم كانوا من الحالمين.
***
بقيت كلمات ذاك النشيد لسنوات بعدها تردد فى الشهر الثالث من العام «ذكرى ميلاد اتحادنا ذكرى عزيزة على قلوبنا». لم يبقَ الوقع ذاته لتلك اللحظة أو الذكرى، فقد تعددت الطرق وتفرعت إلى مسالك مختلفة فهى الحياة التى تأخذ كل منا إلى مكان قد يكون الأقرب له أو لها أو قد يكون القدر قد لعب دوره أو ربما النضج رغم مفاهيمه المتعددة حسب الأمزجة والتبريرات.
***
كثيرون بعدها افترقوا كما الأحبة وآخرون ربما ندموا أو ربما محو تلك اللحظات من حياتهم وآخرون توقفوا عندها حد الجمود أو التحجر وهذه كلها ليست صفات تضاف إلى قاموس «الشتائم» أو النقد الذى اعتدناه رغم أنه «لا يفسد للود قضية» كما نكرر كثيرا دون قناعة به أحيانا!!!
***
هو تاريخ كما الكثير مما مر بهذا الوطن أو كل هذه الأوطان فالاتحادات الطلابية لعبت دورا فى مسيرة شعوب وليس الطلاب فقط كما كل التجمعات الأخرى حسب رأى الخبراء، فهو تاريخ قد يكون بحاجة لتدوين وبحث أكثر بعيدا عن الرهبة من إعادة اللحظة أو وصمة الانتماء لهذه الجبهة أو تلك أو حتى تلك الصفة التى دخلت فى خانة المحظور «المعارضة» أو «الموالاة».
***
فى تلك الذكرى لحظات غالية غمست بالبراءة والجمال، على أقله عند بعضنا أو بعضهم.. وأخرى شهدت مشاحنات واختلافات فى الآراء التى لم تكن خاصة بهذه الفئة من الطلاب بل هى سمة تلك المرحلة عندما كانت الأفكار والمبادئ والأحزاب تتصارع وتتسابق لكسب أكبر عدد من «المريدين»!!! ولكنها لم تكن كلها أفكارا ومبادئ وسياسة بل شملت الكثير من الرومانسية والحب والمساواة بين الرجل والمرأة حتى لو كانت بدائية وكثيرا ما كان بعضهم وبعضهن يرددها دون فهم أو قناعة بل تماشيا مع «الموضة».. رغم كل ذلك بقيت مساحة واسعة للحب التى توجت بارتباط كثيرين من القاهرة مرورا ببيروت وبغداد والكويت ووو.
***
مثيرا حقا أن تكون رواية مثل «شقة الحرية» للجميل غازى القصيبى تطبع وتوزع حتى الآن بنسخها الكثيرة ولا يزال الكثيرون يتطلعون لمتعة قراءتها والتعرف على شخوص من طلاب خليجيين عاشوا تلك الحقبة الذهبية فى مصر.. مثيرا لأنها تملك هذه الشعبية فيما يخاف البعض أو لا يحبذ الحديث عن سنوات الدراسة والعمل الطلابى بكل حسناته وسيئاته كما كل وأى لحظة فى التاريخ بعضها جميل وبعضها بحاجة لرؤيته ضمن تلك اللحظة التاريخية وذاك الزمن.
***
كانوا جميعا يتراصون قريبين من بعضهم وبعضهن دون أن يكون الشيطان ثالثهم!!! يناقشون، قد ترتفع الأصوات أحيانا وقد تحتدم النقاشات ثم ينفض الاجتماع فيردد بعضهم نسهر هذا المساء فى ذاك المقهى أو المطعم المتواضع أم نذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم رومانسى جميل بمشاهد للحب العفيف الذى تمثلت به المرحلة.
***
كثيرا من الحكايات بقيت محكية وقد يكون من المفيد أن يدون التاريخ الشفهى لها حتى لو اختلفت بين شخص وآخر.. هى التى عرفت النضال الطلابى والسياسى ليس فقط على صعيد البحرين والخليج بل على مساحات الوطن العربى الواسع وهى فى مجملها متشابهة ومتداخلة، لا تزال تحتفظ بالصور وتجمع الفيديوهات وتردد أغانى المرحلة. هى ترسمها لحفيدها ربما حتى «لا ننسى» فى زحمة أحداث المرحلة والخوف أو الهيبة من إعادة التذكير بها.
***
لا يمكن أن يمر الشهر الثالث من كل عام دون أن يطرز بكثير من المشاهد والذكريات هنا فى مدن وقرى هذا الوطن الصغير وهناك فى كثير من المدن التى احتضنت أبناءه وبناته وفرحت بهم وبهن.. كثيرا منهم بقى متمسكا بالحلم حتى اللحظة رغم اختلاف تلاوينه، وآخرون رموه بعيدا كالخوف من الوباء فيما بقى ذاك الواقف عند حافة شاطئ الخليج ينتظر أن يعيده إلى الحياة من قاع مياه دلمون حيث كانت زهرة جلجامش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلك اللحظة تلك اللحظة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon