توقيت القاهرة المحلي 20:15:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وجنوب السودان.. والقوى الناعمة

  مصر اليوم -

مصر وجنوب السودان والقوى الناعمة

بقلم: عماد الدين حسين

الدروس التى يجب أن نستفيدها من أزمة سد النهضة كثيرة جدا، وفى مقدمتها ضرورة تطوير وتنمية وزيادة التعاون مع كل الدول الأفريقية، خصوصا دول حوض النيل. طبعا لابد أن يكون السودان الشقيق فى مقدمة هذه الدول، لأسباب كثيرة، تخص أنه العمق الاستراتيجى لنا وعلاقاتنا التاريخية معه، ثم إنه دولة الممر لمياه النيل قبل أن تصل لنا.
الدولة المهمة جدا أيضا هى جنوب السودان التى كانت جزءا من السودان ثم انفصلت عنه فى عام ٢٠١١.
الدولة المصرية تبذل جهودا مهمة فى تطوير علاقتها مع جنوب السودان، وفى الأسبوع الماضى انعقدت اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وجيمس وانى ايجا، نائب رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية.
على هامش هذه الزيارة زار مناوا بيتر دار الشروق مساء الأحد الماضى، والتقى مع المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس الإدارة، وحضرت اللقاء، وتحدثنا فى العديد من الموضوعات، كان أهمها من وجهة نظرى العلاقات الثقافية وضرورة تطويرها بشتى السبل.
بيتر يجيد اللغة العربية، بل ويتحدث أحيانا باللهجة المصرية، ولديه إطلاع كامل على ما يحدث فى مصر، إضافة لمعرفته الوثيقة بالثقافة المصرية، كما أنه يكتب الشعر والمقالات الصحفية.
الوزير الجنوبى قال لى إن عددا كبيرا من الوزراء وكبار المسئولين فى بلده تخرجوا من الجامعات المصرية، ومنهم من كان حاضرا فى اجتماعات اللجنة العليا المشتركة قبل أيام. عرفت أيضا أن القاهرة هى العاصمة المفضلة رقم واحد لدى غالبية الجنوبيين، سواء للعمل أو للعلاج أو السياحة. وعرفت أيضا أن الجالية الجنوب سودانية الموجودة فى مصر كبيرة جدا.
فى رأى الوزير الجنوب سودانى فإن على مصر أن تركز كثيرا على دورها فى القارة الأفريقية للعديد من الاعتبارات، ويعتقد أيضا أن بلاده يمكن أن تكون الجسر الذى يربط بين مصر والقارة الأفريقية.
بيتر يتمنى أن تكثف مصر علاقاتها الثقافية مع جنوب السودان، لأن القوة الناعمة هى الأكثر تأثيرا واستمرارا.
الآن فإن جامعة الإسكندرية سوف تفتح فرعا لها فى جنوب السودان قريبا، وهناك منح دراسية توفرها جامعات أخرى. ويتمنى الوزير أن يزيد ذلك فى المستقبل المنظور.
هو يتمنى أيضا تعاونا إعلاميا بين البلدين، خصوصا أن الصحف الناطقة بالعربية ما تزال هى الأهم والأكثر تأثيرا وانتشارا فى بلاده. هو يتمنى وجود مساعدات أو استثمارات مصرية فى مجال الإعلام من قبل إنشاء محطة فضائية ناطقة بالعربية مقرها فى القاهرة وجوبا. هو يتمنى أيضا وجود تعاون فى الإنتاج الدرامى والسينمائى.
أتفق تماما مع معظم ما يطرحه الوزير الجنوب سودانى والسبب أننا ما زلنا نعيش على ما تبقى من القوى الناعمة المصرية التى تكونت فى الخمسينيات والستينيات ونصف السبعينيات.
مجرد منحة دراسية لشاب يمكنها أن تفيد أكثر كثيرا من أنشطة كثيرة.
هو يتمنى أيضا وجود دور نشر مصرية هناك، خصوصا أن معظم المؤلفين والمبدعين ينشرون أعمالهم باللغة العربية.
أظن أن الدولة المصرية بدأت تلتفت إلى هذا الأمر وهناك اهتمام كبير من جميع الأجهزة والمؤسسات المصرية بهذا الأمر. ولدينا سفير نشيط جدا فى جوبا هو محمد قدح، وأعرفه منذ كان نائبا لسفيرنا السابق والمتميز فى برلين الدكتور بدر عبدالعاطى، الذى يشغل الآن منصب مساعد الوزير للشئون الأوروبية، ويتهيأ ليشغل منصب سفيرنا فى بروكسل خلال شهور قليلة. فى حين سيتوجه السفير محمد عبدالقادر ليصبح سفيرنا الجديد فى جوبا.
أعتقد أيضا أن تعميق العلاقات مع جنوب السودان وسائر البلدان الأفريقية، ليس قاصرا فقط على دور المؤسسات الرسمية، بل هو جهد ينبغى أن يشغل بال الجميع فى مصر، بل فى المنطقة العربية، بحيث نربط بين شعب جنوب السودان والشعب المصرى، وكذلك مع كل الشعوب العربية والأفريقية، بحيث نخلق مصالح مشتركة دائمة، تكون حائط صد ضد كل محاولات خلق الفتنة بين الجانبين، أو حتى تمنع التفكير فى أى مشروع هناك يضر بالأمن المائى المصرى.
حان الوقت أن نبدأ جهدا مصريا وعربيا شاملا لاستعادة كل دول حوض النيل، حتى لا تتحول إلى أسلحة دمار شامل ضدنا للتأثير فى الأمن القومى المصرى والعربى، كما تحاول أن تفعل الآن إثيوبيا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وجنوب السودان والقوى الناعمة مصر وجنوب السودان والقوى الناعمة



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon