توقيت القاهرة المحلي 00:00:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يريدون الأوطان.. لا الحكام

  مصر اليوم -

يريدون الأوطان لا الحكام

بقلم : عماد الدين حسين

 على صفحة معتزة صلاح عبدالصبور على الفيس بوك كتبت تقول صباح أمس: «لو كان قتل بشار ينهى الحرب، لكان قتل صدام حسين ومعمر القذافى وعلى عبدالله صالح، قد أنهى الحروب.. إنهم يريدون الأوطان لا الحكام».

العبارة صحيحة وبليغة تماما، وموجعة ومؤلمة جدا، وفى نفس الوقت كاشفة للغاية.

فى الرابعة من فجر أمس السبت شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عدوانا ثلاثيا على سوريا بأكثر من مائة صاروخ، انطلقت من سفن البحر الأحمر وطائرات تكتيكية فى البحر المتوسط، وقاذفات بى ــ ا بى من منطقة التنف السورية المحتلة.

المبرر الظاهر للضرب هو استخدام الجيش السورى لأسلحة كيماوية ضد مدنيين فى دوما بالغوطة الشرقية. حتى هذه اللحظة لم تقدم الدول المعتدية أو أى هيئة أو جهة محايدة إثباتا دامغا بأنه تم استخدام السلاح الكيماوى ضد المدنيين. والغريب أن الضربة تمت قبل ساعات من بدء المهمة الرسمية للجنة دولية للتحقيق فى استخدام الأسلحة الكيماوية.

تقول الدول الثلاث المعتدية إنها تملك إثباتات كافية لاستخدام بشار أسلحة كيماوية فى دوما. لكن تاريخنا العربى القريب والبعيد مع الغرب خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، يقول إنها استخدمت نفس المبررات والحجج، لتدمير العراق، بدعوى امتلاكه سلاحا نوويا، ثم اكتشفنا لاحقا أن كل ذلك، كان محض أكاذيب.

ليس ما سبق دفاعا عن بشار الأسد ونظامه، بل هو دفاع عن سوريا العربية، ودفاع عن مصر وكل الوطن العربى.
كتبت فى هذا المكان مرارا وتكرارا أدين السياسات التى اتبعها بشار وقبله صدام والقذافى، لانها على الاقل ساهمت فى تمكين الغرب وإسرائيل فى تفكيك وتقسيم المنطقة.

المأساة الكبرى أن بيننا عربا ومسلمين يهللون لأى قصف يطال سوريا، سواء كان آتيا من إسرائيل، كما حدث الأسبوع الماضى، أو أمريكا وبريطانيا وفرنسا، كما حدث بالأمس، وكما حدث قبل عام تقريبا ضد مطار الشعيرات قرب حمص.

الغرب أسقط القذافى ثم قتله بمساعدة عربية، وكثيرون منا اعتقدوا أن ذلك، سينهى المأساة الليبية، لكن اكتشفنا أن ذلك كان بداية المأساة، التى تكاد تنهى وجود ليبيا كدولة للأسف الشديد.

كان الغرب يستطيع أن يساعد فعلا فى إنهاء المأساة السورية منذ بدايتها فى مارس ٢٠١١، لكن تبين لنا الآن وبوضوح شديد أنه كان يريد تدمير سوريا بكاملها وقبلها العراق.

أمريكا ومعها بريطانيا وخلفهما إسرائيل دمروا العراق فعليا، وسلموه هدية على طبق من بلاتين إلى إيران. وقتها أوهمونا أنهم سينشرون فيه العدل والديمقراطية، ثم فوجئنا بأنهم «يربون ويسمنون ويعلفون» داعش كى يطلقوها فى كل المنطقة، لتفعل ما فعلته.

هل نلوم الغرب وإسرائيل فقط، أم نلوم أنفسنا؟ علينا أن نلوم أنفسنا أولا، لأن الاستبداد والفقر والجهل والتخلف والظلم وتردى التعليم والصحة وبقية الخدمات فى غالبية المنطقة العربية هو الذى ساهم فى تهيئة الأجواء لنجاح المؤامرة الكبرى. المستفيد الرئيسى مما يحدث منذ عام ٢٠١١ فى المنطقة هو إسرائيل، ثم إيران وتركيا وإثيوبيا أى دول الجوار الإقليمى للمنطقة العربية، لكن المجرم الاكبر هم بعض الحكام والمسئولين العرب، الذين ساهموا فى تدمير العراق، ويكررون نفس الأمر مع سوريا الآن!!

لاحظوا أن الغرب كان يتحجج دائما بأنه جاء للمنطقة للقضاء على داعش، ثم فوجئنا بأن داعش سيطرت على نصف العراق وسوريا بعد تشكيل التحالف الدولى من 30 دولة بقيادة امريكا. والغريب ان العامل الأساسى الذى أدى إلى دحر وهزيمة داعش كان هو التدخل الروسى وتضيحات الجيش السورى، وليس التحالف الامريكى. لاحظوا أيضا، أنه وبدلا من توجيه الأسلحة الغربية إلى فلول داعش، يتم توجيهها إلى القدرات النوعية للجيش السورى، فى خدمة مجانية أو مدفوعة الأجر لإسرائيل.

مرة أخرى ينبغى أن ندين استخدام الأسلحة الكيماوية فى أى زمان ومكان، سواء استخدمها الأسد أو قادة المنظمات الإرهابية الذين انهزموا فى دوما والغوطة، قبل حكاية الأسلحة المزعومة!

هل مازال بعضنا يعتقد أن ترامب ومعه تريزا ماى ونتنياهو مشغولون فعلا بأطفال الغوطة الشرقية.. أم أنهم يريدون تدمير سوريا وملاحقة روسيا ومطاردة إيران، لأهداف تخص النفوذ والمصالح وأهداف إسرائيل؟!

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يريدون الأوطان لا الحكام يريدون الأوطان لا الحكام



GMT 00:00 2024 الأحد ,16 حزيران / يونيو

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ…

GMT 23:58 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

صلاح الدين بين الحقيقة والخيال

GMT 23:57 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المسكوت عنه؟

GMT 22:38 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

هل سينتهي السرطان؟

GMT 22:35 2024 السبت ,15 حزيران / يونيو

المذبح والمجمع والعيد

الأميرة رجوة بإطلالة ساحرة في احتفالات اليوبيل الفضي لتولي الملك عبدالله الحكم

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:11 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

مدافع الأهلي ياسر إبراهيم يحتفل ببطولاته مع الفريق المصري

GMT 23:17 2020 الإثنين ,07 أيلول / سبتمبر

مؤشرا البحرين العام والإسلامي يقفلان على ارتفاع

GMT 01:16 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

مجد القاسم يطرح أحدث أغنياته الجديدة "أنا نادم" ‏

GMT 06:08 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

شريف إكرامي يرد على مدحت العدل

GMT 01:32 2020 الثلاثاء ,18 شباط / فبراير

فايلر طلب من مسؤلي الأهلي تأجيل قمة الدوري المصري

GMT 00:35 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

شيرين رضا أناقة ما بعد الخمسين بأسلوب بنات العشرين

GMT 20:29 2019 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ننشر الأسعار الجديدة لتذاكر النقل العام

GMT 23:41 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر سوق مسقط يغلق منخفضًا الثلاثاء

GMT 09:52 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

إلينا سانكو تفوز بلقب "ملكة جمال روسيا" لعام 2019
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon