توقيت القاهرة المحلي 12:11:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -
عطل تقني يشل عمليات السفر في مطار بريطاني رئيسي والجهات المسؤولة توضح أن الخلل محلي إيرباص توضح أن تسليمات نوفمبر سجلت تراجعا بسبب خلل صناعي وأزمة جودة في خطوط الإنتاج المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً الرئاسة الفلسطينية تحذر من خطورة أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إصابة عدد من الفلسطينيين جراء قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي على منطقة بيت لاهيا مقتل 79 مدنيا من بينهم 43 طفلا في هجوم بطائرة مسيرة استهدف كالوقي في جنوب كردفان قوات الدعم السريع تقول إن الجيش السوداني استهدف معبر أدري الحدودي مع تشاد بطائرات مسيرة تركية البنتاغون يعلن موافقة الخارجية الأمريكية على صفقة بيع مركبات تكتيكية متوسطة ومعدات إلى لبنان بتكلفة تتجاوز تسعين مليون دولار إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخبار عاجلة

متحف توفيق الحكيم

  مصر اليوم -

متحف توفيق الحكيم

بقلم - محمد سلماوي

 توقفت طويلا عند مقال نشر بملحق «الأهرام» يوم الجمعة الماضى للكاتب الصحفى أشرف عبد الشافى يُذَكّرً فيه بالأديب الكبير عملاق المسرح العربى الراحل توفيق الحكيم، ويطالب بضرورة إقامة متحف يخلد ذكراه،  فمثل هذا المقال الذى يأتى بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على رحيل الحكيم، إنما يستوجب التحية فى «حارتنا» التى قال الروائى الأكبر نجيب محفوظ إن «آفتها النسيان»، فقد رحل الحكيم فى يوليو ١٩٨٧ ورحلت معه ذكراه ولم يعد أحد يتوقف كثيرا عند سيرته التى تداخلت مع تاريخنا الوطنى والذى شكلت مواقفه وكتاباته الأدبية والفكرية  بعض الأحداث المهمة فى تاريخنا الثقافى فى القرن العشرين.

فما زلت أتذكر بيان الحكيم الشهير الذى كتبه فى بداية عام ١٩٧٣ ينتقد فيه حالة اللاسلم واللاحرب التى كانت سائدة فى ذلك الوقت بعد أن مرت سنة ١٩٧١ التى وعد السادات بأن تكون سنة الحسم مرور الكرام، ومرت بعدها أيضا سنة ١٩٧٢، وقد رأيت النسخة الأصلية للبيان المكتوب بخط يد الحكيم حين دعانى للتوقيع عليه ووقع عليه أكثر من مائة من كبار الكتاب والمثقفين كان من بينهم أحمد بهاء الدين ونجيب محفوظ ولطفى الخولى وأحمد حمروش وثروت أباظة ومكرم محمد أحمد وغيرهم، حيث سرى ذلك البيان وقتها كالنار فى الهشيم لأن الحكيم إستطاع بحس الأديب أن يجسد بكلماته الشعور العام الذى كان سائدا آنذاك بين جميع فئات الشعب، كما أتذكر كتابه المشئوم «عودة الوعى» الذى اختلفنا جميعا عليه، وقد أثار وقت صدوره زوبعة هائلة فى الأوساط الثقافية والسياسية فى مصر والوطن العربى، وأتذكر أيضا وصفه العبقرى لعبور قواتنا المسلحة قناة السويس عام ١٩٧٣ حين كتب: «لقد عبرنا الهزيمة!»، وهو الوصف الذى تناقلته وسائل الإعلام الدولية وأبرزته الإذاعة البريطانية BBC فى تغطياتها المتتالية لحرب أكتوبر المجيدة.

لكنى قبل هذا كله وبعده أتذكر إنتاجه الأدبى الهائل الذى نقل الأدب العربى نقلة نوعية خاصة فى الآدب المسرحى الذى لم يضاهيه أحد فى الوطن العربى حتى يومنا هذا، كما أن بصمته المميزة فى الرواية نقلت هى الأخرى الأدب الروائى العربى نقلة هائلة كان نجيب محفوظ أول من يشهد بها، ولا ننسى روايته الخالدة «عودة الروح» التى كانت من بين ما ألهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر القيام بثورة يوليو ١٩٥٢.

وقد جاء مقال أشرف عبد الشافى فى الذكرى المائة والعشرين لميلاد الحكيم، والتى لا أرى أن أيا من أجهزة الإعلام أو المؤسسات الثقافية قد احتفى بها كما يجب، ليذكرنا بالوعد الذى قطعه وزير الثقافة الأسبق الدكتور أحمد هيكل بتحويل منزل توفيق الحكيم على كورنيش جاردن سيتى الى متحف يضم مقتنياته الأدبية والشخصية من مخطوطات ومسودات ومتعلقات شخصية، لكن كما حدث مع أم كلثوم وكما يحدث الآن مع نجيب محفوظ، فإن هذا التصريح الوزارى الذى تناقلته كل الصحف وقت رحيل الكاتب الكبير، ذهب أدراج الرياح ونسيه الجميع، وها قد مرت ٣١ عاما دون أن تشرع وزارة الثقافة تحت الرئاسات المتتالية لما يقرب من عشرة وزراء حتى الآن، فى إقامة المتحف الموعود، ولقد انتهزت فرصة ترميم وتأسيس المبنى التاريخى التابع لاتحاد الكتاب بقلعة صلاح الدين بعد أن توليت رئاسة الاتحاد عام ٢٠٠٥، فأقمت أول متحف للأدباء فى مصر موزعا مقتنياتهم على مختلف القاعات الفسيحة للمبنى، وفى صالون توفيق الحكيم ذء الطراز العربى القديم وضعنا «ڤيترينا» تضم مقتنيات مهمة للأديب الراحل، منها المسودة الكاملة لكتاب «سجن العمر» بخط يد الحكيم الصغير المنمنم، ومنها «البيريه» الذى إشتهر به، ومنها «الروب ديشامبر» الذى كان يرتديه فى مستشفى المقاولون فى أيامه الأخيرة، وإلى جواره صوره له وهو يرتديه، وقد أهدانى حفيد الحكيم بعد رحيله تمثالا للموسيقار العالمى بتهوفن الذى كان الحكيم يعشق موسيقاه، وهو نسخة أصلية من التمثال الموجود الآن فى فيينا للموسيقار الكبير وقد ظلت كائنة بمكتب الحكيم طوال حياته، فقمنا بوضع التمثال فى مبنى الاتحاد بالزمالك فى ذات القاعة التى كان يجلس بها الحكيم وهو أول من رأس الاتحاد عند إنشائه عام ١٩٧٥، أما بقية المجموعة المتحفية الكائنة بمبنى الاتحاد بالقلعة فتضم أوراقا ومتعلقات تاريخية ليحيى حقى من بينها جواز سفره الدبلوماسى ونظارته الطبية، وطه حسين ومنها تمثاله الشهير الذى أبدعه الراحل عبد القادر رزق، ويوسف السباعى ومنها مفكرته الخاصة، وعلى أحمد باكثير ومنها مسودات لأعماله وبعض شهاداته، ونجيب محفوظ ومنها كلمته فى احتفالات نوبل بخط يده وإيصال أول أجر تلقاه عن كتابة سيناريو، وسعد الدين وهبة وأجندته الخاصة ونظارته، وأحمد شوقى وخطاب كتبه بيده لمترجم «مجنون ليلى»، ونجيب سرور ومسودة أحد دواوينه الشعرية، ومن ناحية أخرى فقد أتممت بعد رحيل الحكيم اتفاقا تعاقديا بين أسرة الحكيم ودار الشروق لإعادة نشر جميع أعمال الحكيم والتى كان البعض منها غير متوفر فى الأسواق، وقمت بتقديم طبعاتها الأولى بقلمى.  

وإذا كان اتحاد الكتاب قد تمكن من إقامة متحف للأدباء داخل مبناه التاريخى بالقلعة دون تلقى أى دعم من الدولة، فقد تمتع الاتحاد بما هو أهم، وهو ثقة عائلات الكتاب الراحلين والذين استجابوا على الفور لما وجدوا أنه مبادرة صادقة وجادة من الاتحاد لتخليد ذكرى ذويهم من كبار كتاب مصر وأدبائها، على أنه ينبغى التأكيد هنا أن الأدباء لا يموتون وبقاء ذكراهم حية ليس مقتصرا على وجود متحف يحمل اسمهم، وأن الحقيقة هى أننا نحن الذين نحتاج هذه المتاحف لنحفظ تراثنا الثقافى الذى نباهى به بين الأمم، ولتعرف أجيالنا الشابة هؤلاء العظماء الذين كثيرا ما يسبقنا العالم للاحتفاء بهم.

نقلا عن الاهرام القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف توفيق الحكيم متحف توفيق الحكيم



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 18:51 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
  مصر اليوم - تقرير يكشف أنغروك يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 06:13 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الثلاثاء 02 ديسمبر/ كانون الأول 2025

GMT 23:59 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

هرمون الإستروجين والبروجسترون يؤثران على اللوزة الدماغية

GMT 10:54 2025 السبت ,04 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء السبت 04 أكتوبر / تشرين الأول 2025

GMT 22:58 2020 الخميس ,16 تموز / يوليو

إطلالة جذابة لـ هند صبري عبر إنستجرام

GMT 00:37 2019 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ديكورات خارجية لمتعة الصيف حول المسابح

GMT 22:24 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

باريس سان جيرمان يهزم غامبا أوساكا بسداسية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday egypttoday egypttoday
egypttoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh Beirut- Lebanon
egypt, egypt, egypt