توقيت القاهرة المحلي 22:38:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أى نسخة من ترامب نصدق؟!

  مصر اليوم -

أى نسخة من ترامب نصدق

بقلم : عماد الدين حسين

 يوم الخميس ٢٩ مارس الماضى قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب «إن القوات الأمريكية ستغادر سوريا قريبا، وتعود إلى موطنها، لقد أنفقنا ٧ تريليونات دولار فى الشرق الأوسط، بنينا مدارس وقصفوها، وبنينا منشآت وهم يقصفونها، لكن إذا أردنا أن نبنى مدارس فى أوهايو أو إيوا، فإننا لا نحصل على الأموال».

وبرر ترامب انسحاب قواته من سوريا ايضا، بسبب أنها «هزمت داعش ١٠٠٪ وفروا وتقهقروا بشكل كبير، لقد هزمناهم بوتيرة سريعة»!

وبعدها بقليل قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تعلم شيئا عما قاله ترامب بشأن خططه للانسحاب من سوريا.

ومساء الأحد الماضى كتب ترامب تغريدة جديدة عما حدث فى دوما بالغوطة الشرقية لدمشق يقول فيها:
«لقد سقط العديد من القتلى بينهم نساء وأطفال فى هجوم غير مبرر بالأسلحة الكيماوية، والمنطقة محاصرة تماما، ومغلقة بواسطة قوات الأسد ولا يمكن لأحد الوصول إليها، والمطلوب فتحها فورا لدخول الإسعافات والمحققين، لأن ما يحدث كارثة إنسانية ليس لها مبرر».

فى تغريدته لم ينس ترامب أن يشهر بسلفه باراك أوباما قائلا: لو أن أوباما تجاوز ما اعتبره خطوطا حمراء، لأصبح الحيوان «الأسد» جزءا من الماضى، ولكانت انتهت الكارثة فى سوريا». كما لم ينس أن يشهر ترامب بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين بسبب دعمه للأسد.

بعد هذه التغريدة قال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب توماس بوسرت، إنه لا يستبعد أن تقوم الولايات المتحدة بشن هجوم صاروخى على سوريا انتقاما لما حدث فى الغوطة الشرقية، ولا يمكن استبعاد أن يتم الهجوم والعدوان على سوريا فى أى لحظة.

وبعدها توالت التهديدات الغربية بالمشاركة فى هجوم على سوريا انتقاما لما اعتبروه هجوما كيماويا من الجيش السورى على مدنيين عزل فى المنطقة.

ما قاله ترامب يوم ٢٩ مارس، غير ما قاله ترامب ليلة أمس الأول ؟\ ليس هذا فقط، ولكن علينا ألا ننسى أنه بعد أن قال إنه سيسحب قوات بلاده من سوريا، كى يوفر مليارات الدولارات لبناء مشروعات فى إيوا وأوهايو وغيرهما، خرج الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية خلال زيارته للولايات المتحدة مناشدا ترامب التريث وتأجيل اتخاذ هذه الخطة.

المفاجأة أن ترامب خرج بعد تصريح ولى العهد السعودى ليقول إنه إذا أرادت السعودية بقاء قوات بلاده فى سوريا، فعليها أن تدفع فاتورة هذا الاستمرار، مضيفا «أنه سيتشاور مع الحلفاء والأصدقاء، وقد يؤجل سحب قوات بلاده لبعض الوقت»!

ترامب واضح تماما، ولا يحاول أن يجمل نفسه، لكن للأسف، فإن بعضنا من العرب، ما يزال يصر على التعامل معه، باعتباره الناصر صلاح الدين، الذى سيحرر القدس.

وبعد أن وصف ترامب الأسد فى تغريدته بأنه «حيوان»، سارع بعض العرب المخدوعين إلى إعلان فرحهم، باعتبار أن ترامب هو الذى سيحرر سوريا، بعد فلسطين!

ترامب يا سادة واضح جدا، نقل السفارة الأمريكية إلى القدس العربية المحتلة، ويتعامل معنا، باعتبارنا أمة من الجهلة التى لا تملك أموالا ينبغى أن ندفعها إليه، حتى يقوم بحمايتنا مرة من الإرهاب، وأخرى من إيران، وثالثة من أى عدو يمكن تصنيعه واستحداثه على وجه السرعة.

ترامب لا يؤمن إلا بالصفقات، والمبدأ الوحيد الذى التزم به حتى الآن هو خرافاته التوراتية عن إسرائيل والصهيونية. المريب أن بعض العرب لا يزال يصدق أن ترامب مهموم فعلا بالأطفال والنساء فى دوما والغوطة الشرقية. هو قصف مطار «الشعيرات» قبل نحو عام بنفس حجة الأسلحة الكيماوية فى خان شيخون.. ثم تبين لنا أن القصف كان لمصلحة إسرائيل ليس إلا.

الآن فإن الغرب يريد ان يكون لاعبا اساسيا فى تقرير مستقبل سوريا، والحصول على جزء من كعكة التقسيم، وعدم تركها بأكملها لروسيا، او مقايضة موسكو بملف اخر، أو الانتقام منها على خلفية تسميم الجاسوس سيرجى سكريبال، او اللعب لصالح إسرائيل بمنع اقتراب ايران من الجولان المحتل، مما قد يغير من قواعد اللعب الاستراتيجية.

لن نتجادل الآن على من هو المجرم والمتهم فى حكاية الأسلحة الكيماوية الملتبسة فى سوريا، لكن تذكروا أن الذى بادر بالهجوم وقصف سوريا أمس الأول كان العدو الإسرائيلى.. هل تعتقدون أيضا أن نتنياهو يدافع عن أطفال ونساء الغوطة؟!

أفيقوا يرحمكم الله!!

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أى نسخة من ترامب نصدق أى نسخة من ترامب نصدق



GMT 22:38 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

هل سينتهي السرطان؟

GMT 22:35 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المذبح والمجمع والعيد

GMT 22:32 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

فوق جبل عرفات

GMT 22:30 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

درجات ألمانيا.. وهيبتها!

GMT 13:28 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

خروف مسكوفي!

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 03:52 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 00:10 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ظهور نادر لبنات تامر حسني مع والدتهما بسمة بوسيل

GMT 01:07 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مرسيدس تطلق نسخة مايباخ من طراز GLS

GMT 19:11 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن قوائم المُرشَّحين للتتويج بجوائز "جلوب سوكر"

GMT 07:45 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

ألوان ظلال العيون الأكثر رواجًا في خريف 2018

GMT 17:59 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

لعشاق العاب القتال جرب DC Legends: Battle For Justice

GMT 05:57 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

نبيلة عبيد تكشف استحقاق ياسر جلال للكثير من الجوائز

GMT 19:48 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد المسخن بأسلوب بسيط وسهل

GMT 08:12 2022 السبت ,16 تموز / يوليو

مومياء مصرية تحمل دليلاً لمرض روماتيزمي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon