توقيت القاهرة المحلي 00:10:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حبس المستثمرين.. أم مساعدتهم؟!

  مصر اليوم -

حبس المستثمرين أم مساعدتهم

بقلم: عماد الدين حسين

هل العميل أو المستثمر المتعثر يتم سجنه وعقابه، أم يتم مساعدته للخروج من تعثره، بحيث يعود للسوق مرة أخرى ويساهم فى توفير المزيد من فرص العمل؟!
هذا السؤال المهم مطروح بقوة فى الفترة الأخيرة، خصوصا بعدما تناوله الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاحه بعض المشروعات القومية الجديدة فى محافظة قنا ضمن فاعليات «أسبوع الصعيد» يوم السبت ٢٥ من ديسمبر.
الرئيس قال نصا لوزير الداخلية اللواء محمود توفيق ولوزيرة الصناعة نيفين جامع: «نريد حركة بناء وليس رصد مخالفات وقضايا. نسعى لمساندة المخالفين لتصحيح مسارهم والدعوة إلى مبادرة تهدف إلى التعاون والعمل معا فى تصويب أوضاعهم ودمجها فى المنظومة الصناعية، بما يتناسب مع المعايير المطلوبة».
السيسى قال أيضا: «وزارة الداخلية تضبط يوميا عشرات المصانع التى تعمل من دون ترخيص ويتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم». وقال الرئيس إنه وجه بتقنين أوضاع تلك المصانع المخالفة بدلا من اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها، وأضاف: «الدولة لديها حكومة بناء وليس حكومة حساب، وسوف نقدم الدعم اللازم لكل من يحاولون العمل والتصنيع داخل مصر».
ما قاله الرئيس السيسى تطور فى منتهى الأهمية، ومن الواضح أنه لا يتعلق فقط بأصحاب المصانع المتعثرة، ولكن بالمتعثرين فى كل المجالات، مثل البنوك.
قبل أيام انفردت «الشروق» فى ملحق مال وأعمال بنشر تقرير مهم كتبته الزميلة عفاف عمار يتضمن أن طارق عامر محافظ البنك المركزى وجه رؤساء وكبار مسئولى البنوك المصرية، بمساعدة العملاء المتعثرين فى سداد قروضهم، بدلا من اتخاذ الإجراءات القانونية فقط ضدهم، علما أن القاعدة العريضة الأساسية من عملاء البنوك ملتزمون ويسددون قروضهم بصورة جيدة.
هل معنى ذلك أن تترك الدولة من لم يسدد حقوقها سواء كان فى البنوك أو المصانع حرا يفعل ما يشاء يهدد أموال الدولة والمودعين أو يطرد العاملين من مصنعه؟!
الإجابة هى لا، وأظن أن كل مرحلة لها سياسات محددة.
فى فترة معينة كان ينبغى على أجهزة الدولة أن تضرب بيد من حديد كل من لا يسدد القروض، أو يغلق مصنعه ويطرد العمالة، كان ذلك مقبولا فى ظل وجود عنف وإرهاب وتطرف ومحاولات لهدم اقتصاد الدولة وجمع الدولارات خارج الإطار الرسمى.
لكن الآن الدولة عادت قوية واستقرت، وبالتالى فان المعيار الأساسى هو التأكد أن هذا المستثمر أو المفترض أو المصنع جاد، ولم يلجأ إلى حيل للتهرب من سداد ما هو مستحق عليه، وبالتالى يمكن منحه مزيدا من الوقت حتى يتعافى ويعود منتجا، ووقتها يمكنه أن يسدد ما عليه من التزامات.
الرئيس السيسى، قال إنه «بعد حصر المصانع غير المرخصة سيتم نقلها إلى أقرب مجمع صناعى وإعطاؤها الأوراق المطلوبة لتفادى وقوعها تحت طائلة القانون، وإن الدولة أقامت ١٣ مجمعا صناعيا مجهزة بالمرافق والبنية التحتية والأمن الصناعى لتسهيل عمل المستثمرين، وسوف نساعدهم على تسويق منتجاتهم داخليا وخارجيا، والهدف هو دفع المزيد من المصانع للبدء فورا فى عمليات الإنتاج الفعلى، وإنه علينا التعلم من التجارب السابقة خصوصا الروبيكى التى كانت فكرة من عام ٢٠٠٤ ولم تتحول للإنتاج إلا قبل عامين ومدينة الأثاث بدمياط التى لم تتوافر بها بعض المواد الخام فتأخر العمل بها».
الرئيس قال إن تكلفة إقامة المجمعات الصناعية الـ١٣ التى تم افتتاحها تبلغ ١٠ مليارات جنيه، وكذلك ٦ مليارات جنيه لإمدادها بالمرافق، فى حين أن اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية قال إن الدولة ضخت استثمارات فى الصعيد بـ٥٣٫٦ مليار دولار فى السنوات السبع الأخيرة.
إذن توجه الدولة الحالى بمساندة المستثمرين والمصنعين ودعمهم بدلا من حبسهم ومطاردتهم بالإجراءات القانونية توجه ممتاز، شرط أن يترافق أيضا مع معاقبة الكسالى والمهملين والمتقاعسين الذين يريدون أن يأكلوا أموال الدولة، حتى لا تصل هذه الرسالة الإيجابية من الدولة بصورة عسكية إلى هواة ومدمنى المكسب الحرام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبس المستثمرين أم مساعدتهم حبس المستثمرين أم مساعدتهم



GMT 00:10 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

قواعد اللعبة تتغير من حولنا!

GMT 00:04 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!

GMT 00:00 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

استدراج إيران.. هدف نتانياهو الاستراتيجي

GMT 01:42 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

التوريق بمعنى التحبير

GMT 01:38 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

مَن يحاسبُ مَن عن حرب معروفة نتائجها سلفاً؟
  مصر اليوم - أحمد حلمي يكشف أسباب استمرار نجوميته عبر السنوات

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً

GMT 21:47 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

باسم مرسى يشعل السوشيال ميديا بصورة مع زوجته وابنته

GMT 20:14 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة 4 وإصابة 6 في انقلاب سيارة واشتعالها على طريق السويس

GMT 01:10 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بلجيكا أول المتأهلين إلى نهائيات كأس أمم أوروبا

GMT 20:17 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

8 لاعبين في "أشرس صراع" على الكرة الذهبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon