توقيت القاهرة المحلي 08:41:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية

  مصر اليوم -

«نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية

بقلم - عماد الدين حسين

ما هى الأولوية فى الوقت الراهن.. هل هى تنفيذ مشروع نيوم فى المملكة العربية السعودية وامتداده فى مصر والأردن، أم تحقيق تنمية مستدامة وحقيقية، أم مواجهة الإرهابيين فى المنطقة، أم أنه يمكن السير فى كل المسارات فى وقت واحد؟!

وبصورة أوضح: هل مشروع نيوم ينبغى أن يسبق القضاء على الإرهاب، أم العكس هو الصحيح؟! والسؤال الأهم هل يمكن أن يتحقق ذلك قبل تحقيق تسوية حقيقية للصراع العربى الصهيونى؟!

هذا السؤال خطر على بالى خلال اللقاء مع الأمير محمد بن سلمان فى منزل السفير السعودى بالقاهرة أحمد القطان الذى صار وزيرا للشئون الإفريقية.

اللقاء كان يوم الإثنين الماضى، وقال خلاله ولى العهد السعودى: إن امتداد مشروع نيوم إلى مصر والأردن سيحول منطقة البحر الأحمر إلى «ريفيرا جديدة» فى إشارة إلى منطقة الريفيرا الفرنسية.

فى تقدير محمد بن سلمان أن تنفيذ هذا المشروع سيجذب ملايين السائحين الأجانب، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل، ويغير حياة وشكل هذه المنطقة تماما.

جيد أن تكون هناك مشروعات كبرى، لكن الأهم أن تأتى فى إطار رؤية شاملة للمكان والزمان والتحديات التى تواجه هذه المنطقة، حتى لا يتم إهدار الأموال فى هذه الرمال المتحركة.

مشروع نيوم يفترض أن يمتد بطول الشواطئ السعودية على البحر الأحمر، كما أن التعاون الثلاثى المنتظر بين السعودية ومصر والأردن سيكون قرب خليج العقبة. وعلى بعد أمتار من هذه المنطقة هناك إسرائيل، وعلى بعد كيلومترات قليلة هناك الإرهابيون فى سيناء، فكيف يمكن التوفيق بين كل هذه المتناقضات؟!

المنطق البسيط يقول إنه لابد من وجود تنمية شاملة فى المنطقة بأكملها، وأن يكون هناك حل حقيقى وعادل يعيد الحقوق العربية المغتصبة فى فلسطين المحتلة، وبعدها يمكن الحديث عن أى مشروعات.

لكن هناك وجهة نظر أخرى تقول إنه يمكن السير فى كل الملفات والمشروعات بصورة متوازية، لأنه لو انتظرنا القضاء على الإرهاب أو التسوية مع إسرائيل، فقد لا يتم ذلك لسنوات طويلة، فهل المنطق أن نرهن هذا بذاك، أم يتم الشروع فى التنمية، التى قد تؤدى إلى حل العديد من المشكلات؟!

فى سيناء أظن أننا فهمنا الدرس وبدأنا فى تطبيقه،الى حد ما، وهو أنه لا بديل عن التنمية الحقيقية التى تفيد البشر هناك. قد تكون طبيعة محافظة جنوب سيناء تتطلب مشروعات سياحية بحكم الطبيعة الخلابة، لكن الأمر فى شمال سيناء ومع الموجة الإرهابية العاتية يتطلب مشروعات تنموية أولا، وإقامة أكبر قدر من التجمعات والمستوطنات البشرية كى تواجه الإرهاب والمخططات الصهيونية، وظنى أنهما تهديدان متلازمان وربما متعاونان، ويستفيدان من بعضهما البعض.

رأينا المدن الجديدة والطرق والأنفاق تحت قناة السويس. وعندما يكتمل كل ذلك، أظن أنه يحق لنا وقتها القول بأن عمر الإرهاب قد قارب على النهاية.

من دون التنمية الحقيقية، فسوف يقول أهالى المنطقة فى البلدان الثلاثة: كيف يتم إنفاق مليارات الدولارات على إقامة «ريفيرا عربية» فى حين أننا لا نجد فرصة عمل أو الحد الأدنى من الحياة الكريمة؟!

نعود إلى السؤال الآخر المتعلق بدولة الاحتلال، وموقفها من هذه المشروعات، وظنى الشخصى أن إسرائيل لم تعد مشكلة بالنسبة للبلدان الثلاثة خصوصا السعودية. التسريبات المتوالية، تقول إن الأمر قد تم حسمه بالتعامل مع إسرائيل والتطبيع معها، دون الانتظار للوصول إلى التسوية.

وفى ظنى أيضا فإن إسرائيل سيكون لها دور لاحق، فى هذا التعاون الثلاثى، لأنه لا يمكن للبلدان الثلاثة أن تقيم مشروعات تتكلف عشرات المليارات من الدولارات، وهناك «وحش مرابط» يتلمظ. نتذكر جميعا الاعتراض الإسرائيلى الذى عطل إقامة الجسر البرى بين مصر والسعودية قبل ثورة يناير ٢٠١١.

أتمنى فى المشروعات الجديدة أن يتم الرهان على المستقبل، والتوازى والتناسب بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية التى تهم غالبية المواطنين العرب، وبين التنمية السياحية التى تفيد قلة خصوصا أصحاب الثروات الكبرى علينا أن نتعلم من دروس الماضى ولا نكرر الأخطاء.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية «نيوم» وتحديات الإرهاب وإسرائيل والتنمية



GMT 09:44 2025 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

من زهران إلى خان... كل منهما محكوم بالأسطورة القديمة

GMT 22:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

استراتيجة ترمب لمكافحة الإرهاب وتغيرات تكتيكية

GMT 22:05 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم
  مصر اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 20:14 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر
  مصر اليوم - ماكرون يعرب عن قلق بالغ بعد إدانة صحافي فرنسي في الجزائر

GMT 05:43 2025 الإثنين ,01 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 01 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 01:38 2025 السبت ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتسلم المفتاح الذهبي للبيت الأبيض من ترامب

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 07:30 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مدهشة لعام 2026 ستعيد تعريف متعتك بالسفر

GMT 10:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

كل ما تريد معرفته عن قرعة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا

GMT 11:36 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

عبد الحفيظ يكشف انتهاء العلاقة بين متعب والأهلي

GMT 22:15 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الرياضة يكرم بطل كمال الأجسام بيج رامي الإثنين

GMT 18:12 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الشرطة المصرية تستعرض قوتها أمام الرئيس السيسي

GMT 22:53 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إطلالات جيجي حديد في التنورة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt