توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة؟

  مصر اليوم -

كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة

بقلم - عماد الدين حسين

اليوم يصادف ذكرى ميلاد النبى الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه.

هناك احتفالات وتصريحات وكلمات تقليدية، تقال فى مثل هذه المناسبة ونسمعها تتكرر بصورة روتينية. لا بأس بذلك، لكن هل هناك إمكانية للتفكير بصورة مختلفة ولو قليلا حتى نصل بجوهر الرسالة المحمدية إلى الاجيال الجديدة؟!.

الذى لفت نظرى لهذا الأمر، صديق عزيز قال لى إنه مندهش من الطريقة الرتيبة التى يتحدث بها كثيرون عن الرسول الكريم.

الصديق ــ وهو رجل غيور على دينه ــ يقول إنه لا ينبغى أن نستخدم نفس الطريقة القديمة مع الشباب الحالى.

على سبيل المثال هناك قصص متداولة كثيرة قد لا يكون لها أى أساس من الصحة، أو أحاديث ضعيفة جدا، ويجرى تداولها أو الترويج لها باعتبارها تمثل أسس العقيدة الإسلامية. بل إن هناك أحاديث قد تكون صحيحة فعلا، لكن طريقة تناولها وشرحها تسبب تشويشا وارباكا لعقول الصغار.

قرأت كثيرا واقتنعت بأن النصوص الدينية فى الأديان السماوية ثابتة، لكن هناك تفسيرات متغيرة لها، ترتبط بالزمان والمكان والبشر.

وجزء من هذا الموضوع شديد الجدل، وأدى إلى مشاكل كثيرة لمن تحدث فيه، ومنهم الراحل الكبير نصر حامد أبوزيد خصوصا فى موضوع «مفهوم النص».

وحتى يكون كلامى واضحا، فما اتحدث عنه اليوم هو أن يكون من يتصدى للحديث عن الرسول وسيرته والإسلام عموما، مدركا لطبيعة العصر ومتغيراته، وليس من عينة الدعاة الذين ادمنوا النقل من الكتب الصفراء القديمة، وهو ما أدي إلى كوارث لا حصر لها.

على هؤلاء الدعاة والأئمة أن يدركوا طبيعة ونوعية الجمهور الذى يتحدثون إليه وثقافته وعصره وعلومه وكيف يفكر،وعليهم ان يكونوا ملمين بمختلف الوان العلوم.

الشاب الصغير الذى يمسك بهاتف يستطيع أن يعرف عبره كل ما يحدث فى العالم، وصار مطلعا على كل التطورات التقنية، ويرى العلماء وقد صعدوا إلى القمر وفى طريقهم لاستيطان المريخ، وحققوا قفزات علمية وضاعفوها فى سنوات قليلة. هذا الشاب لا يمكن أن تتحدث معه عن الرسول الكريم بنفس الطريقة، التى كنا نتحدث بها قبل مائة عام أو حتى قبل عشر سنوات فقط.لا يمكن ان نقدم له خرافات واساطير تتصادم مع ايسط قواعد العقل والمنطق.

مرة أخرى جوهر السيرة ثابت ورسالة النبى الأمى واحدة، لكن المختلف هو الطريقة والأسلوب واللغة. وهناك ثوابت فى رسالة النبى محمد تدور حول كل القيم الإسلامية العظيمة من عدل واعتدال وتراحم وتقوى وتسامح وسعى إلى إعمار الأرض ونصرة المظلومين وإغاثة الملهوفين وقبول الاخر، والتفكر فى خلق السموات والأرض.
هذا ما ينبغى أن نركز عليه، لكن باسلوب يتماشى مع مفاهيم العصر الحديث الذى نعيشه.

لو أننا أصررنا على التحدث للشباب الصغير عن أهمية بول الإبل، أو فائدة الذباب فى الشاى، وكيفية مواجهة الرسول للزلازل بسيفه، فسوف ينصرف الكثير من هؤلاء الشباب عنا وعن الدين بأكمله.الاستمرار هذا المنهج سيعزز الصورة شديدة السلبية عن الاسلام ،والتي نجح الداعشيون للاسف في ترسيخها بممارساتهم في السنوات الاخيرة،اكثر مليار مرة من محاولات اعداء الدين التقليدين.

جوهر وصحيح الدين هو ما يتوافق مع صحيح العقل والمنطق، وبالتالى علينا أن نحرص على تثقيف الدعاة والأئمة جميعا، القدماء منهم والمحدثون، على كيفية مخاطبة الجيل الجديد.

من سوء الحظ، ومع الطريقة المتخلفة التى يتحدث بها بعض الدعاة، فإن إعداء الإسلام ليسوا فى حاجة إلى أن يحاربوه. يكفيهم أن يستمر هؤلاء الدعاة فى طريقتهم، بعد أن تكفل الدواعش والمتطرفون والظلاميون بالإساءة الكبرى منذ سنوات، ولايزالون يواصلون تآمرهم.

وهكذا انتهي امرنا كمسلمين ما بين دعاة يسئيون الي الدين بحسن نية ،ودواعش يدمرون صورته عن قصد وسابق تخطيط!!.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة كيف نقدم الرسول للشباب بطريقة جديدة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة

GMT 10:17 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قائمة نيويورك تايمز لأعلى مبيعات الكتب في الأسبوع الأخير

GMT 07:52 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 13:47 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

دار MARVINI للمجوهرات تطرح المجموعة الجديدة للمرأة الجذّابة

GMT 13:42 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"عودة إلى الزمن الجميل" تقذف بقارئها بين أمواج الذاكرة

GMT 07:15 2021 الجمعة ,20 آب / أغسطس

الدعاء مستجاب بعد صلاة الفجر يوم الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon